من بين أروقة وردهات وساحات، وأدوار المسجد الحرام، تظل الشرفات العلوية أعلى توسعة الملك فهد، بملامح فريدة، وأجواء مغايرة، حيث تتميز بانفتاحها على المجمعات الفندقية الفاخرة، بمركزية أم القرى، ما يوفّر تهوية طبيعية، ومشاهدات مبهرة، وإنارة ليلية ساطعة، فضلاً عن أجواء تلفها السكينة والروحانية، والخشوع، حيث تتناثر حكايات العباد، والصائمين، وقصص، ومواقف، وانطباعات، قاصدي البيت العتيق. وقبل وبعد صلوات الفجر والمغرب والعشاء، تظل شرفات المسجد الحرام من الجهات الغربية والجنوبية والتي تفوق مساحتها 60 ألف متر2 ملتقى دولي لمعتمري دول العالم، من الجنسين، فيما تحولت مداخل شرفات المسجد الحرام، لمنصات لمعتمري دول العالم لبث مباشر عبر الهواتف المحمولة لنقل الصور ومقاطع الفيديو لجماليات الحرم المكي. رصد "الرياض" المسائي لانطباعات عشرات المعتمرين لم تخرج عن أن سهولة الوصول إلى تلك الفضاءات عبر عشرات السلالم الكهربائية والمصاعد، الموصلة إلى شرفات البيت العتيق، وتوفر خدمات سقيا زمزم، والوضوء، والسجاد، ودواليب المصاحف، واكتشاف التجربة، والمشاهدات المحفزة على التوثيق، أسباب اجتمعت لأطياف مختلفة من معتمري دول العالم للصلاة والمكوث في تلك المواقع. بجودة عالية ونقاوة واضحة في الصوت، يرتفع الأذان من سماعات ومآذن المسجد الحرام المطلة على الشرفات الواسعة، بإحساس مغاير، أشعرنا وكأننا في جزئية، ذات ملامح فارقة، دافعة للخشوع، والخلوة الايمانية، فضلاً عن أنها محفزة للتأمل في حركة وتجمع الحشود، من كل أصقاع الأرض. وقال مصطفى ميسم -معتمر عراقي يؤدي العمرة لأول مرة-: استوقفتني النظافة والفخامة والتشييد والصيانة والعمارة في كل أرجاء سطح الحرم المكي الذي أصبح الأشهر على وجه الكرة الأرضية يجمع طيوف مختلفة من الجنسيات والأعراق والثقافات. وهناك منظومة من الخدمات الميدانية والمعدات الآلية والكوادر البشرية من مهندسين وفنين ومراقبين وعمالة، تشرف على ساحات سطح المسجد الحرام، كسبت خبرات متراكمة في تقديم الخدمات طوال شهور العام، من حيث تقدير حجم الخدمات، وآليات الانتشار والحفظ.