أمير الجوف يشدد على متابعة سير المشروعات    النفط يواصل صعوده    الرؤية ومبدأ الإنسان أولاً    نقل تحيات القيادة لمنتدى داكار..الفالح: ثقة دولية بفرص الأعمال والاستثمار في المملكة    أكد الحرص على إنجاح خطة ترمب.. عبدالعاطي: تركيز على آلية انسحاب الجيش الإسرائيلي    تطبيق VPN يسرق الأموال من الحسابات    جوجل تعلن تفعيل التشفير التام للرسائل    ترأسا اجتماع اللجنة التنفيذية المنبثقة من «مجلس التنسيق».. وزير الخارجية ونظيره البحريني يناقشان المستجدات الإقليمية والدولية    في أولى مباريات ملحق المونديال.. الأخضر في مواجهة مصيرية أمام إندونيسيا    في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات.. خطوة تفصل منتخبي مصر والجزائر عن المونديال    "مدارس الطائف" تحتفي بيوم المعلم    المملكة.. أرض الخير والمساعدات    فاكهة استوائية تستدعي«مطافئ» ألمانيا    وافق على تنظيم معهد أبحاث الصحة.. مجلس الوزراء: إنشاء فرع لجامعة نيو هيفن في الرياض    بسبب أغنية.. إحالة محمد رمضان للمحاكمة    "كتاب الرياض" يسلط الضوء على تجربة "فاصلة" في صناعة الإعلام السينمائي    «موهبة» تفتح التسجيل في مسابقة «بيبراس موهبة»    جامعة الإمام عبدالرحمن تُطلق خطتها الاستراتيجية الثالثة    بيع أغلى صقر منغولي ب 650 ألف ريال    أهمية المكتبة المدرسية    مكارم الأخلاق.. جوهر الإنسانية المتألقة!    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي يؤمن جهاز القسطرة القلبية المتنقل الأول على مستوى المملكة    الأولمبياد الخاص السعودي ووزارة التعليم يوقعان مذكرة تفاهم لتحسين جودة الأنشطة    الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر تطلق مبادرة "مزولة" التطوعية في جاكس بينالي الدرعية    22.52 مليون طن زيادة الطنيات المناولة    محاضرة تستعرض الروح الإبداعية لأوزبكستان    سعودي يولد كهرباء من جبل القارة    الفائزون بجائزة نوبل للفيزياء    حقيقة حل الخلافات قبل النوم    وجه جديد لسرطان الدماغ    طريقة صينية تقي من السكر    الجسر المعلق والبن الخولاني.. دعم السياحة الريفية    «السفاري» تجربة تعليمية وتفاعلية في «الصقور»    رئيس الإكوادور ينجو من محاولة اغتيال    إدانة قائد في "الجنجويد" بارتكاب جرائم حرب    العُلا تستعد لموسم شتوي حافل    دونيتسك محور الصراع الأوكراني ومفتاح الطموحات الروسية    حائل تخلو من إصابات العين    خادم الحرمين وولي العهد يبعثان رسالة شفهية لملك المغرب    عامان على حرب غزة محاولات في شرم الشيخ لإحياء السلام    الأخضر يختتم تحضيراته لمواجهة إندونيسيا بملحق مونديال 2026    نيابة عن محافظ الطائف وكيل المحافظة يدشن فعاليات حملة سرطان الثدي    أمير منطقة عسير يستقبل وكيل وزارة الداخلية    توجيه خطباء الجوامع للحديث عن خطر الجشع ورفع الإيجارات في خطبة الجمعة المقبلة    مجلس الوزراء: مؤشرات ميزانية 2026 تؤكد مواصلة نمو الاقتصاد    نائب أمير جازان يقدّم التعازي لأسرة المجرشي في وفاة والدهم    21 سبتمبر يومًا عالميًا للسلام والإسلام سبق كل المنظمات في الدعوة إلى السلم    "سعود الطبية" ومستشفى الملك سلمان ضمن "المنشآت الصديقة لكبار السن"    دوري يلو.. صراع الهدافين يشتعل مبكرًا    ستة