على متن اير فورس وان، توجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى آسيا حيث يجري جولة مهمة ستتوج بلقاء مع نظيره الصيني شي جيبينغ يعتبر مهما بالنسبة للاقتصاد العالمي. وقال ترمب في الطائرة الرئاسية التي تقلّه إلى آسيا، إنّه يتطلّع إلى "لقاء جيد جدا" مع شي، متوقعا التوصل إلى اتفاق مع الصين لتجنّب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100 في المئة، من المقرّر أن تدخل حيّز التنفيذ في الأول من نوفمبر. وأبدى الرئيس الأميركي أثناء توجهه إلى كوالالمبور، انفتاحه على لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جون أون خلال هذه الجولة الأولى له في المنطقة منذ عودته إلى السلطة في يناير الماضي. وقال للصحافيين الذين سألوه عن إمكانية إجراء هذا اللقاء أثناء وجوده في شبه الجزيرة الكورية في ختام جولته الآسيوية، "أود ذلك، فهو يعلم أننا ذاهبون إلى هناك". وكان آخر لقاء له مع كيم في العام 2019. وأضاف ترمب متوجها إلى كيم "إذا كنت تريد التحدث، فأنا منفتح على ذلك"، متابعا "كانت لدي علاقة ممتازة معه". وردا على سؤال عمّا إذا كان منفتحا على طلب كوريا الشمالية الاعتراف بها كقوة نووية كشرط مسبق للحوار مع واشنطن، قال "أظن أنها قوة نووية نوعا ما، يمكنني القول إنهم يملكون الكثير من الأسلحة النووية". وتشمل الجولة الآسيوية ماليزياواليابان وكوريا الجنوبية. ويتوقع أن تستقبل هذه الدول الرئيس الأميركي بحفاوة في محاولة للحصول على شروط أفضل على صعيد الرسوم الجمركية وضمانات أمنية. وقال مسؤول أميركي كبير الجمعة إن ترمب "سيفي بوعود قطعها للشعب الأميركي في إحدى أكثر المناطق دينامية في العالم على الصعيد الاقتصادي من خلال التوقيع على سلسلة من الاتفاقات الاقتصادية" ولا سيما بشأن المعادن النادرة. في كوالالمبور، يشارك ترمب الأحد في قمة منتدى دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وهو ملتقى تجاهله مرات عدة خلال ولايته الرئاسية الأولى. ومن المتوقع أن يبرم اتفاقا تجاريا مع ماليزيا وخصوصا المشاركة في توقيع اتفاق السلام بين تايلاند وكمبوديا. وبعد مواجهة عسكرية استمرت أياما عدة توصل البلدان الجاران إلى وقف إطلاق النار في 29 يوليو بعد تدخل ترمب. وقال ترمب إنه ينوي لقاء نظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على هامش قمة آسيان. وبدأ الرجلان التخفيف من حدة الخلاف بينهما بعد أشهر من التوتر المرتبط في المقام الأول بمحاكمة الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو اليميني المتطرف وحليف ترمب ومن ثم إدانته والحكم عليه بالسجن. مباحثات صريحة يتوجه ترامب بعدها إلى اليابان الاثنين حيث يلتقي الثلاثاء رئيسة الوزراء القومية ساناي تاكايشي التي أصبحت خلال الأسبوع الراهن أول أمرأة تتولى رئاسة الحكومة في هذا البلد. وأكدت هذه الأخيرة أنها تريد "مباحثات صريحة" مع الرئيس الأميركي. وووقعت طوكيو خلال الصيف اتفاقا تجاريا مع واشنطن إلا أن بعض التفاصيل لا تزال تحتاج إلى مناقشة. غير أن المحطة الرئيسية في جولة ترمب ستكون كوريا الجنوبية حيث ينتظر وصوله الأربعاء للمشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) الذي يلتقي على هامشه مع شي جنبينغ الخميس في مدينة غيونغجو. وكان الرئيس الجمهوري ألمح إلى احتمال عدم انعقاد اللقاء بين أقوى اقتصادين في العالم اللذين يتواجهان في حرب تجارية. وباشرت الصين والولايات المتحدة السبت مفاوضات تجارية جديدة في كوالالمبور على ما ذكرت وسيلة إعلام صينية رسمية. وأعرب ترمب عن الأمل في إبرام اتفاق مع الرئيس الصيني "حول كل المواضيع" مشددا في الوقت ذاته على أنه ينوي خصوصا "مناقشة العلاقات الاقتصادية والتجارية" على ما أفاد المسؤول الأميركي رفيع المستوى نفسه. ويرتدي هذا اللقاء أهمية مضافة منذ أعلنت الصين خفض صادراتها من المعادن النادرة بعدما هدد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على المنتجات الصينية بنسبة 100 %. وتوقع راين هاس الباحث في مركز بروكينغز الأميركي للأبحاث في تصريح لوكالة فرانس برس ألا يشكل اللقاء "نقطة تحول" في العلاقات بين الرئيسين. ويلتقي الرئيس الأميركي أيضا بمناسبة هذه القمة نظيره الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ وسيلقي كلمة أمام رجال أعمال ويشارك في عشاء لقادة أبيك على ما اوضح البيت الأبيض.