قال المقرّر الخاص للأمم المتحدة موريس تيدبول-بنز لوكالة فرانس برس الجمعة إن الضربات الإسرائيلية التي تستهدف سيارات في لبنان منذ إعلان وقف إطلاق النار، يمكن أن تشكّل "جريمة حرب". واستهدفت غارة إسرائيلية سيارة في جنوبلبنان الجمعة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام رسمية من دون أن تكشف حصيلة الإصابات. جاء ذلك غداة غارات جويّة عنيفة ضد منشآت في جنوبلبنان، من بينها مصنع اسمنت. وكثيرا ما تستهدف الغارات الإسرائيلية أفرادا على دراجات نارية أو في سيارات أو حفارات. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف في هذه الهجمات عناصر في "حزب الله" أو منشآت تابعة له. وقال تيدبول-بنز وهو مقرّر الأممالمتحدة لحالات الإعدام خارج نطاق القضاء "في ظلّ عدم توفر أدلة مقنعة على أن هذه الأهداف المدنية لها استخدامات عسكرية (..)، هذه الضربات غير قانونية". وأضاف في ردّ مكتوب لوكالة فرانس برس، "عمليات القتل الناجمة عن هذه الهجمات (..) تبدو، برأيي، جرائم حرب". وقتل شخص مساء الخميس وأصيب سبعة آخرون بجروح في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوبلبنان وشرقه، وفق وزارة الصحة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف بنى تحتية تابعة لحزب الله، لكن الرئيس اللبناني جوزيف عون أكّد أن الغارات طالت "منشآت مدنية". وأعلنت مؤسسة مياه "لبنانالجنوبي" في بيان أن الغارات أدت إلى "إصابة وتدمير مخزن استراتيجي (..) خاص بالمحروقات وخسارة ما فيه بالكامل". وأضافت أن "المخزن كان يحتوي على نصف مليون ليتر من مادة المازوت تستفيد منها المؤسسة من خلال توزيعها على القرى والبلدات الجنوبية لتشغيل مولدات الكهرباء العائدة لمحطات وآبار المياه". وأصيبت في غارات الخميس منشآت لشركة صناعة إسمنت. وقال المسؤول في المصنع علي خليفة لوكالة فرانس برس "نحن مؤسسة مدنية تماما"، متحدثا عن نحو عشر غارات ضربت المصنع. وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس ليل الخميس عناصر الإطفاء يكافحون حريقا كبيرا في المصنع. وقال خليفة إن المكان الذي قُصف كان يحتوي على مخزن للوقود، وهو ما سبب الحريق. وندّد الرئيس اللبناني بما وصفه "سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنى الإنتاجية وعرقلة التعافي الاقتصادي واستهداف الاستقرار الوطني تحت ذرائع أمنية زائفة"، واعتبرها "خرقا" لوقف إطلاق النار. ويسري منذ 27 نوفمبر اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل إثر مواجهة دامية لمدة عام، تمّ التوصل إليه برعاية أميركية وفرنسية، وينصّ على تراجع "حزب الله" من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية، وحصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية. وإضافة إلى الغارات، أبقت إسرائيل على قواتها في خمس تلال في جنوبلبنان، فيما نصّ الاتفاق على انسحابها الكامل من المناطق التي تقدّمت إليها خلال الحرب. وعلى وقع ضغوط أميركية، قررت الحكومة اللبنانية في أغسطس تجريد حزب الله من سلاحه. طائرة مسيّرة إسرائيلية تستهدف سيارة استهدفت طائرة مسيّرة سيارةً في محلة الطبالة في بلدة خربة سلم في جنوبلبنان الجمعة وأفادت تقارير بوقوع إصابات إثر الاستهداف. وأطلق الجنود الإسرائيليون النار باتجاه محيط مجموعة من الأهالي كانوا يقومون بقطاف الزيتون في محلة العنق في بلدة عيترون في جنوبلبنان، بحماية دورية من الجيش اللبناني و القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان "اليونيفيل"، ولم يشر تقارير إلى وقوع إصابات، بحسب ما أعلنت (الوكالة الوطنية للإعلام) اللبنانية الرسمية.