في فجر الرياض، حيث تختلط الرمال بأنفاس التاريخ، وحيث تُستعاد الذكريات لا من بطون الكتب وحدها بل من صدور الرجال والنساء الذين عاصروا، تتجلّى ملحمة استرداد المدينة كأحد أهم المنعطفات في مسيرة الجزيرة العربية، إن الحديث عن الرياض قبيل عام 1319ه ليس مجرد استدعاء لوقائع سياسية أو عسكرية، بل هو استحضار لعالم كامل من المعاناة والصبر، ومن الأمل الذي ظلّ يتردّد في وجدان مجتمع يتطلّع للخلاص من فوضى الانقسامات إلى لحظة التوحيد. لقد عاشت الرياض بعد سقوط الدولة السعودية الثانية أزمنة صعبة، أزمنة لا تُختصر بذكر الهزائم العسكرية أو التراجعات السياسية، بل تُقرأ في حكايات الأسر التي عانت، وفي رسائل نُسجت سرًا، وفي مواقف أعيانٍ أخفوا ما لا يُخفى وصانوا ما لا يُصان إلا بالعزيمة والإيمان، من هذه التفاصيل الصغيرة وُلدت قصة كبرى ستعيد تشكيل تاريخ الجزيرة العربية برمّته، لتعلن فجرًا جديدًا قاده الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -قدّس الله روحه-. وإذا كانت المصادر المكتوبة قد نقلت إلينا خطوطًا أساسية من واقعة استرداد الرياض، فإن الذاكرة الشفهية لأهلها زادت الصورة حياة، إذ شكّلت رواياتهم جسورًا بين ما دوّنته الأقلام وما رأته العيون. ولعلّ أبرز ما يميز هذا الجانب أنّه يكشف عن الحضور الشعبي في تلك الملحمة؛ فالرياض لم تكن مجرد مسرحٍ لمعركة عابرة، بل كانت بيتًا كبيرًا يحتمي داخله رجال ونساء وأطفال، يتناقلون الرسائل ويُخفون الأسرار، ويجعلون من بيوتهم، بل ومن أدواتهم المنزلية البسيطة، حصونًا لصون أمانات الوطن. إن شخصية راشد بن حمد بن عساكر (1250ه – 1338ه) تمثل نموذجًا لرجال المرحلة، أولئك الذين لم يكونوا على رأس الجيوش، لكنهم كانوا خلف الستار يرسخون جسور الثقة بين الإمام عبدالرحمن بن فيصل وأهل الرياض، ويمهّدون الطريق لابنه عبدالعزيز كي يدخل الرياض فاتحًا بعد سنوات من الصبر والتخطيط. لقد تحولت بيوت هؤلاء الوجهاء إلى محطات للأمل، وغدت رسائلهم المختبئة في "الميسم" أو داخل "سرج الخيل" صفحات أولى من كتاب التوحيد. ما يلفت النظر في تلك الحكايات أنّها تُظهر التداخل بين الخاص والعام: فابنة راشد الصغيرة، منيرة، وهي ترى والدها يُضرب في مجلسه من رجال عجلان بن محمد، تُحوّل الألم الشخصي إلى فعل رمزي حين تقترب من جثة عجلان بعد مقتله وتبوح ببراءة الطفلة: "حرقة في قلبي يوم يضرب أبي". هنا تذوب الحدود بين التاريخ العائلي والتاريخ الوطني، بين الجرح الخاص والانتصار العام، فيغدو استرداد الرياض نصراً للكرامة قبل أن يكون نصراً للسياسة. كما أنّ المراسلات التي تنقّلت بين الرياضوالكويتوقطروالهند لم تكن مجرد وثائق رسمية، بل كانت شرايين حياة تنقل نبض الوطن إلى منفاه المؤقت، وتعيد ربطه بالجذور. لقد كتب الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن آل الشيخ من بهوبال في الهند إلى الإمام عبدالرحمن في قطر، فكانت كلماته حبالًا ممتده. وحين وصل الملك عبدالعزيز إلى لحظة الحسم، كان هؤلاء الوجهاء -حمد بن عبيكان، عبدالعزيز بن جابر، عبدالله بن حماد، راشد بن عساكر- قد نسجوا شبكة ثقة، تجعل المدينة في حالة انتظار سرّي للعودة الموعودة. إنّ استرداد الرياض لم يكن فجراً مفاجئًا يسطع في ليلة الخامس من شوال عام 1319ه، بل كان ثمرة سنوات من