تحت مظلة رؤية المملكة 2030 وبرامجها الاستراتيجية التنموية، وتوازيا مع محركات التحول الوطني وارتياد المدارات الإبداعية،التي تحفز الممارسات الإبداعية، وتمهد لتشكيل خصوصية تعزز الريادة في مجال الفنون، وتؤطر الشراكات والتفاعل وعمليات التلاقي والتبادل الثقافي والفني الإنساني، وتهيئة الظروف المواتية لإثمار الطاقات والمواهب المبشرة التي تخطي حدود المحلية والانطلاق صوب العالمية اتساقا مع المعاصرة التي تدعمها جذور راسخة ضاربة في موروث وهوية دامغة، لتحقيق التنمية المستدامة ومشاركة المعارف والفنون والخبرات، وتعزيز الفهم المتبادل والاحتفاء بالتنوع الإبداعي، وبناء روابط قوية تخصب الحوار المتبادل، بما يعمق لاتساع المشهد الفني السعودي، ويعضد الدور الاستراتيجي للثقافة. وعبر إدارة ثقافية احترافية ينطلق "Gallery 015"بالرياض، كمركز أساسي لتقدير ودعم الفن وشحذ المجتمع الإبداعي الفني المحلي، ومنصاته التي تبرز الفنون السعودية والعالمية والعروض البصرية والبرامج الفنية الديناميكية المتنوعة، وتأسيس المشاركات التعاونية مع المشهد الفني العالمي. بدعم ورعاية ودأب صاحبة السمو الأميرة "سارة بنت عبدالله أل سعود" مؤسسة مجموعة سما المالكة للجاليري، وجهودها المكينة وأدوارها الفاعلة نحو رسم ملامح جادة مستقبلية للفن وفق بناء إطار شامل يدعم إثمار القطاع الإبداعي، وتعديد اللغات الفنية التي يتم الإفصاح بها، داخل خريطة للنشاط الثقافي عبر عدسة التفرد، لتشخيص رؤية مشتركة تحفز العروض الفنية المشاركات والشراكات والاستضافات الفنية والمسؤوليات العابرة للقارات تجاه دعم وتمكين أدوار المبدع، والتلاقي والتجسير الفني والثقافي، في إطار تفعيل التواصل والصداقة بين المملكة والعالم، للوصول لشرائح جديدة من الجمهور كهدف حيوي في عالم الشراكات والتعاون. ليتلخص دور صاحبة السمو الأميرة "سارة بنت عبدالله آل سعود" في بسط الأطر والمدارات لتمكين ورعاية المبدعين وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، لتشجيع الموهبة السعودية على الطرح بصورة مستدامة، والإحتفاء بإبداعاتها، ودفعها لمشاركة أفكارها الثرية داخل منصات الفن المعاصر والبيئات التي تثري الحوار بين المشهد الفني المحلي والعالمي، بما يمكن الفن في المساحات الفاعلة، لتعزيز رؤية مشتركة للنمو والفرص والإثراء الثقافي، وشحذ التواصل بين الفنان والمجتمع، من خلال عرض أعمال فنية ذات ضمنيات فكرية وحداثة تهيئ التواصل مع الآخر، كمصادر تغذية جديدة لروافد الفنون السعودية، لتتمازج أطروحات الفنان السعودي مع نظرائه الدوليين بهدف إلهام حواراتٍ مؤثرة، وتشجيع الممارسات الفنية المبتكرة التي تثري التبادل الثقافي، وتنمية الحوار الثقافي والحفاظ على التاريخ والتراث الفني. شحذ التواصل مع الآخر كمصادر تغذية جديدة لروافد الفنون السعودية وفي "جاليري تافيتا" إحدى أبرز صالات عرض الفن البصري المعاصر في لندن، ذات الأدوار الفاعلة في دعم الفنون والتفاعل مع جمهور متنوع، والمنصة الفاعلة التي تربط بين المشاهد الفنية العالمية الجادة، يفتتح المعرض الشخصي "كشف النقاب" في11-9-2025م والذي يستمر إلى آخر الشهر الحالي، للفنان السعودي"عبدالله الأحمري" صاحب الصدق البصري والإبداعي والخصوصية الفكرية المنبثقة من قيم فنية وتعبيرية، والتجارب البصرية القادرة على التواجد والحضور في المحتفيات العالمية، بتنظيم متكامل لصاحبة السمو الأميرة "سارة آل سعود" بصفتها القيم الفني والمحرك