قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن تزويد الولاياتالمتحدةأوكرانيا بصواريخ توماهوك لتوجيه ضربات بعيدة المدى في عمق روسيا يهدد بتدمير العلاقات الروسية الأميركية. وبعد أقل من شهرين من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ببوتين في قمة ألاسكا، يبدو أن السلام لا يزال بعيد المنال مع تقدم القوات الروسية في أوكرانيا وتحليق طائرات مسيرة روسية في المجال الجوي لدول بحلف شمال الأطلسي، بينما تتحدث واشنطن الآن عن مشاركتها المباشرة في توجيه ضربات داخل حدود أكبر قوة نووية في العالم. وعبّر ترمب عن خيبة أمله من بوتين لعدم إحلال السلام، ووصف روسيا بأنها "نمر من ورق"، ورد بوتين الأسبوع الماضي متسائلا عما إذا كان حلف شمال الأطلسي هو الذي يستحق وصف "نمر من ورق" لعدم قدرته على وقف تقدم روسيا. وقال بوتين في مقطع فيديو نشره مراسل التلفزيون الروسي الرسمي بافيل زاروبين الأحد "سيؤدي ذلك إلى تدمير علاقاتنا، أو على الأقل الاتجاهات الإيجابية التي ظهرت في هذه العلاقات". وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأسبوع الماضي أن الولاياتالمتحدة ستزود أوكرانيا بمعلومات مخابرات حول أهداف بعيدة المدى للبنية التحتية للطاقة في روسيا، في الوقت الذي تدرس فيه إرسال صواريخ لكييف يمكن استخدامها في مثل هذه الضربات. وأكد مسؤولان صحة ما ورد في تقرير الصحيفة. لكن مسؤولاً أميركياً وثلاثة مصادر أخرى قالوا إن رغبة إدارة ترمب في إرسال صواريخ توماهوك بعيدة المدى إلى أوكرانيا ربما ليست مجدية، لأن المخزونات الحالية مخصصة للبحرية الأميركية واستخدامات أخرى. ميدانيا أعلنت روسيا أن هجوما أوكرانيا بمسيّرات يعتبر من الأوسع منذ بدء الحرب قبل ثلاث سنوات، أدى إلى انقطاعات في الكهرباء في إحدى مناطقها الحدودية. وتوعدت كييف موسكو بزيادة الضربات على أراضيها ولا سيما المنشآت النفطية في ما تعتبره ردا مشروعا على الضربات الروسية اليومية على مدن أوكرانيا ومنشآت الطاقة فيها التي تحرم ملايين الأشخاص من الكهرباء والتدفئة. وقالت وزارة الدفاع الروسية الاثنين أن الدفاعات الجوية أسقطت 251 مسيرة أوكرانية خلال الليل. وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن القوات الروسية أسقطت 40 مسيّرة فوق شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014 إضافة إلى 62 فوق البحر الأسود. وتم إسقاط عشرات المسيّرات الإضافية فوق منطقتي كورسك وبيلغورود وغيرهما، بحسب الوزارة. وفي منطقة بيلغورود الحدودية انقطع التيار الكهربائي عن آلاف الأشخاص. وقال حاكم بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف عبر وسائل التواصل الاجتماعي "هناك انقطاع جزئي راهنا عن 24 منطقة سكنية يشمل 5400 شخص". وأصيبت مصفاة في منطقة كراسنودار الجنوبية ما أدى إلى إصابة شخصين على ما ذكرت السلطات المحلية. في المقابل قالت أوكرانيا إن موسكو اطلقت 116 مسيرة باتجاه أراضيها فأصابت منشأة طاقة في منطقة تشيرنيغيف. وقتلت امرأة في منطقة خيرسون. وتواصل روسيا استهداف أوكرانيا، وخصوصا شبكات الطاقة. إلى ذلك، بدأ القضاء الفرنسي التحقيق في وقوع "جريمة حرب" عقب مقتل مصور حافي يدعى أنتوني لاليكان في هجوم بطيران مسيّر في أوكرانيا، بحسب ما أعلنت النيابة العامة لمكافحة الإرهاب (Pnat) الأحد. وأسند التحقيق الى المكتب المركزي لمكافحة الجرائم ضد الانسانية وجرائم الكراهية، وفق ما أكدت النيابة العامة. وقتل لاليكان (37 عاما) في هجوم بمسيّرة في دونباس بشرق أوكرانيا الاثنين، أسفر كذلك عن جرح الصحافي الأوكراني هيورغي إيفانشينكو. ويقع التحقيق في جريمة حرب ضمن صلاحيات النيابة العامة لمكافحة الإرهاب، وتشمل هذه التهمة "التعدي المتعمد على الحياة والسلامة الجسدية أو النفسية لشخص محمي بموجب القانون الانساني الدولي". كذلك، تشمل "الاعتداء المتعمد على سكان مدنيين... أو ضد أشخاص مدنيين لا يشاركون بشكل مباشر في القتال". وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتهم روسيا بالوقوف خلف الهجوم. وقال في حينه "كان مواطننا يرافق الجيش الأوكراني على جبهة المقاومة"، ووقع "ضحية هجوم مسيّرات روسية". بدوره قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا إن "روسيا تواصل استهداف الصحافيين عمدا.. سنقوم بكل ما في وسعنا ليحاسب المسؤولون عن أفعالهم". وبحسب السلطات الأوكرانية، كان لاليكان ضمن مجموعة من الصحافيين الذين يرافقون الكتيبة الأوكرانية المدرعة الرابعة قرب بلدة درويكيفكا الواقعة على حوالي 20 كيلومتراً من خط الجبهة.