الغرس في أرض الشدائد. لقد تآلفت في هذه السنوات عوامل الصبر الشعبي، وحكمة الأعيان، وإصرار القيادة، حتى صارت تلك الليلة خاتمة لرحلة وبداية لمسيرة، خاتمة لشتات وبداية لوحدة، خاتمة لفوضى وبداية لدولة. راشد بن عساكر وشركاؤه وجوه خلف ملحمة التوحيد (1250ه- 1338ه ) بعد ذلك، لم يكن بناء الأسوار وتركيب الأبواب في الرياض مجرد عمل هندسي، بل كان إعلانًا رمزيًا بأن المدينة استعادت روحها. فقد اجتمع أهل كل جهة لبناء جزء من السور، وكأنهم يقولون إن هذه المدينة عادت ملكًا للجميع، وإن الدماء التي سالت عند المصمك لم تذهب سدى. ومن هنا بدأت القصة الكبرى التي ستنتهي بقيام المملكة العربية السعودية، لتغدو الرياض قلبها النابض وعاصمتها الدائمة. بهذا المعنى، فإن العودة إلى هذه التفاصيل اليوم ليست مجرد قراءة في الماضي، بل هي استدعاء لمعنى التلاحم بين القيادة والشعب، ولمعنى أن التاريخ لا يُكتب فقط بالسيوف بل أيضًا بالأقلام والرسائل والذاكرة. فملحمة الرياض هي درسٌ متجدد في أنّ الأمم تُبنى بصدق رجالها ونسائها، وأن الكلمة -كالكفاح- قد تصنع فجرًا جديدًا حين تصدر من قلب مؤمن بعدالة قضيته. وهنا تتجلى أهمية التوثيق الشفهي والروائي الذي حمله أبناء الرياض جيلاً بعد جيل، ليبقى شاهدًا على تفاصيل تلك الليلة التي غيرت مسار الجزيرة، ومن بين هذه الشهادات النادرة، يبرز تقرير الباحث والمؤرخ د. راشد بن محمد العساكر، بما يحمله من روايات دقيقة وأسماء محددة وأحداث متسلسلة، تنقلنا من فضاء السرد العام إلى عمق التفاصيل التي صنعت فجر الرياض، وتعيد إحياء لحظات البطولة التي كُتبت بمداد الرسائل والمواقف في ذاكرة المكان والإنسان. أوضاع الرياض بعد سقوط الدولة السعودية الثانية يتناقل كثير من أهالي الرياض أحداثا وقصصا لعملية استرداد مدينة الرياض على يد الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود -قدس الله روحه- في ليلة الثلاثاء صباح الأربعاء الموافق 5/ شوال / 1319 ه . جمعت روايات عدة عن هذا الدخول ما بين مطبوع ومخطوط وما بين روايات وتسجيلات لعلها تخرج في توثيق خاص مستقبلاً بحوله تعالى، عاشت مدينة الرياض نتيجة سقوط الدولة السعودية الثانية أوضاعاً ومآسي حزينة. خطة انسحاب الإمام عبدالرحمن من الرياض كانت معركة المليداء عام 1308ه نصراً للأمير محمد بن رشيد على أهل القصيم وعند مسير الإمام عبدالرحمن بن فيصل لنجدتهم ووصوله لفيضة العك علموا ما حدث فرجع الإمام للرياض ورتبت خطة انسحابه عبر مجموعة من أعيان الرياض وهم: الوجيه حمد بن عبيكان والوجيه عبدالعزيز بن جابر والقاضي الشيخ عبدالله بن حماد والوجيه راشد بن عساكر، حيث توجه الجميع لمقابله الأمير محمد بن رشيد الذى سيطر على المنطقة وتم اللقاء به في القصيم، حيث أكرمهم بعد وصولهم إليها وتم طمأنته والتمويه عليه باستقرار الأوضاع في الرياض وبالتالي نجحت خطة تأمين انسحاب الإمام عبدالرحمن بن فيصل أمن الرياض مع أسرته حتى وصول الإمام للبادية عند قبيله آل مرة جنوبالأحساء، وأورد هذه الرواية الشيخ محمد بن عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ (ت 1386ه) -في روايته التاريخية، محفوظة لدي وتقع في (84) صفحة وانتهيت من العمل عليها وتحقيقها مع خمس روايات خاصة حول استرداد الملك عبدالعزيز للرياض وهى دراسة توثيقية