للفاعلية البصرية، والداعمة للفن السعودي الذي يحمل في طياته رسالة حضارية وثقافية مشبعة بالهوية والموروث وتعكس ذلك التنامي في كافة الجوانب بالمملكة، وتوثيق الفنون والثقافة السعودية وطرحها للعالم. وباعتبارها كيانات مفعمة بالحياة ومصطبغة بثقافة مجتمعية، استلهم الفنان "عبدالله الأحمري" موضوعات من بيئته، عبر مستويات متنوعة من التجريد تضمن بعضها مخططات تلخيصية للعناصر، لطرح رؤى متعددة حول أغطية الرأس النسائية في سياقاتها الدينية المختلفة، بمنظور وتوجهات حداثية تشق دروب الحوار الثقافي العابر للقارات، من خلال استعراض رمزيات أغطية الرأس النسائية، مسلطا الضوء على تجارب النساء اللواتي اتخذن من غطاء الرأس التزاما يتجاوز الطابع الشكلي، ليصبح رمزا للتفاني والهوية الروحية، عبر تحرر من التمثيل المكاني التقليدي لتتحول فيها العناصر الأدمية والمعمارية لأشكال تستحضر ملامح إنسانية حسب أولويات فنيه ومفاهيمية تؤطر الهوية برؤية منظورية خاصة سعى إليها الفنان، لتصدير الطاقات التعبيرية والدلالات المفاهيمية، مع الاهتمام بالتفصيليات الدالة على القدرة المكينة لعين الفنان وإحساسه بالعناصر والموضوع وترجمة ذلك للإفصاح السردي عن أفكاره، وتأطير حداثة الفكرة وأصالة الطرح وحضور المعالجات وهيبة المشهد.ليعرض الفنان "عبدالله الأحمري"مجموعة من القصائد البصرية، وتراكيب سحرية دشنت معادلات مشحونة بحس تعبيري بليغ ومحملة بالمفاهيم السعودية الخالصة، كتجرد عن المباشرة والسطحية واستطراد لحني مرتبط بأصوات موسيقية في تناغم دون تنافر، أثر على عناصره البصرية وهيئاته وحركتها وطرق نموها وتلاقيها، لتأتي عناصره الشكلانية لتتنفس بارتياحية داخل منظوماته الفراغية، وتتلاقى (الأصالة والحداثة والرؤية مع الروح والهوية السعودية وتجسير المسافة بين الماضي والحاضر - ونقائية تتلمس الحقيقة والشكل الخالص داخل إطار ومحددات التجريدية والمنطلقات الفلسفية والجمالية لتلك النزعة - وتسطير يعكس روح الوطن وثراء البيئة وزخم المشهد السعودي - وفهم مكين لسيكولوجي اللون بإرهاف شديد لتسرد أعماله قصصا ملونة وتصبح المعالجات والتأثيرات ترسيخا وشاهدا على ثراء البيئة المحلية والموروث السعودي) بما يدلل على فهم الفنان وامتلاك وسائطه لخلق توازنات وانسجامات بصرية محسوبة ولغة موحدة تعكسها شخصياته التي تحمل صور الماضي وتلتحف بمعاصرة وحداثة. واللون عند "عبدالله الأحمري"هو لون حى متألق وامتداد للنبض الحي للموجودات، انبثق في مجموعات ثرية تتلمس سر الموسيقى ونبض الحياة والدفء، ولديها القدرة على استدعاء وتمثيل وتجسيد عوالم بأكملها، لتلخص المجموعات اللونية ما بداخله من تصوراته عن المحيط وتعكس نتاج لتشربه للأشياء والموضوعات والكائنات، وتصبح لغة بصرية متعددة الأبعاد تستخدم للتعبير عن المشاعر والأفكار وتأسيس معانٍ تتجاوز السطح، وإيصال الرسالة الإبداعية، وبلورة تجربة المتلقي الجمالية والنفسية، في مدار تعظم فيه الألوان لخلاصة التجربة الحسية والمعرفية للفنان تجاه واقعه، ودمج خبراته الماضية والآنية، ومعارفه الأدبية والفلسفية، لتصدير رؤية فريدة تعبر عن انفعالاته وقيمه الجمالية لإنتاج أعمال تعكس هذا الاندماج، وتستثمر ضوء الشمس الباهي في المملكة لتأكيد مساحات الضوء والنورانية داخل طروحاته، وترسم اندفاعه وتحرره وانطلاقه إلى اللا منتهي. *الأستاذ بقسم التصميمات البصرية والرقمية المساعد تعضيد الدور الاستراتيجي للثقافة وتعميق اتساع المشهد الفني