تحولت المملكة من مراقب للتطورات التقنية إلى لاعب رئيس في سباق الذكاء الاصطناعي خلال أقل من عقد، مدفوعة برؤية طموحة تهدف إلى بناء اقتصاد رقمي متكامل، يعزز مكانة المملكة عالمياً، ويحقق التنوع الاقتصادي بعيداً عن الاعتماد على النفط، وقد شكل إطلاق رؤية المملكة 2030 نقطة البداية لهذا التحول، حيث وضع الذكاء الاصطناعي ضمن أولويات الأهداف الاستراتيجية باعتباره محركاً رئيسًا للابتكار ورفع كفاءة الأداء في مختلف القطاعات الحيوية، وفي خطوة طموحة تعكس رؤية المملكة في قطاع التقنية تم إطلاق شركة هيوماين، وهي شركة سعودية جديدة مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، وتهدف إلى أن تكون رائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير وإدارة تقنيات وحلول الذكاء الاصطناعي المتطورة والاستثمار في البنية التحتية اللازمة لدعم هذا القطاع الحيوي وتسعى الشركة إلى تحقيق الريادة في هذا المجال من خلال نهج شامل ومتكامل يغطي جميع جوانب الذكاء الاصطناعي بدءاً من تطوير مراكز البيانات المتطورة وتدريب الموهوبين وصولاً إلى الحلول الذكية والتي تلبي احتياجات مختلف القطاعات. نعم، تتقدم المملكة في رحلتها الرقمية الطموحة بخطى ثابتة وأسس قوية لتكون مركزاً رقمياً رائداً وفق أفضل المعايير العالمية تحقيقاً لمستهدفات رؤية 2030 في استثمار الابتكارات واستخدام التقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي وتطوير التشريعات المنظمة وتطبيق التجارب الملهمة في التحول الحكومي الرقمي وتعزيز موقعها في التنافسية العالمية، كما حققت المملكة إنجازات مهمة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وانعكاس هذه الإنجازات على هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال والذين كان لهم دور مهم أيضاً في هذا المجال، وذلك للمساهمة في بناء الوطن ورفعته، ويعد إنشاء سدايا أحد الأمور التي ساهمت في إحراز تقدم المملكة في المؤشر العالمي إلى جانب إطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي على تطوير برنامج مستدام لتنمية وتأهيل المواهب الوطنية في الذكاء الاصطناعي، وتوفير فرص تدريب متقدم لطلاب الجامعات والباحثين والمبرمجين والمطورين، وذلك لتمكينهم من الإلمام بتقنياته وأدواته الذكية، مع توفير كوادر وطنية مؤهلة لتلبية الطلب المتزايد في هذا المجال من قبل مؤسسات القطاعين العام والخاص، إضافة إلى دعم وتفعيل الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي وتعزيز القدرات ومستويات الابتكار في جميع مناطق المملكة، ومن منجزات المملكة نجاحها الباهر في إطلاق القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وإدارة أنظمة الاتصال المرئي الأمن، وتشغيلها لقمة الرياض لمجموعة العشرين بكل كفاءة وتميز، إلى جانب إطلاقها للعديد من المبادرات والتطبيقات مثل توكلنا وتباعد وغيرها، وتعتبر المملكة من أوائل الدول العربية في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي، مما ساهم في إنعاش الوضع الاقتصادي للمملكة وفق مرتكزات الرؤية المباركة ومواكبة الاتجاهات الحديثة في التطبيقات الذكية لتحقيق التنمية المستدامة في بيئة الأعمال السعودي. نعم، نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنيات عالية البرمجة، وتعد نيوم مثالاً على دمج الابتكار الحقيقي في البيئة التحتية للمدن بما يتيح الفرصة لظهور المركبات ذاتية القيادة والمباني الذكية والخدمات المتنقلة ليصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً من حياتنا اليومية، ابتداء من مساعدتنا في التنقل في المدن وتجنب زحمة المرور، وصولاً إلى استخدام مساعدين افتراضيين لمساعدتتا في أداء المهام المختلفة، كما حققت المملكة المرتبة الرابعة عالميًا في مؤشر الخدمات الرقمية الصادر من الأممالمتحدة، والمركز الأول إقليميًا للمرة الثالثة على التوالي بفضل مبادراتها المتقدمة في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية المتطورة، واستطاعت المملكة أن تنتقل من التبني إلى مرحلة الريادة مقدمة نموذجاً يحتذى به في بناء حكومة رقمية متمكنة ورائدة عالمياً ومرتكزة على خدمة الإنسان وتعزيز جودة الحياة وإلى صياغة ملامح المستقبل الرقمي على المستويين الوطني والدولي. نعم، إنجازات رائعة تستحق الإشادة والثناء كونها تضع المملكة على خارطة الذكاء الاصطناعي وتوجه اهتمام الباحثين ورجال الأعمال والمسؤولين على تبني تقنيات متقدمة لرفع الإنتاجية وتعزيز تنافسية الاقتصاد السعودي.