منتخبات آسيوية بكرة القدم تخوض ملحقا لبلوغ المونديال    تعليم عسير يحتفي باليوم العالمي للمعلم    حدثوا أبناءكم وذكروهم    خادم الحرمين يوجه بفتح «مسجد القبلتين» على مدار الساعة    خادم الحرمين الشريفين يوجّه بفتح مسجد القبلتين في المدينة المنورة على مدار (24) ساعة    بهدف تنظيم العلاقة التعاقدية وحفظ الحقوق.. اعتماد عقد العمل الموحد سنداً تنفيذياً في النزاعات العمالية    نائب أمير جازان يستقبل قائد المنطقة الجنوبية    نائب أمير تبوك يستقبل رئيس المحكمة الإدارية بتبوك    بهدف تطوير ورفع كفاءة منظومة العمل بالعاصمة.. إطلاق برنامج «تحول الرياض البلدي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تثبيت الإيجارات
نشر في الرياض يوم 04 - 10 - 2025

الأحكام الإيجارية ستكسر الممارسات الاحتكارية والتسعير غير المقنن، وستعيد معدلات التضخم لمستويات مقبولة، وتحول دون استبداد الملاك بالمستأجرين، وستمكنهم من التخطيط المالي على المستوى المتوسط بدون مفاجآت، وبالأخص في العقارات التجارية، لأن ما سبق ساهم في إخراج أعداد كبيرة من الشركات الصغيرة والمتوسطة من مقراتها لعجزها عن دفع الإيجارات المبالغ فيها..
التوجيهات التي أصدرها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أواخر سبتمبر 2025، فيما يخص أحكام العلاقة الإيجارية بين المؤجر والمستأجر، داخل النطاق العمراني لمدينة الرياض، والتي نصت على تثبيت القيمة الإيجارية للعقار السكني والتجاري لمدة خمسة أعوام، اعتبارا من تاريخ صدورها، جاءت نتيجة لدراسة متأنية استمرت طوال 180 يوماً، أو ما يعادل ستة أشهر، ولمن لا يعرف فقد ارتفعت أسعار العقار في العاصمة السعودية، وتحديدا ما بين عامي 2005 و2023، قرابة ستة عشر ضعفا، أو من 240 ريالا للمتر في المتوسط إلى 4200 ريال، أو ما يتراوح بين 64 دولارا إلى 1120 دولارا، وبعض العقاريين كانوا يحيلون الزيادة في أسعار عقارات الرياض إلى الطلب المرتفع عليها، والواقع أنه كان يتم بشكل عشوائي وبلا مرجعية واضحة، ومعدل التغير في الأسعار العقارية بالعاصمة السعودية يعتبر الأعلى مقارنة بكل مدن المملكة، والدليل أنه سجل ما نسبته 10,7% في الربع الأول من العام الجاري، وجاءت بعده تبوك وحائل والقصيم، ولا وجود في المقدمة لمدن ك جدة والدمام أو مكة والمدينة، وبالتالي فالمشكلة حاضرة بشكل أكبر في الوسط والشمال السعودي.
بالإضافة إلى برنامج المقرات الإقليمية، الذي ساهم في زيادة الطلب على المساحات المكتبية والسكنية في الرياض، واستقطب حوالي 570 شركة عالمية مؤخراً، ومعها دخول الإيجارات طويلة الأجل، ولأول مرة في السوق العقاري المحلي، والأحكام الإيجارية الجديدة توفر بالتأكيد الثبات والشفافية، وأتصور أنها استثمرت في التجارب البريطانية والفرنسية والهولندية، وذلك فيما يتعلق بالزيادة الإيجارية، فالأولى ربطتها بالتضخم، وأقامت مجالس محلية لإدارة نزاعاتها، والثانية اعتمدت نظام الإيجار المرجعي، وهو يضع سقفاً لا يمكن تجاوزه في المناطق التي عليها طلب مرتفع، والثالثة حددت زيادة سنوية قدرها واحد في المئة مضافا إليها نسبة التضخم في العام السابق على الإيجار، وقطاع العقار السعودي يوصف في الوقت الحالي أنه واحد من أهم محركات الاقتصاد غير النفطي في المملكة.
