أتابع باهتمام بالغ التفاعل الإعلامي والجماهيري مع دوري تحت 21 سنة، وهو ما يعكس بوادر نجاحه منذ انطلاقته الأولى، في الحقيقة، يُعد هذا الإقبال محفزًا رائعًا للفرق ولاعبيها، إذ يزرع فيهم روح المنافسة والتحدي بمستوى لا يقل عن مباريات دوري المحترفين. ورغم أن هذا الدوري المستقبلي لا يُنقل عبر القنوات الرياضية التقليدية فقط، بل عبر تطبيق خاص مثل STC، فإن هذا يمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى متابعة الجماهير لهذا الدوري بحماس. فالجماهير، بلا شك، تسعى للاطمئنان على مخرجات أنديتها من المواهب الشابة. لذا، سيظل هذا الدوري تحت المراقبة الدقيقة والمتابعة الشديدة، لأن من أبرز أهدافه اكتشاف الأسماء المميزة التي يمكن أن تخدم المنتخب في المستقبل، خاصة أن دوري المحترفين أصبح يهيمن عليه اللاعبون الأجانب. أنا واثق أن هذا الدوري، مع مرور الوقت، سيُسكت الأصوات الإعلامية التي تكرر عبارة "لم يعد لدينا مواهب كالسابق". وأود أن أقول لهؤلاء: مواهبنا الكروية لا تزال تُنتج باستمرار، لكن الأزمنة تغيرت، وسياسات الأندية اختلفت، فأصبحت لا تصبر على اللاعبين الشباب، مفضلة الاعتماد على اللاعب الجاهز فقط. ومن جهة أخرى، نواجه مشكلة اختفاء مواهبنا مبكرًا عند وصولهم إلى الفئة الأولى مع أنديتهم. يعود السبب في ذلك، جزئيًا، إلى إحباط اللاعب نفسه بعد رؤيته الأفضلية لغيره، مما يوقف طموحه وأهدافه، هذا الجانب المظلم أخفى الكثير من المواهب، لأن اللاعبين الشباب لا يدركون أنه في هذا العصر، إذا لم تكن الموهبة "طبخة جاهزة"، فلن يتم الاستفادة منها. ختامًا: في المراحل السنية يحظى اللاعب بالاهتمام الفني والإداري، لكن عند وصوله إلى الفريق الأول، يصبح هو المسؤول الأوحد عن تطوير فكره ومهاراته ومستواه بنفسه.من لقاءات الدوري