عبقرية من خطّط للرياض خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- حين كان أميراً للرياض؛ تتراءى أمام العين، فهذه المدينة المتفردة بجاملها وأصالتها وعصريتها، يفوح منها عبق التاريخ ويعطرها حاضر زاكي، وتستشرف مستقبل حالم. فالرياض وبتخطيط احتوى كل فنون الهندسة المدنية وجمالها المعماري، استطاعت أن تحافظ على تاريخها العظيم بنظرة مستقبلية علمية، وهذا يتجسد واقعياً في مشروع الدرعية والذي يمثل رمزاً لكل سعودي، فمنها انطلقت دولتنا العظيمة، والدرعية تخاطب المستقبل بمشروع عملاق يجمع الأصالة والاقتصاد والثقافة. وتقول الرياض للمستقبل أنت تبدأ من هنا، في مشروع المربع الفريد، الذي يرسم المستقبل على أرض واقعنا، فنحن نحلم ونحقق فعلياً. وتحاكي الرياض العالم بمشاريع الحدائق الفريدة وفي مقدمتها حديقة الملك سلمان التي سيزرع بها أكثر من مليون شجرة، وستكون أعجوبة عصرها، وحديقة الملك عبدالله، والتأهيل النموذجي للأودية، ويحق لنا أن نطلق عليها حدائق الصحراء الفاتنة. ولم يغفل عبقري الرياض خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- عن الترفيه عصب السياحة، فأوجد القدية التي تسابق الزمن، وستكون وجه تقصد من كل أقطار العالم. وتأكيداً على أن المدينة لا تحيا إلا بناسها، خرج المسار الرياضي الذي يمكن أن نطلق عليه عدة مسميات منها الرياضي، الجمالي، السياحي أو الاقتصادي، فهو جامع لكلها. الرياض كائن حي ذكي قادر على التكيف والتطور بشكل مذهل ورائع، فاحتوت الانفجار السكاني بأسلوب عملي، خاصة وأن الأعداد المتزايدة من السكان هم من فئة الموظفين والمستثمرين المحليين والأجانب الذين يتشابهون كثيرا في احتياجاتهم السكنية والمعيشية. وها هي الرياض تأوي ما يقارب ثلث سكان المملكة، وتقدم خدمات المعيشة من كهرباء وماء ومواصلات بأسلوب راقٍ يصل لمرحلة الترف، ورغم ضخامة شبكة الطرق في الرياض إلا أنها تواكب المستقبل وتتكيف مع الخطط التوسعية بأفكار خلاقة، وعندما أراد السعوديون أن يكون لهم (مترو) أبوا إلا أن يكون استثناء وعلامة فارقة في جمالية الرياض. وبالأمس كان الإصرار على مواصلة التطوير ورفع جودة الخدمات من خلال (تحول الرياض البلدي)، وهو شاهد على أن فصول الرياض الربيعية لا تتوقف ولا تنتهي. الرياض أو عاصمة القرار، كما يحب أن يسميها السعوديون، هي مقصد للسياسة والاقتصاد والسياحة، وترسل رسلها بالسلام إلى العالم. عاشق الرياض والذي يعرف أدق تفاصيلها، أحبها ودرسها ويقضي كل وقته مهيّمًا في تطويرها، والأجمل أنه في كل مشاريعها أول ما يسأل عنه هو ناسها. *المدير الإقليمي للمنطقة الغربية