استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطقة متفرقة في قطاع غزة، إذ تركزت الغارات في محافظة رفح وجباليا شمالي قطاع غزة، وسط تصاعد الهجمات الجوية على مختلف مناطق القطاع وشنت الطائرات الإسرائيلية الحربية أمس، سلسلة غارات عنيفة على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بذريعة الرد على خرق وقف إطلاق النار، ما أسفر عن حالة من الذعر بين السكان المحليين وأضرار مادية في الممتلكات. وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن سلاح الجو شن غارات جوية على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وذلك عقب اندلاع تبادل لإطلاق النار بين قوات الجيش الإسرائيلي ومسلحين في المنطقة، وأضافت التقارير أن الغارات جاءت في إطار ما وصفته بتصعيد ميداني محدود عقب الحادث. وفي اليوم العاشر من وقف إطلاق النار، وبعد 735 يوما من الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، سلمت حماس جثتي أسيرين إسرائيليين قضيا نتيجة قصف سلاح الجو الإسرائيلي على القطاع. الأزمة الإنسانية تتفاقم رغم هدوء أصوات المدافع، تسود غزة حالة من الترقب الحذر والقلق المتزايد، وسط مؤشرات على هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار وتصاعد التصريحات الإسرائيلية التي تهدد باستئناف العمليات العسكرية. وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن معبر رفح سيظل مغلقا حتى استعادة جثث جميع الأسرى الإسرائيليين، معتبرا أن المرحلة الثانية من الهدنة، التي تشمل نزع سلاح حماس، هي الشرط الأساسي لإنهاء الحرب. وفي المقابل، أكدت حماس أن قرار نتنياهو بمنع فتح معبر رفح "يعد خرقا فاضحا لبنود الاتفاق وتنكرا للالتزامات أمام الوسطاء والجهات الضامنة". على الصعيد الدولي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه سيبحث السماح للقوات الإسرائيلية باستئناف القتال إذا لم تمتثل حماس لالتزاماتها بموجب الاتفاق الذي توسط فيه. وتستعد واشنطن لإيفاد مبعوث الرئيس ستيف ويتكوف ونائب ترامب جي دي فانس إلى إسرائيل، هذا الأسبوع، لمتابعة تنفيذ الخطة الأميركية وإعادة ترتيب الوضع الإنساني والإداري في القطاع. وفي الجانب الإنساني، اتهم مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا الاحتلال بالسعي لتعميم الأزمة الإنسانية، مؤكدا أن مماطلة إسرائيل وعدم فتح المعابر يعكس تجاهلًا واضحًا للالتزامات الإنسانية. كما حذر من تلاعب قرار نتنياهو بمصير آلاف الجرحى والمرضى، خاصة وأن نحو 22 ألف جريح و10 آلاف مريض بالسرطان بحاجة ماسة للسفر لتلقي العلاج، وسط تأكيدات عن احتمالية فتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة دون تحديد موعد دقيق. اقتحام واسع لطوباس نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس، تفجيرًا داخل شقة سكنية في مدينة طوباس، خلال اقتحام واسع استمر منذ ساعات منتصف الليل، تخلله مداهمات واعتقالات وتخريب واسع للممتلكات. وأفاد مصادر محلية بأن قواتٍ كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت أحياء المدينة، وأجبرت عددًا من الأهالي على إخلاء منازلهم قبل أن تفجّر شقة سكنية، ما ألحق دمارًا واسعًا في المكان. كما حولت قوات الاحتلال عددًا من المنازل إلى ثكنات عسكرية ومراكز للتحقيق الميداني، واعتقلت ثلاثة شبان بعد مداهمة منازلهم. وأوضحت مصادر محلية أن جرافات الاحتلال دمّرت الشوارع القريبة من مفترق تياسير شرق المدينة، وأزالت صور الشهداء من شوارع طوباس خلال الاقتحام، فيما شهدت الأحياء الغربية عمليات تمشيط ومداهمات متكررة. وكان أصيب الليلة الماضية جنديان من جيش الاحتلال الإسرائيلي، جرّاء انفجار عبوة ناسفة استهدفت قوة عسكرية راجلة خلال اقتحامها مدينة طوباس شمال الضفة الغربية. وأفادت مصادر عبرية بأن العبوة انفجرت أثناء مرور دورية للاحتلال في أحد شوارع المدينة، ما أدى إلى إصابة جنديين بجروح ووقوع أضرار في المركبة العسكرية، فيما هرعت تعزيزات كبيرة من قوات الاحتلال إلى المكان. وفي محافظة نابلس، داهمت