تشهد البيئة الرياضية السعودية تحولًا نوعيًا يعكس رؤية المملكة 2030، حيث أصبحت الحوكمة حجر الأساس في بناء منظومة رياضية تتسم بالشفافية، والمساءلة، والإدارة الرشيدة. فالمؤسسات الرياضية اليوم لم تعد مجرد كيانات تنافسية، بل منظومات تنموية تساهم في تحقيق العدالة، ورفع الكفاءة، وضمان استدامة الموارد والفرص. إن مفهوم الحوكمة في المجال الرياضي لا يقتصر على الجوانب الإدارية فحسب، بل يمتد ليشمل ترسيخ الثقافة التنظيمية والمسؤولية المجتمعية، وتعزيز الثقة بين الجماهير والمؤسسات الرياضية. فحين تكون القرارات مبنية على النزاهة والمساءلة، تزدهر المنافسة الشريفة، ويتحقق الانتماء الحقيقي للرياضة كقيمة وطنية وإنسانية. وفي ظل هذا التحول الكبير، نجحت المملكة العربية السعودية في توظيف القوة الناعمة من خلال الرياضة كأداة للتأثير الإيجابي وبناء الصورة العالمية الحديثة للمملكة. فقد أصبحت الرياضة اليوم وسيلة للتقارب الثقافي، وتعزيز التواصل الدولي، ونشر قيم التسامح والسلام، بما يعكس الوجه الحضاري للوطن. ولا يمكن الحديث عن هذا التطور دون الإشارة إلى الدعم اللامحدود من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – الذي جعل من الرياضة ركيزة من ركائز التنمية الوطنية المستدامة، ومجالًا استراتيجيًا لبناء الإنسان وتمكين الشباب. كما تأتي جهود وزارة الرياضة بقيادة سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل امتدادًا لهذا النهج الطموح، من خلال ترسيخ مبادئ الحوكمة في الأندية والاتحادات، وتطوير التشريعات والأنظمة التي تضمن الشفافية والاستدامة والتميز المؤسسي. إن الحوكمة في البيئة الرياضية ليست خيارًا تنظيميًا فحسب، بل هي مسار وطني للتميز والاستدامة، يرسّخ مكانة المملكة كقوة رياضية واقتصادية وثقافية مؤثرة في العالم، ويجعل من الرياضة منصة حقيقية لصناعة المستقبل. *باحث في الشؤون الاستراتيجية