سوق الانتقالات الصيفي في الدوري السعودي للمحترفين للموسم 2025-2026 اختُتم مؤخرًا، بعد أن شهد نشاطًا واسعًا من الأندية وصفقات قوية ومفاجئة، وتحركات في اللحظات الأخيرة، الأندية حاولت سدّ الثغرات وتعزيز الصفوف استعدادًا للمنافسة المحلية والقارية، لكن ظهرت جملة من التحديات التي قد تؤثر على نتائج الموسم القادم. الميركاتو الصيفي هذا العام سَجِّل ما يقارب 184 صفقة، منها 96 صفقة أجنبية و88 صفقة محلية بالإضافة لصفقات دعم فرق (تحت 21 سنة)، نادي النجمة تصدّر الأندية من حيث عدد التعاقدات بينما أندية بحجم النصر والهلال والاتحاد سجلت عددًا أقل من الصفقات مقارنة بتوقعات الجمهور. في الواقع هناك ضغوط على الأندية لعل أبرزها التوازن بين رغبة المنافسة والاستدامة المالية والالتزام باللوائح المتعلقة بالمواليد والمحترفين الأجانب وإدارة الضغوط الإعلامية والجماهيرية بعد الصفقات الكبرى والتأكد أن اللاعبين الجدد يلائمون الفلسفة الفنية للفريق والتأقلم مع سرعة الانتقالات الأخيرة وضيق الوقت للتكامل بين اللاعبين مع بداية المنافسات وخاصة بعد فترة التوقف الأخيرة. الصراحة، الميركاتو هذا الموسم كان مزيجًا من الجرأة والتسرّع، فالقدرة على جذب لاعبين متميزين عالميًا يظهر مدى الجاذبية المتزايدة للدوري السعودي وتنويع الخيارات خصوصًا عبر صفقات الأجانب الكبيرة ويرفع من مستوى المنافسة ويرفع من جودة الأداء. إلا أن بعض الأندية دفعت عقودا بأرقام كبيرة وهذه قد تؤثر على ميزانيتها مستقبلاً فاللاعب الأجنبي قد لا يكون دائمًا الحل الأمثل إذا لم يُدمج جيدًا أو لا ينسجم مع الفلسفة الفنية أو البيئة المحلية، مثل نادي النجمة عليه أن يضمن أن كثرة الصفقات لا تؤثر سلبًا على الانسجام أو الروح الجماعية وقد يكون هذه الأمر صعب على فريق يصعد إلى دوري المحترفين لأول مرة. لو أطلنا النظر قليلاً أجزم أن الأندية التي أتمّت صفقات يجب أن تعمل على بناء انسجام سريع بين اللاعبين الجدد والمحليين وأن تعمل على إدارة اقتصادية حذرة بحيث لا تُرهق إدارات الأندية الحالية ولا في المستقبل بمصاريف مرتبطة بالرواتب والانتقالات بعقود ضخمة على المدى الطويل، والتركيز ليس فقط على الأسماء بل على العطاء والقدرة الفنية مع ضرورة إعطاء فرصة للاعبين المحليين خصوصًا المواهب الشابة، فأحيانًا يكون الاستثمار فيهم أكثر مردودًا من جلب أسماء كبيرة تُستخدَم معظمها في الاحتياط. أيَّا كان النقاش أو الحديث، فالميركاتو الصيفي في الدوري السعودي 2025 كان عنوانًا واضحًا لطموحات كبيرة من الأندية والمستثمرين، والجماهير، لكن النجاح لن يُقاس فقط بمن قدم، بل بمن استُثمر جيدًا وبمن أظهر التزامًا فنيًا وإداريًا حقيقيًا. فنجاح بعض الأندية سيكون في الموازنة بين الطموح والواقعية وبين التعاقدات الاستعراضية والتخطيط الاستراتيجي، وفشل البعض سيكون في عدم ضبط التوازن وبالتالي خروج من البطولات المحلية وخسائر مالية كبيرة وديون متراكمة.. ودمتم سالمين.