لقب "العمادة"، الذي يشهد خلافاً كبيراً بين ناديي الاتحاد والوحدة، يحمل دلائل وشواهد من مؤرخين وإعلاميين قدماء، حتى رموز البلاد كان لهم آراؤهم المستندة إلى من هو الأقدم في الكرة السعودية. لكن، الأهم في هذا الأمر هو: هل العمادة إنجاز يُؤخذ بالقوة الجبرية عبر أهواء الإثارة والفتنة والبلبلة الإعلامية التي تسعى لخلق المشاكل بين جماهير الاتحاد والوحدة؟ العمادة لقب عريق، لكنه لا يضيف إلى تاريخك شيئاً إذا كنت قد وُلدت وهو ملازم لك، ما يُضاف إلى تاريخك فعلاً هو ما حققته من بطولات وأمجاد، فهي التي تثبت أنك خدمت ناديك وأفدت تاريخه، ولم تكن خالياً من الإنجازات. أتذكر قول الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد في إحدى مقابلاته التلفزيونية: "لقب الأمير لم يضف لي شيئاً إطلاقاً، لأنني خرجت إلى الدنيا وهو معي"، هذا القول يوضح أن اللقب قد يكون ملكك، لكن غيرك قد يشاركك فيه عنوة أو بسبب رغبة في إثبات شيء ما، أما البطولات التي تكسبها في الميدان، فهي التاريخ الحقيقي المسجل في صفحاتك، ولن يُنسى ما حققته وأنجزته. الصراع حول الأولويات لا يزال قائماً حتى يومنا هذا، نرى مثلاً الخلاف بين الإنجليز والصينيين حول من بدأ كرة القدم أولاً بعد تطورها الهائل، قرأت روايات تقول إن الصين هي صاحبة الريادة في كرة القدم، ثم أعجبت الإنجليز الفكرة فطوروها بقوانين أكثر تنظيماً بعيداً عن عفويتها الأولى، لكن، بغض النظر عن من هو الأقدم، هل الإنجليز أو الصينيون من بين الناجحين كروياً اليوم؟ الإجابة: لا، إذن، صراعهم على التاريخ لا يسمن ولا يغني من جوع، طالما أنهم يرون غيرهم يحقق الألقاب وهم غالباً مغلوبون على أمرهم أمام المنتخبات الأخرى. نعود إلى قضية العمادة والصراع المفتعلة إعلامياً من قبل مجموعة لا تنتمي بالضرورة إلى أنصار نادي الوحدة، لكنها تتلذذ بإثارة الخلاف بين جماهير الوحدة والاتحاد، هذا الصراع لا ينفع الوحدة بشيء، وفي المقابل، لا يضر الاتحاد بأي ضرر، الوحدة اليوم في مكان لا يليق به في دوري الدرجة الأولى، يقبع في المراكز الأخيرة، الانشغال بموضوع العمادة سيبقيه في ظلام دامس، بعيدة عن تحقيق طموحاته. الاتحاد، من جهته، احتفل مرات عديدة بلقب "عميد الأندية السعودية" في مناسبات مختلفة، لكن هذه الاحتفالات مؤقتة وتنتهي في حينها، الاحتفالات الحقيقية للاتحاديين هي تلك التي تأتي مع اعتلاء منصات التتويج وتحقيق البطولات. وفي رسالة موجهة إلى رجال الوحدة الأوفياء وجماهيره المخلصة: وقفتكم مع ناديكم في هذا الوقت العصيب حتى يعود إلى مكانته الطبيعية خيرٌ له من الصراع مع الاتحاديين على لقب العمادة. ختاماً: لا تسأل الأندية عن قديمها، بل اسألها عن جديدها، ليس الفتى من قال "أبي"، بل الفتى من قال "أنا". حسين البراهيم حسين البراهيم - الدمام