متوسط إيجارات العقار في الرياض معقول نسبياً، ولم يقفز لأرقام مدن مثل نيويورك أو هونغ كونغ أو لندن، ولا حتى شيكاغو ولوكسمبورغ والدوحة، وفيها يتراوح المتوسط ما بين 3800 دولار و2200 دولار، طبقاً لإحصاءات 2025، وتأتي الأحكام الإيجارية لتثبيت الوضع الحالي، ومدة الخمسة أعوام ليست اعتباطية، لأنه في هذه الفترة، ستقوم الشركة الوطنية للإسكان بضخ ما يصل ل15 ألف وحدة سكنية كل عام، وبإجمالي 60 ألف وحدة، وستكون ذروة التسليم في عامي 2027 و2028، والهيئة الملكية لمدينة الرياض ستقدم في المتوسط 25 ألف أرض مطورة سنوياً، وشركة روشن العقارية ستقوم من خلال حي سدرة بضخ عشرين ألف وحدة سكنية، والأهم رفع الإيقاف عن 18 مليون متر مربع من أراضي شمال الرياض، وجاهزيتها للتطوير، وتفعيل نظام التملك لغير السعوديين، ورفع رسوم الأراضي البيضاء إلى النسبة القصوى، ما يعني زيادة المعروض العقاري وتراجع الأسعار وليس ارتفاعها، والأحكام تعزز من حرية السوق العقاري، لأنها لم تتعرض إلى العقارات التي لم يسبق تأجيرها، وتركت تحديد أجرتها إلى اتفاق المؤجر والمستأجر.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فالأحكام الإيجارية ستكسر الممارسات الاحتكارية، والتسعير غير المقنن، وستعيد معدلات التضخم في القطاع لمستويات مقبولة، وتحول دون استبداد الملاك بالمستأجرين، وستمكنهم من التخطيط المالي على المستوى المتوسط بدون مفاجآت، وبالأخص في العقارات التجارية، لأن ما سبق ساهم في إخراج أعداد كبيرة من الشركات الصغيرة والمتوسطة من مقراتها، وخصوصا في قطاع التجزئة، لعجزها عن دفع الإيجارات المبالغ فيها.
استقطاع جزء كبير من الدخل للإيجار، قبل الأحكام الضابطة، تسبب في تراجع القدرة الشرائية عند أهل الرياض، وخفض من إنفاقهم الاستهلاكي، وزاد من الضغوط المعيشية والمالية عليهم، وكلها أمور ستؤثر في النهاية على الاقتصاد الوطني بالكامل، وفي الأعوام الخمسة القادمة سترتفع أعداد سكان الرياض، لانها ستتحول إلى ورشة عمل ضخمة لا تهدأ، والأحكام الإيجارية استبقت ما سيحدث من ارتفاعات في أسعار العقار، وبما يمنع التجاوزات والفوضى المحتملة ويحفظ حقوق المواطنين والمستثمرين السعوديين والأجانب.
يبقى أن الغرامات على مخالفات الأحكام الإيجارية تصل إلى ما قيمته 12 شهراً من أجرة العقار، مع تعويض المتضرر من المخالفة، وإعطاء المبلغين عن المخالفين مكافأة تحفيزية قدرها 20% من قيمة الغرامة، وإذا تم آخر عقد إيجار للعقار في 2024، فإنه يعامل وكأنه جديد لم يؤجر، ولكني لست مرتاحا لمسألة إخلاء العقار في حالة وجود عيوب هيكلية فيه، وأعتقد أنه سيفتح بابا واسعا للتلاعب وتقديم العقار وكأنه جديد لاحقاً، والتقرير الفني سيحضره ويتحكم فيه المؤجر، ولا يغير فيه اعتماده من جهات حكومية، لأنها ستصادق عليه بحسب محتواه، والأنسب صدوره من خبرة فنية، تعمل في جهاز حكومي مستقل ومحايد، واختصار الإجراءين في إجراء واحد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.