قوات الاحتلال عدة مناطق، منها زواتا والضاحية العليا وبيتا وكفر قليل، واعتقلت عددًا من الشبان فيما اقتحمت قوة أخرى بلدة عقابا شمال طوباس، وبلدة سنيريا جنوب قلقيلية، وضاحية ارتاح جنوب طولكرم، إضافة إلى دير أبو مشعل غرب رام الله ومدينة سلفيت. إلى ذلك، طرد مستوطنون مجموعة من قاطفي الزيتون في منطقة واد عمار قرب بلدة ترمسعيا شمال رام الله، في استمرارٍ لاعتداءاتهم بحق المزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون. مهاجمة قاطفي الزيتون شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنون مسلحون، صباح أمس، هجمات متكررة على المزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون في عدة مناطق بالضفة الغربية. ففي بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله، اقتحم المستوطنون الأراضي الزراعية في منطقة "واد عمار"، وأجبروا المزارعين على مغادرة أراضيهم بالقوة، واضرموا النار في مركبتين، بينما نصبت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا مؤقتا عند مدخل البلدة وفتشت عدداً من المركبات. وفي قرية روجيب شرق نابلس، هاجم مستعمرون من "ايتمار" قاطفي الزيتون ومنعوهم من استكمال جني محصولهم، كما اقتحم مستوطنون أراضي المغير في منطقة "الحجار" وسرقوا ثمار الزيتون، ومنعوا المواطنين من الوصول إليها، وفي سنجل اقتحموا أراضي منطقة "الباطن". وأفاد رئيس مجلس قروي روجيب بأن عددا من مستعمري "ايتمار"، هاجموا قاطفي الزيتون في الأراضي الواقعة شرقي القرية، وحاولوا منعهم من استكمال جني محصول الزيتون. وفي غرب بيت لحم، أضرم مستوطنون النار في عدد من المركبات داخل ورشة لتصليح السيارات تعود للمواطن علي أحمد علي الطوس. وأفادت مصادر محلية بأن مجموعة من المستوطنين تسللت إلى المكان وأضرمت النيران في المركبات المتوقفة داخل الساحة، ما أدى إلى احتراقها وإلحاق أضرار مادية جسيمة. وتتعرض الأراضي الفلسطينية خلال موسم قطف الزيتون السنوي لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال، ما يحول دون وصول المزارعين إلى أراضيهم ويتسبب بخسائر مادية جسيمة ويزيد من معاناتهم اليومية. خسائر كهرباء غزة قال مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء بمحافظاتغزة محمد ثابت إن قطاع الكهرباء في القطاع تعرض لخسائر فادحة، نتيجة حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي استمرت لمدة عامين. وأضاف ثابت في تصريح صحفي أمس، أن قيمة الأضرار تُقدر بنحو 728 مليون دولار، وذلك بعد خروج البنية التحتية للقطاع عن الخدمة كليًا. وأوضح أن أكثر من 80 % من شبكات توزيع الكهرباء في غزة دُمّرت بشكل كامل، إضافة إلى تدمير أكثر من 80 % من آليات ومركبات الشركة متعددة المهام، و90 % من المستودعات والمخازن بما فيها مواد صيانة، فضلًا عن تدمير 70 % من مباني ومرافق الشركة. وبين أن المبلغ المعلن يشمل فقط قطاع التوزيع، ولا يشمل خسائر قطاعي النقل والتوليد الذين تكبدا أضرارًا جسيمة أيضًا. وأشار إلى أن قطاع غزة حُرم خلال الحرب من أكثر من ملياري كيلوواط / ساعة من الكهرباء. وأفاد باستشهاد 60 شخصًا من كوادر الشركة وعمالها، وإصابة أكثر من 100 من الفنيين والمهندسين خلال الحرب. وذكر أن تقديرات الخسائر الحالية تبقى أولية، لأن فرق الشركة لم تتمكن من الوصول إلى بعض ما يسمى ب"المناطق الحمراء" لتقييم الأضرار فيها. ونوه إلى أن الشركة واصلت خلال عامي الحرب دعم الجهود الوطنية والإنسانية لتأمين الكهرباء لمراكز الإيواء والنازحين، من خلال تشغيل آبار المياه والمولدات، وتوفير الوقود بالتعاون مع منظمات دولية ومحلية. ولفت إلى أن طواقم الشركة تمكنت، بعد أربعة أشهر من العمل المتواصل، من إصلاح خط كهرباء "كوسوفيم" الواصل إلى محطة تحلية المياه غربي دير البلح بطول 8 كيلو مترات. وبين أن هذا مكُن المحطة من إنتاج نحو 20 ألف متر مكعب من المياه النقية يوميًا لتلبية احتياجات النازحين. وحول احتياجات الشركة الطارئة، قال ثابت: إن الشركة وضعت خطة تعافي تتضمن ثلاث مراحل: المرحلة