تاريخية-. محطة قطر ورسائل الهند اتجه الإمام عبدالرحمن فيما بعد إلى قطر ومكث فيها ما بين أربعة إلى خمسة أشهر، وأكرم وفادته الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني وخلال مكوثه بها كانت الرسائل تصل إليه للإمام عبدالرحمن وعن الأوضاع في نجد كما كتب إليه من هم خارج نجد كالشيخ إسحاق بن عبدالرحمن آل الشيخ وهو في الهند وعثرت على رسالته نشرتها في كتاب (الأعمال الخيرية والأوقاف الشرعية في نجد للشيخ قاسم آل ثاني والذى تشرفت بكتابة سيدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لمقدمته، ص 157) وكتب على الرسالة «من بهوبال إلى قطر في 8/ ربيع الثاني /1310ه.. صميمها وتمطى من المزايا إلى وسيمها الإمام المحترم المبجل عبدالرحمن بن فيص آل سعود.. «. الانتقال إلى الكويت وكثرة المراسلات وعندما توجه الإمام عبدالرحمن إلى الكويت كانت الرسائل المتبادلة لا تعد ولا تحصى بين أهل الرياض والأسرة السعودية في الكويت. ليلة المصمك تحوِّل مسار التاريخ وتفتح أبواب الرياض أعيان الرياض وغار المعذر وبعد حادثه المحاولة الأولى عام 1318ه أخذ الملك عبدالعزيز في تجهيز الخطط ومنها مراسلة بعض أعيان مدينه الرياض ووجهائها وهم: الوجيه حمد بن عبيكان آل عمران، الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ، الشيخ عبدالله بن حماد قاضي الرياض، الوجيه عبدالعزيز بن جابر، الوجيه راشد بن حمد بن عساكر. وهذه الأسماء معروفة لدى المعتنين من أهل الرياض ونقلتها توثيقاً وتسجيلاً من بعض أهالي الرياض كما سبق ذكره وهي تؤكد الأسماء التي أوردها الشيخ محمد بن عبدالله بن عبداللطيف في روايته وأشار لبعض الوقائع والأحداث أمين التميمي في كتابه المخطوط من عدة أجزاء. الرسائل السرية وسراج الخيل اتخذ الأعيان الخمسة من غار المعذر مكاناً للاجتماع لكون المعذر مكاناً لتنزه الأهالي الرياض ويتم الزراعة فيه وتبعيل أراضيه للاستفادة منها وبهذا قد لا يثير الشك في اللقاءات يقوم الملك عبدالعزيز بكتابه الرسائل إليهم أو ترده منهم ويقوم أحد الفرسان الشجعان وهو معضد بن خرصان الشامري أحد الرجال الستين والشجعان الذين شاركوا في استرداد الرياض، حيث يقوم معضد بإخفاء الرسائل عبر سَرج الخيل ويتم خياطته تأميناً له حتى يصل إلى مكان اجتماعهم عند الغار ويسلم الرسائل الخاصة بالملك ويستلم الإجابة عن هذه الرسائل ثم ينطلق للكويت ليطلع الملك عبدالعزيز على تلك الرسائل. الميسم وإخفاء المكاتبات أما الرسائل الواردة من الملك عبدالعزيز فيتم حفظها عند راشد بن حمد بن عساكر والذى عندما يصل إلى مسكنه الواقع جنوب قصر الإمام عبدالرحمن بن فيصل في موضع الحلة -على شارع الثميري- يقوم راشد بإخفاء الرسائل عبر وضعها في (الميسم) وهو المنفاخ الخاص لإشعال النار عبر ضخ الهواء، حيث دخول الملك كان في آخر وقت الشتاء -وقد كثفت الرسائل قبل استرداد الملك عبدالعزيز، وقبل دخول تلك الليلة التي استرد فيها الملك الرياض بشهر تقريباً هجم عجلان بن محمد أمير الرياض والمنُّصب من قبل ابن رشيد على بيت راشد بن عساكر وكان هذا في أواخر فصل الشتاء وقام جنده بكسر بابه والدخول عليه في مجلسه وطالبوه بتسليم الرسائل المتبادلة وتفتيش المنزل، وعندما لم يستجب راشد هجم عجلان وسبعه من رجالة بالضرب والاعتداء على راشد، وكان الضرب على بطنة وأسفله فأغمي عليه ولم يتحصل عجلان على هذه الرسائل مع البحث في المنزل بسبب هذا الإخفاء في المنفاخ. ذكريات العمة منيرة ورواياتها كانت ابنه راشد وهي العمة منيرة بن راشد بن عساكر ذات عمر ست سنوات وهي تشاهد والدها في مجلسه معتدياً علية وما جرى. اتخذ راشد بعد ذلك بابين ملاصقين لبعضهما البعض للاحتياط مستقبلاً لما يمكن أن يقع، تمكن الملك عبدالعزيز بعد فجر يوم الثلاثاء وصباح الأربعاء من قتل عجلان والاستيلاء على قلعة المصمك وقتل خلالها عجلان وسحبت جثته أمام باب المصمك من الجهة الغربية. استبشر الأهالي بهذا الحدث وانطلقت زوجة راشد بن عساكر حبيبة الزهيري مع ابنتها منيرة بنت راشد بن عساكر لمشاهدة جثة عجلان بعد استرداد الرياض في صباح الأربعاء: 5 /شوال / 1319ه ووضعت جثته أمام قصر المصمك في البراحة، عندئذ قامت ابنته منيرة بالاقتراب من الجثة والتبول عليه وتقول: حرقة في قلبي يوم يضرب أبى، كانت العمة تروي هذه الحكايات للأسرة ولأبنائها من أسرة آل فارس، حيث تزوجت من الشيخ فارس بن فارس -رحمه الله- وأنجبت له سبعة أبناء. وأخبرني ابنها الشيخ عبدالعزيز بن فارس قصة زواجها وبعض أحداثها عبر شريط صوتي مسجل معه عام 1420ه، ثم حدثني ابنة الشيخ الفاضل ناصر بن عبدالعزيز بن فارس مسؤول أوقاف الأسرة السعودية حالياً والمهتم بالتاريخ أنه في عام 1398ه ذهب مع جدته العمة منيرة إلى السوق القديم الواقع بجوار قصر الحكم لغرض التسوق فأخذته جدته لمشاهدة بيت والدها راشد بن عساكر في الحلة الداخلية (جنوب مسجد الديوانية) لتقص عليه هذه الحكاية من داخل المجلس نفسه. وتنقلها لوالدي متعه الله بالصحة والعافية ومنهم الذي ولد بهذا البيت. وقد كانت المراسلات بين الملك وبين بعض الأعيان غير هؤلاء الخمسة ومنهم الشيخ صالح بن عبدالعزيز المرشد (ت 1372ه)، فقد حدثني الشيخ المعمر عبدالعزيز بن صالح بن مرشد (1311ه/ 1417ه) ضمن شريط صوتي بأن والدته تسكب القهوة لوالده صالح وأخته لطيفة بنت عبدالعزيز المرشد وكان في عمر السادسة. رسائل الميسم وسرج الخيل تمهد لولادة الدولة السعودية يقول الشيخ عبدالعزيز عند سماعنا للرمي فزعت عمتي فقالت (عَمَى بَشْرى الله يقطعهم) وكانت تظن قدوم جنود للحامية الخاصة لعجلان من ابن رشيد لكن قال لها والدى (لا هذا عبدالعزيز ولد الإمام عبدالرحمن بن فيصل)، كانت علاقة راشد بن حمد بن عساكر وطيدة بالأئمة وصولاً مع الملك عبدالعزيز، بعد دخول الملك عبدالعزيز بأيام أمر الملك محمد بن شلهوب بأخذ سيفه ورهنه وفي شارع الثميري شاهد راشد بن عساكر فأخفى محمد بن شلهوب السيف تحت بشته وطلب راشد معرفة حقيقة فأخذ راشد إلى بيته وقدم ثمانين جنيهاً ثم طلب منه أن يأخذ ما هو موجود في جصة التمر لليقدم للملك عبدالعزيز. ذكر هذه القصة لي الأمير فيصل بن سعد بن عبدالرحمن -رحمه الله- عام 1415ه والذي كان بيته ملاصقاً لبيت الجد راشد وقال: إن جيرتي لكم استمرت ثماني وخمسين سنة. وقال إن قصة راشد أخبرني بها الطبيشى نقلاً عن ابن شلهوب نفسه -وقد أكد العم عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن عساكر هذه القصة ضمن ثلاثة حوارات في صحيفة الجزيرة عام 1414ه وقال: إن شاهدها حالياً وهو على قيد الحياة الأمير فيصل بن سعد. بعد استرداد الملك عبدالعزيز للرياض في الرابع من شوال لعام 1319ه بدأ في بناء الأسوار وكان أهل كل جهة يقومون بالعمل على البناء حتى تم تركيب الدراويز «الأبواب» في يوم: 20/ من ذي القعدة /1319ه، وتؤكدها رواية الشيخ عبدالله بن خنيزان -رحمه الله- (ت 1393ه) أحد الرجال الستين كما في تسجيل صوتي احتفظ به بصوته. تكليفات الملك عبدالعزيز لراشد وذريته أمر الملك عبدالعزيز بأن يكون راشد بن حمد بن عساكر أميراً على الأفلاج ورغم اعتذاره بكبر سنه إلا أن الملك أصر على ذلك فتوجه للأفلاج واستمر هناك قرابة السنة والنصف وتزوج نورة بن إبراهيم آل يحي آل شيبان الأشرف فأنجبت له عبدالعزيز وحصة (والدة أسرة آل مرشد) ورجع راشد إلى الرياض بعد أن طلق زوجته بسبب عدم ذهابها معه للرياض وذلك بسبب طبيعة الخوف الذى يشعر به الناس في تلك الفترة ثم تزوجها الأمير أحمد بن محمد السديري والذي عينه الملك بديلاً لراشد فتزوج الأمير نورة فأنجبت له الأمير منيرة بنت أحمد السديري وهى عمة والدى وقمت بعمل تسجيل صوتي معها عن بعض الأحداث التاريخية وعن الملك عبدالعزيز وتاريخ الشريط 1414ه، وتوفيت العمة منيرة في الرياض ودفنت في الغاط عام 1417ه. حدثني والدي أنه في عام 1356ه توقف الملك عبدالعزيز كالعادة لزيارة أخته الأميرة الجوهرة وابنته الأميرة سارة وكانت بيوتهم ملاصقة لبيت الجد راشد وشاهد والدي ذو الاثني عشر ربيعاً الملك عبدالعزيز يهم بالنزول من سيارته فذهب إليه وقبّل يده فسأله الملك من أنت فقال محمد بن عبدالعزيز بن راشد بن عساكر فقال لي الملك: الله يغفر لراشد ويغفر لعبدالعزيز وأخذ بتكرارها مراراً، ثم مد الملك يده إلى كيس في سيارته فأعطاني بقبضة يده ووهبني اثني عشر جنيهاً ذهبياً. اتجه عبدالعزيز بن راشد بن عساكر للعمل كاتباً في الجبيل ثم أصبح كاتباً عند الملك عبدالعزيز وأمره الملك بأن يكون متواجداً في قصر الحكم بعد شروق الشمس وأصبح ضمن عدة كتُّاب في بدايات المرحلة مع ناصر بن سويدان ومحمد أبو عبيد وإبراهيم الشايقي وإبراهيم بن عيدان وغيرهم، ثم عينة الملك عبدالعزيز ليكون ضمن شعبة أهل الجهاد في قصر الحكم مع محمد الوائلي، ثم جعله الملك عبدالعزيز ليكون مديراً لبيت المال في حائل (كما يشير فؤاد حمزة في كتابة البلاد العربية السعودية،40، 164) كما أن الملك عبدالعزيز يكلفه في بعض الأحيان بنقل بعض الرسائل الخاصة إلى الشيخ عيسى بن علي آل خليفة (ت 1932م). ويطلق الملك عبدالعزيز على عبدالعزيز بن راشد لقب (الأُومين: تصغير للأمين بسبب أمانة عبدالعزيز بن عساكر، وتحفل بعض الوثائق بالمراسلات بين الملك عبدالعزيز وعبدالعزيز بن راشد بن عساكر). تنويه: تتفرد «الرياض» بنشر وثائق خاصة بمراسلات الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) جميع الوثائق ترجع في ملكيتها لمكتبة الدكتور راشد بن محمد العساكر تسليم الفشك والأسلحة إلى عبدالعزيز بن عساكر بتوجيه الملك عبدالعزيز توجيه الملك عبدالعزيز لميزانية حائل وتخصيص جزء لابن عساكر كونه مدير المالية والمضيف فيها لصرفها في شؤون الإمارة وتاريخها 4/ شعبان/ 1350 ه توجيه الملك عبدالعزيز وإفادته لابن عساكر بتاريخ 10/ رمضان /1353 ه رواية الشيخ محمد بن عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ حول أسماء الشخصيات الذين غطوا انسحاب الإمام عبدالرحمن من الرياض إلى جنوب الأحساء