من أصعب التحديات التي تواجه المدرب الجديد، الذي يخلف مدربًا سابقًا، هي تولي فريق لم يتم إعداده بدنيًا ولياقيًا بشكل جيد خلال المعسكر الصيفي، حيث يترك الفريق في حالة غير مثالية بعد بداية الدوري. هذه الإخفاقات، بلا شك، تشكل عبئًا ثقيلًا على المنظومة التدريبية الجديدة، مما يضع المدرب الجديد أمام مسؤولية معالجة العديد من المشكلات المتراكمة. في الحقيقة، أشفق على حال مدرب نادي الاتحاد الجديد، البرتغالي سيرجيو كونسيساو، لأنه يواجه تحديات كبيرة تتطلب إصلاحات جذرية، وتعديلات شاملة، وإعادة تأهيل الفريق من جديد، خاصة بعد الإهمال الذي تركه المدرب الفرنسي السابق لوران بلان في الجوانب اللياقية، التي تُعدّ من الأسس الأساسية لأي فريق، قبل حتى التطرق إلى الجوانب الفنية والتكتيكية. لقد رأينا بوضوح كيف عانى الاتحاد من تبعات هذا الإهمال في مباراته أمام الفيحاء، خاصة في الشوط الأول، حيث بدأ الفريق وكأنه عاد إلى مستواه الفني السابق دون أي تحسن ملحوظ. ومع ذلك، أرى أن المدرب الجديد كونسيساو أظهر ذكاءً في التعامل مع الوضع، حيث استطاع أن يكشف مكامن الخلل في الفريق، وبدأ في معالجتها تدريجيًا. شاهدنا ذلك جليًا في تغييراته الذكية، مثل إشراك اللاعب أحمد الغامدي كبديل، الذي ساهم في تسجيل هدف التعادل في مرمى الفيحاء، وتوّج جهوده بجائزة نجم المباراة. هذا اللاعب، الذي كان ينتظر فرصته بفارغ الصبر تحت قيادة المدرب السابق لوران بلان، استطاع إعادة اكتشاف نفسه، وأثبت أحقيته بالمشاركة، مما يجعله موهبة يمكن الاستفادة منها في المباريات القادمة. في مباراة الفيحاء، ظهر الاتحاد بوجهين مختلفين: في الشوط الأول، كان فريقًا باهتًا لا يحرك ساكنًا، بينما في الشوط الثاني، تغير الحال بعدما حرّك المدرب أوراقه، وغيّر من طريقة اللعب وتكتيكاته. هذا التغيير أعطى انطباعًا إيجابيًا لدى جماهير الاتحاد، بأن الأمور مع المدير الفني الجديد ستتحسن، لكنها تحتاج إلى الصبر والوقت لتظهر آثارها الإيجابية بشكل واضح. ختامًا: إذا أردت تحقيق نتائج أفضل، فعليك العمل بطريقة مختلفة. حسين البراهيم