الأولى مدتها شهرين، وتتضمن إعادة تأهيل الشبكات الحيوية وتوفير الطاقة لمراكز الإيواء والمرافق الإنسانية، والمرحلة الثانية ستة أشهر، والثالثة ثلاث سنوات. وأضاف أن الشركة بحاجة ماسة إلى 50 مولدًا كهربائيًا متنقلًا بقدرة "500 KVA" لتزويد مراكز الإيواء بالكهرباء، و2000 عمود حديدي و5 آلاف عمود خشبي، و500 كم من شبكات الضغط المنخفض. وتابع أنها تحتاج أيضًا، 400 كم من شبكات الضغط المتوسط مع ملحقاتها، بالإضافة ل3 رافعات وحفارين و10 مركبات هندسية و2 "منوف" لرفع المكونات الصلبة وتمديد الكوابل. وأوضح أن جزءًا من هذه الاحتياجات متوفر بالفعل في مخازن الشركة وسلطة الطاقة في الضفة الغربية، لكنه بحاجة إلى تسهيلات عاجلة لإدخاله إلى غزة، تمهيدًا لبدء إعادة الإعمار. وأكد استعداد الشركة الفوري لبدء عمليات الصيانة وإعادة التيار الكهربائي تدريجيًا إلى محافظات قطاع غزة. ودعا ثابت المجتمع الدولي والمؤسسات المانحة إلى الاستجابة السريعة لتلبية احتياجات القطاع. تصعيد في رفح شهدت منطقة رفح جنوبي قطاع غزة، أمس، تصعيدًا ميدانيًا واسعًا بعد أنباء عن استهداف آليات هندسية للاحتلال بصواريخ مضادة للدروع، تزامنًا مع غارات جوية مكثفة نفذها سلاح الجو الإسرائيلي على مواقع عدة في المدينة. وأفادت تقارير إسرائيلية بأن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، يجريان تقييمًا أمنيًا مع قيادة الجيش والأجهزة الأمنية، لبحث "طبيعة الرد على الخروقات" التي نسبها الاحتلال إلى حماس. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ "الخرق الذي نفذته حماس يُعدّ تصعيدًا خطيرًا"، مشيرة إلى أن التقارير الأولية تحدثت عن "إطلاق صاروخ موجه باتجاه آلية هندسية إسرائيلية شرق رفح". وأضافت أن الجيش يحقق في "حادث آخر مشتبه به في المنطقة نفسها"، يتعلق ب"عملية قنص استهدفت آلية هندسية ثانية"، وأكدت أن الحادثين وقعا في محيط الحدود الشرقية لرفح. وذكرت مصادر إسرائيلية أن تبادلا لإطلاق النار بين قوات الاحتلال وعناصر المقاومة جنوبي القطاع، بعد أن أطلقت مجموعة تابعة لحماس وابلاً من القذائف باتجاه قوات الاحتلال. وزعمت مقتل عنصرين من حماس. وبحسب تقارير إسرائيلية أولية، أسفر الهجوم عن إصابة أربعة جنود إسرائيليين، بينهم اثنان بحالة خطيرة، نُقلوا بطائرات مروحية لتلقي العلاج، فيما نفت التقارير الإسرائيلية تعرض قوات الاحتلال لمحاولة أسر جندي في إطار العملية. في المقابل، أفادت مصادر محلية في رفح بأن سلاح الجو الإسرائيلي شنّ غارات عنيفة على أطراف المدينةالشرقية؛ وأفادت مصادر محلية بأن الغارات الإسرائيلية جاءت " في محاولة لحماية المليشيات المحلية "والتي تعمل تحت غطاء قوات الاحتلال في المنطقة الشرقية من رفح. ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من الهدوء النسبي في جنوب القطاع، ضمن الترتيبات الميدانية استعدادا للمرحلة الثانية من "خطة ترامب"، في حين تواصل إسرائيل تحميل حماس مسؤولية أي خرق ميداني رغم استمرار عملياتها العسكرية في مناطق عدة. وفي حين أفادت مصادر فلسطينية بتسجيل شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية شرق جباليا شمالي قطاع غزة، زعم الاحتلال أن فلسطينيين اثنين اقتربا من مواقع تمركز قواته عند "الخط الأصفر" في المنطقة، واستهدفهما بهجوم جوي. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الجيش يستعد لردّ موسع على الحادث، بينما لم تصدر حتى اللحظة أي تصريحات رسمية من حماس حول الهجمات أو طبيعة العملية التي استهدفت الآليات الإسرائيلية في رفح. وفي أعقاب التقارير عن العملية في رفح، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، رئيس الحكومة، نتنياهو، إلى إصدار أمر للجيش "باستئناف القتال في قطاع غزة بكامل القوة". وقال بن غفير إنّ "الأوهام بأن حماس ستغيّر مواقفها أو تلتزم بالاتفاق الذي وقّعته، تبيّنت كما كان متوقعًا أنها خطر على أمن إسرائيل"، مضيفًا أنّ "على الجيش القضاء على حماس بشكل كامل ودون تأخير". تدمير كامل لقطاع الكهرباء في غزة