أصيبت السلطات الأوكرانية بخيبة أمل بسبب زيادة المكونات الأجنبية التي تم العثور عليها في المسيرات الروسية، حيث دعا دبلوماسي رفيع المستوى الحلفاء إلى تشديد ضوابط العقوبات فيما تعزز موسكو من الإنتاج العسكري، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء الأربعاء. وقال فلاديسلاف فلاسيوك، مبعوث الرئيس فولوديمير زيلينسكي بشأن العقوبات، إن نظام العقوبات الذي يطبقه الاتحاد الأوروبي يظهر ثغرات حيث تطبقه الدول الأعضاء وليس التكتل ككل، حتى برغم توسع الكرملين في الهجمات الجوية واسعة النطاق. وذكر فلاسيوك في مقابلة في كييف: "نود أن يعزز الاتحاد الأوروبي من ضوابط التصدير بالنسبة للشركات الأوروبية". والتقى الدبلوماسي والنائب الأول لوزير الخارجية سيرغي كيسليتسيا مع مبعوثي مجموعة السبع في كييف الأسبوع الماضي لمشاركة مخاوف بشأن تجنب روسيا للعقوبات كي تشتري مكونات أجنبية لأسلحتها. هذا وانخفضت المساعدات العسكرية الأوروبية لأوكرانيا بشكل حاد خلال الصيف الأخير، رغم المبادرة الأخيرة لحلف شمال الأطلسي التي اشترت بموجبها دول أعضاء أسلحة أميركية، بحسب ما أفاد تقرير صادر الثلاثاء عن معهد "كيل" للاقتصاد العالمي. وأوضح المعهد أن إجمالي المساعدات العسكرية التي أرسلتها أو خصصتها أوروبا لأوكرانيا بلغ 3,3 مليارات يورو (3,8 مليارات دولار) في شهري يوليو وأغسطس، أي بمعدل 1,65 مليار يورو شهريا. ويمثل ذلك انخفاضا بنسبة 57 % مقارنة بالفترة بين يناير ويونيو من العام نفسه، حين خصصت الدول الأوروبية في المتوسط 3,85 مليارات يورو شهريا، وقف المصدر نفسه. وانخفضت المساعدات العسكرية من جميع الدول بنسبة 43 % خلال الفترة نفسها، رغم إعلان كندا عن حزمة مساعدات كبيرة في نهاية أغسطس. وقال مدير الأبحاث في معهد "كيل" ورئيس مشروع "متابعة دعم أوكرانيا" كريستوف تريبيش إن "أوروبا تقلّص دعمها العسكري الإجمالي، والمهم الآن هو كيفية تطوّر الأرقام خلال الخريف". وأوضح أن معظم المساعدات العسكرية هذا الصيف تم إيصالها عبر آلية "قائمة أولويات أوكرانيا"، وهي آلية أُطلقت في يوليو من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، وتتيح للدول الأعضاء شراء أسلحة وذخائر من المخزونات الأميركية الجاهزة للشحن إلى كييف لتجنّب تأخير التسليم. من جانب آخر، قرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تجريد عمدة مدينة أوديسا الساحلية، جينادي تروخانوف، من جنسيته الأوكرانية. وأعلن زيلينسكي على تطبيق تيليغرام الثلاثاء بعد اجتماع مع رئيس جهاز الاستخبارات فاسيلي ماليوك "تم تأكيد الجنسية الروسية لعدد من الأفراد ، وتم إعداد القرارات ذات الصلة. وتم التوقيع على المرسوم"، إلا أنه لم يحدد أي أسماء. وبعد فترة وجيزة، أكد جهاز الاستخبارات الأوكراني أن سحب الجنسية يشمل عمدة أوديسا. وتم نشر صورة لجواز السفر الروسي الذي تردد أنه خاص بتروخانوف وهو ساري المفعول حتى ديسمبر، إلا أنه لا يمكن التحقق بشكل مستقل مما إذا كانت الصورة هي من وثيقة أصلية. وقد رفض ترخانوف كثيرا هذا الاتهام، وقال للتلفزيون العام بعد إعلان سحب جنسيته الأوكرانية "لم يكن لدي جواز سفر روسي مطلقا". ويعتزم تروخانوف اتخاذ إجراءات قانونية ضد القرار، مشيرا إلى تحقيق أجرته أجهزة الأمن بشأنه في عام 2022. ومع فقدان جنسيته، يكون عمدة المدينة المنتخب قد تمت إقالته من منصبه. ميدانيا، أمرت السلطات الأوكرانية بإخلاء عشرات البلدات قرب مدينة كوبيانسك المدمرة الثلاثاء، وعزت ذلك إلى "تدهور الوضع الأمني" في المنطقة التي تتعرض لهجمات روسية مكثفة. وكتب أوليه سينيهوبوف، حاكم منطقة خاركيف، على تطبيق تيليغرام أن السلطات طلبت من 409 عائلات تضم 601 طفل مغادرة 27 بلدة. وقال مسؤول آخر في المنطقة المتضررة في وقت لاحق إن قائمة المناطق التي تقرر إجلاء السكان منها زادت إلى 40 منطقة. وأعلنت شركة الكهرباء الأوكرانية "أوكرينيرغو" قطع التيار الكهربائي عن ثماني مناطق على الأقل بسبب الأضرار التي لحقت بمنشآت الطاقة والناجمة عن الغارات الروسية الأخيرة. من جهته، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في منشور على منصة إكس إن فريقا تابعا للمنظمة في أوكرانيا تعرض لهجوم الثلاثاء في أثناء مهمة مع قافلة تابعة للأمم المتحدة. وأضاف تيدروس الأربعاء أن شاحنتين تابعتين لبرنامج الأغذية العالمي تضررتا في الواقعة، مجددا دعوته لوقف الهجمات على العاملين في المجال الإنساني.