في عالمٍ يفيض بالجمال والإبداع، تظل الحروف العربية تنبض بسحرٍ خاص لا يشبهه شيء، فهي ليست مجرد خطوط تُكتب، بل روح تعبّر عن ثقافةٍ عريقة وهويةٍ أصيلة. في معرض الرياض الدولي للكتاب امتلأت بالألوان واللوحات والخطوط، يبرز الخطاط مازن باصقر، الذي يحمل تجربة طويلة في عالم الخط العربي تمتد لأكثر من أربع عشرة سنة من العمل المتواصل والشغف الحقيقي. بدأ حديثه قائلاً: "إن البداية كانت منذ ما يقارب أربع عشرة أو خمس عشرة سنة، حين كان الأمر مجرد فضول وشغف بالخط العربي، ثم تطورت التجربة شيئًا فشيئًا حتى أصبحت مساراً فنياً متكاملاً. أوضح أنه مع مرور الوقت ازداد ارتباطه بالحرف العربي، حتى أصبح جزءاً أساسياً من حياته اليومية، وأن الفن بالنسبة له ليس مجرد مهنة بل رسالة يسعى من خلالها لإحياء الجمال الكامن في الحروف العربية". تحدث عن مشاركاته قائلاً: "إن بفضل الله شارك في معارض عديدة داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، ومن أبرزها معرض الرياض ومعرض جدة، إضافة إلى المعارض الخارجية في مسقط والدوحة والأردن والقاهرة". ذكر أن هذه المشاركات كانت مليئة بالفائدة والتجارب المميزة، وأنه وجد فيها إقبالاً واسعاً واستحساناً كبيراً من الناس في كل مكان، مما يعكس تقدير الجمهور لهذا الفن العريق. وأشار إلى أن مشاركته في معرض الرياض الدولي للكتاب كانت مميزة جداً، حيث يُعد هذا المعرض من أقوى المعارض في الشرق الأوسط، وأن الإقبال فيه كان كبيراً ولافتاً من مختلف الفئات. أوضح أن مثل هذه الفعاليات تشكل فرصة لنشر الفن العربي الأصيل وإبراز جمال الخط العربي أمام جمهور واسع ومتذوق للفن والثقافة. عند الحديث عن أنواع الخطوط التي يجيدها، أوضح أنه يكتب بعدة خطوط منها الخط الديواني، وخط النسخ، والرقعة، والفارسي، إضافة إلى خطوط أخرى عديدة. وأكد أن لكل نوع من هذه الخطوط طابعه الخاص وجماله المميز، وأن تنوع الخطوط يتيح له التعبير عن أفكار مختلفة بأساليب متعددة، مما يمنح كل عمل فني روحاً خاصة. وأوضح أنه لا يكتفي بكتابة الخط العربي على الورق فقط، بل يسعى إلى توظيفه في الاستخدامات اليومية حتى يكون جزءاً من الحياة الحديثة. أشار إلى أنه يعمل على دمج الحروف العربية في عناصر مختلفة مثل: فواصل الكتب، والدفاتر، والقطع الخشبية، والأعمال الخاصة، حتى يصبح الحرف العربي حاضراً في تفاصيل الحياة اليومية، وليس مجرد عنصر زخرفي. وأكد أن الهدف من ذلك هو أن يرى الناس جمال الحرف العربي في حياتهم اليومية، وأن يدركوا أنه ليس فناً تقليدياً فقط، بل يمكن أن يكون فناً معاصراً متجدداً يمكن استخدامه في التصميم والديكور والهدايا وغيرها من المجالات. كما تحدث عن الرسائل التي يسعى لإيصالها من خلال فنه، مبيناً أن الخط العربي يمكن أن يكون وسيلة قوية للتعبير عن المعاني الجميلة، سواء من خلال آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو حكم وعبارات لطيفة تحمل قيماً سامية، يرى أن الحرف العربي ليس مجرد أداة كتابة، بل لغة فنية تنقل المشاعر والمعاني بأسلوب بصري راقٍ ومؤثر. ويختتم حديثه عن أهمية الشغف في أي مجال إبداعي، موضحاً أن رحلته في الخط بدأت بدافع الفضول ثم تحولت إلى شغفٍ كبير ألهمه لمواصلة التطور والتجربة حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم. يرى أن كل فنان يبدأ بخطوة صغيرة، لكن الاستمرار والمثابرة هما ما يصنعان الفارق الحقيقي. ويعتبر الخطاط مازن باصقر مثالاً واضحاً على أن الشغف عندما يقترن بالإصرار يتحول إلى إنجاز حقيقي، وأن الجمال العربي الأصيل ما زال قادراً على أن يجد مكانه في قلوب الناس وحياتهم اليومية. من خلال أعماله، أثبت أن الحرف العربي لا يزال ينبض بالحياة، وأنه قادر على مواكبة العصر مع الحفاظ على أصالته وجماله.