تُعد الحروب من الظواهر المعقدة التي تؤثر على المجتمعات والدول عبر التاريخ... السؤال حول ما إذا كانت الحروب ستتوقف في العالم هو سؤال يثير الكثير من الجدل والآراء. وفي هذا المقال، سأستعرض بإيجاز العوامل التي تؤدي إلى استمرار الحروب، مع مناقشة إمكانية تحقيق السلام الدائم أو المؤقت.. تتعدد الأسباب التي تجعل الحروب مستمرة، ومن أبرزها مايلي: * العوامل التاريخية والثقافية: تتجذر العديد من النزاعات في تاريخ طويل من الصراعات الثقافية والسياسية. على سبيل المثال، الصراع في الشرق الأوسط يتأثر بالتراث التاريخي والديني، مما يجعل من الصعب تحقيق السلام الدائم. * الفقر والظلم: يعيش الكثير من الناس في ظروف اقتصادية صعبة، مما يدفعهم إلى الانضمام إلى جماعات مسلحة كوسيلة للبقاء. هذه الديناميكية تعزز من استمرار العنف والصراعات. * المصالح الاقتصادية: الحروب قد تكون مربحة لبعض الأطراف، سواء من خلال تجارة الأسلحة أو استغلال الموارد الطبيعية. وهذا يجعل من الصعب على الدول المعنية التوصل إلى حلول سلمية. * التدخلات الدولية: إن التحالفات الدولية والتدخلات الخارجية قد تزيد من تعقيد الصراعات، حيث تسعى الدول الكبرى لتحقيق مصالحها الخاصة دون النظر إلى الأثر الإنساني للحروب. وفيما يتعلق بمستقبل الحروب، هناك عدة سيناريوهات محتملة منها: * توقف الحروب: ويعتمد هذا السيناريو على إمكانية حدوث تغييرات سياسية أو اقتصادية تدفع الأطراف المتنازعة إلى التفاوض. وقد تشمل هذه التغييرات ضغوطًا دولية أو تغييرات في القيادة السياسية. * استمرار الصراعات: في ظل الظروف الحالية، يبدو أن العديد من الحروب، مثل الحرب في أوكرانيا، قد تستمر لفترة طويلة. وتشير التوقعات إلى أن الصراعات قد تتصاعد، مما يؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية. * تغيرات في الديناميكيات الدولية: تؤدي التغيرات في العلاقات الدولية، مثل صعود قوى جديدة أو تغييرات في السياسات الأمريكية، إلى إعادة تشكيل الصراعات الحالية. ويبدو أن الحروب لن تتوقف بسهولة حيث تتداخل العوامل السياسية والاقتصادية والثقافية لتجعل من الصعب تحقيق السلام الدائم. ومع ذلك، يبقى الأمل قائمًا في إمكانية التوصل إلى حلول سلمية من خلال الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة. إن تحقيق السلام يتطلب جهودًا دولية مشتركة لمكافحة الفقر والظلم وتعزيز العدالة وحقوق الإنسان... د. أحمد عبدالقادر المهندس