المملكة العربية السعودية بلادٌ حباها الله تعالى من الخيرات، وأفاض عليها نعماً عظيمة، فمنذ تأسيسها على يد الملك المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- وهي تنعم بالأمن والاستقرار إلى هذا العهد المبارك، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وجعل عملهما في رضاه وأيَّدهما بتأييده وأعزهما. إنَّ هذه البلاد المباركة بقادتها الموفقين -بتوفيق الله- عمَّ نفعها أهلها وبلدان العالم أجمع، فناصرت قضايا المسلمين، ووقفت مع البلدان الإسلامية وقوفاً مشرِّفاً في فلسطين وغيرها من الدول الشقيقة، دعماً لاستقرار تلك الدول ونمائها وازدهارها، فالحمدلله رب العالمين. إنَّ ما أنعم الله به على بلادنا من قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية جعلها تتسنم ذرى المجد رفعة ومنزلة، إضافة إلى ما حباها الله من مكانة دينية حيث شرًّفها الله بمكة المكرمة أطهر بقعة على وجه الأرض وأحب البلاد إلى الله تعالى المسجد الحرام والكعبة المشرفة قبلة المسلمين، والمسجد النبوي الشريف، وجهود قادة هذه البلاد -حفظهم الله- في خدمة الحرمين الشريفين جهود مشهودة حيث شهدت توسعتهما وعمارتهما أكبر توسعة على مرِّ التاريخ وخدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزائرين خدمات كبرى جليلة، كل ذلك بتوجيهات كريمة من ولاة الأمر، حفظهم الله. إنَّ فضائل بلادنا السعودية كثيرة في شتى المجالات داخلياً وخارجياً، وهذه الفضائل كلها إنَّما هي بفضل الله وحده وإعانته وتوفيقه، فالحمدلله رب العالمين. ونحن بحمدالله نعيش في بلادنا السعودية في أمنٍ وأمان ورغد عيش قلَّ نظيره، يُوجب علينا شكر الله فهو المنعم المتفضل، وقد وعد من شكره بالزيادة، قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم: 7]. إنَّ المحافظة على بلادنا ووحدة الصف فيها والدفاع عنها والدعاء لولاتها بالنصر والتمكين ممَّا نتقرَّب به إلى الله تعالى، فاللهم احفظ بلادنا وولاة أمرها وانصرهم على من عاداهم، وختام المسك ما قاله الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- كما في كتاب (مختارات من الخطب الملكية (1/47): (نصرنا الله بقوة التوحيد الذي في القلوب، والإيمان الذي في الصدور، ويعلم الله أنَّ التوحيد لم يملك علينا عظامنا وأجسامنا فحسب، بل ملك علينا قلوبنا وجوارحنا).