إن تجديد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في السياسة والسياسات العربية والإسلامية مسألة غاية في الأهمية خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية نتيجة للانتهاكات الأمنية الجسيمة التي ترتكبها وتمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023.. فلسطين حاضرة دائماً في الخطاب السياسي للمملكة العربية السعودية في جميع المناسبات الرسمية داخلياً وخارجياً، والدفاع عن الحقوق المشروعة لأبناء فلسطين سياسة ثابتة في سياسة المملكة العربية السعودية مُنذُ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود –طيب الله ثراه–، وحتى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله-. وتأكيداً لهذا المنهج الجليل، وتلك القيم السَّامية، التي تبنتها سياسة المملكة العربية السعودية، خلال تاريخها العريق، في خدمة القضية الفلسطينية، تضمَّنت الكلمة الكريمة التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظهما الله–، خلال افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، التي بثتها (واس) في 10 سبتمبر 2025م، الآتي: "كما ندين استمرار الاعتداءات الغاشمة على الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة والإمعان في ارتكاب جرائم التجويع والتهجير القسري، أرض غزةفلسطينية وحق أهلها ثابت لا ينتزعه عدوان ولا تلغيه تهديدات، وموقفنا ثابت هو حماية الحق والعمل الجاد لمنع انتهاكاته. إن مبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة عام 2002 وقمنا بتفعيلها دوليًا عبر منظور حل الدولتين، تشكل اليوم مسارًا غير مسبوق لتحقيق الدولة الفلسطينية، لقد أثمرت جهود المملكة المكثفة في تزايد عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين، وما حققه المؤتمر الدولي لتنفيذ حل الدولتين في نيويورك من حشد لم يسبق له مثيل يعزز التوافق الدولي من أجل تنفيذ هذه المبادرة، وإذ نشكر كل الشركاء الإقليميين والدوليين المشاركين على إسهاماتهم الإنسانية الفعالة، نكرر الدعوة للدول الأخرى للمشاركة في هذه المرحلة". نعم، إن تجديد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في السياسة والسياسات العربية والإسلامية مسألة غاية في الأهمية خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية نتيجة للانتهاكات الأمنية الجسيمة التي ترتكبها وتمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023م. وإن تجديد التأكيد على أهمية قيام دولة فلسطينية مستقلة على جميع الأراضي الفلسطينية التي وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي في يونيو 1967م –الضفة الغربية وقطاع غزة– مسألة لا يمكن التنازل عنها ولا المساومة عليها من جميع الدول العربية والإسلامية، والدول المُحبة للسلام والاستقرار. نعم، إن الدفاع عن المُستمر عن الحقوق المشروعة لأبناء فلسطين، والدفع المتواصل نحو قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية، ساهم مساهمة عظيمة في دفع العديد من الدول غير الإسلامية للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م، وكذلك ساهم مساهمة كبيرة في تعبئة الرأي العام المُحب للسلام نحو الدفاع عن القضية الفلسطينية وحق أبناء فلسطين في تأسيس دولتهم المستقلة، كما ساهم مساهمة مباشرة في فضح الممارسات الإجرامية والإرهابية التي يتعرض لها أبناء فلسطين من قوات الاحتلال الإسرائيلية. وفي الختام، من الأهمية القول إن استمرارية السياسة السعودية في الدفاع عن القضية الفلسطينية على مدى التسعة عقود الماضية، وثبات المنهج والقيم السياسية للمملكة العربية السعودية المؤمنة يقيناً بقيام دولة فلسطينية، ساهم مساهمة كبيرة بتمكين أبناء فلسطين من الصَّمود في أرضهم، وعمل على تعطيل الكثير من المُخططات الإجرامية لقوات الاحتلال الإسرائيلية الهادفة لسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية. نعم، ففي الوقت الذي تسعى في قوات الاحتلال الإسرائيلية لتغييب القضية الفلسطينية عن المجتمع الدولي، وظَّفت المملكة العربية السعودية علاقاتها الدولية المُتميزة مع الدول المُحبة للسَّلام والاستقرار والازدهار للحصول على اعترافات دولية بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية.