استشهاد 59 فلسطينياً لم تتوقف نيران الطيران المسيّر والمدفعية وآليات الاحتلال طوال الليلة الماضية، في مشهد بات يتكرر يوميًا ضمن حرب الإبادة التي يواصلها الاحتلال بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 23 شهرًا دون توقف. وتواصلت المجازر الدموية في مدينة غزة، حيث ارتكب الاحتلال مجزرتين مروعتين، الأولى بقصف منزل في حي الشيخ رضوان أودى بحياة سبعة فلسطينيين على الأقل، والثانية باستهداف عمارة سكنية قرب ملعب الوحدة في حي تل الهوا غرب المدينة، أسفرت عن عدد كبير من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وصلت جثامينهم إلى مجمع الشفاء الطبي. في السياق ذاته، فجّر جيش الاحتلال روبوتًا مفخخًا شرق بركة الشيخ رضوان شمال غربي مدينة غزة، قبل أن يُعيد تفجير روبوت آخر بين منازل الفلسطينيين شرق حي الشيخ رضوان. كما شنّ جيش الاحتلال قصفًا مدفعيًا على المنطقة ذاتها، شرق بركة الشيخ، شمال مدينة غزة، في حين تعرضت أحياء شمالية أخرى، بينها جباليا البلد، لعمليات نسف وتفجير متعمدة استهدفت مبانيَ سكنية، نُفّذت بواسطة الروبوتات المفخخة التي يستخدمها جيش الاحتلال في عملياته الميدانية. واستشهد أربعة فلسطينيين وأُصيب عدد آخر بجراح جرّاء قصف نفذته طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال استهدف مجموعة من الأهالي قرب محطة "خلة للبترول" في منطقة جباليا النزلة شمال قطاع غزة. في وسط قطاع غزة، شنت طائرات الاحتلال غارة على منطقة شرق دير البلح، وتعرضت أحياء غرب المدينة أيضًا لغارات من الطيران المروحي التابع للاحتلال. جنوبًا، قصفت طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين فلسطينيين قرب مفترق "فش فرش" في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، ما أدى إلى وقوع إصابات، وانتشل الفلسطينيون جثامين خمسة شهداء من منطقة موراج ونقلهم إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس، التي شهدت أيضًا قصفًا مدفعيًا عنيفًا وسط المدينة. وقالت مصادر طبية في مستشفيات القطاع، إن 59 فلسطينياً استشهدوا منذ ساعات فجر أمس، بينهم 35 في مدينة غزة وحدها، إضافة إلى 12 ارتقوا أثناء انتظارهم المساعدات جنوب القطاع. وأوضح مصدر طبي في مجمع الشفاء أن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت مجموعة من الأهالي قرب مركز إيواء في مدرسة غزة الجديدة بحي النصر غربي المدينة، ما أدى إلى استشهاد شخصين وإصابة 10 آخرين. كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون في قصف استهدف حي الصبرة جنوبي مدينة غزة. وشيّع الفلسطينيون من مجمع الشفاء جثامين 18 شهيداً، قضوا في قصف منازل المواطنين وخيام النازحين في مخيم الشاطئ ومحيط أبراج الفيروز ومناطق أخرى بالمدينة. شهداء التجويع ولا تدخل انساني وقال رأفت المجدلاوي، المدير العام لجمعية العودة الصحية والمجتمعية، إن إعلان الأممالمتحدة الرسمي عن وقوع المجاعة في القطاع لم يُترجم إلى تدخلات إنسانية ملموسة، محذراً من انهيار المنظومة الصحية التي لا تعمل سوى بقدرة لا تتجاوز 30 %. وفي السياق ذاته، أكدت سونام دراير، قائدة الفريق الطبي في منظمة "أطباء بلا حدود" بمدينة غزة، أنه لم يحدث أي تغيير على الوضع الإنساني رغم الإعلان الأممي، مشيرة إلى أن السكان ما زالوا يعانون الجوع الشديد بسبب نقص الإمدادات. تدمير أحياء سكنية في حي الشيخ ميدانياً، يواصل جيش الاحتلال سياسة تدمير المربعات السكنية في مدينة غزة. وأظهرت مشاهد التقطتها كاميرات الصحافة آثار الدمار الواسع في حي الشيخ رضوان شمال غربي المدينة، حيث قال الأهالي إن الاحتلال يمحو أحياء بأكملها دون إنذار مسبق. وأشار المرصد الأور ومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أن الجيش يدمر يومياً نحو 300 وحدة سكنية في مدينة غزة وجباليا، باستخدام ما يقارب 15 عربة مفخخة محملة بنحو 100 طن من المتفجرات، معتبراً أن ما يجري هو "محو فعلي لمدينة غزة" وسط غياب تحركات دولية جادة لوقف الجرائم. ووفقاً لمصادر حقوقية، ينفذ الاحتلال المراحل الأولى من خطة اجتياح مدينة غزة واحتلالها، بعد تدمير مئات المباني في أحياء الشجاعية والزيتون والصبرة، ما ينذر بتهجير واسع لسكان المدينة الذين يتجاوز عددهم مليون نسمة. الاحتلال يواصل حربه يُذكر أن الاحتلال يواصل حربه على قطاع غزة منذ أكتوبر2023، بدعم أميركي مباشر، ما خلف حتى الآن أكثر من 63 ألف شهيد و160 ألف جريح، إضافة إلى تدمير واسع وتهجير قسري، في ظل تجاهل الاحتلال للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب. إسقاط المساعدات جوًا أوقفت إسرائيل عمليات إسقاط المساعدات جوًا إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر، بعدما كانت قد سمحت لعدد من الدول بتنفيذها في الأشهر الماضية، بحسب ما أوردت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، الليلة الماضية. وجاء في تقرير القناة أن الأردن ومصر أوقفا بالفعل عمليات الإسقاط منذ أسابيع، " لأسباب لوجستية"، في حين يزعم الجيش الإسرائيلي أن ما يدخل من مساعدات برًا يكفي لتغطية الاحتياجات، نافين وجود مجاعة في القطاع. وأشار التقرير إلى أن وقف هذه العمليات يأتي بالتوازي مع توجه إسرائيلي لتقليص إدخال المساعدات إلى شمالي غزة، بهدف الضغط على نحو مليون فلسطيني يسكنون في المنطقة للمغادرة في إطار الاستعدادات لاجتياح مدينة غزة واحتلال. وفي السياق ذاته، كانت 24 دولة أوروبية قد دعت إسرائيل مؤخرًا إلى فتح المعابر أمام المساعدات دون قيود، محذّرة من تدهور غير مسبوق في الوضع الإنساني، فيما يحتاج القطاع يوميًا إلى أكثر من 600 شاحنة لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال لم يسمح خلال 35 يومًا سوى بدخول نحو 15 % من الاحتياجات الفعلية، فيما تعرض جزء من الشاحنات للنهب والفوضى المتعمدة. وشدد البيان على أن الاحتلال يواصل منع إدخال مئات الأصناف الغذائية الأساسية، بينها اللحوم والأجبان والفواكه والخضروات، إضافة إلى حليب الأطفال والأدوية المنقذة للحياة، علما بأن المنظمات الدولية شددت على أن ما تم إسقاطه "قطرة في بحر" الاحتياجات. واعتبر المكتب الإعلام الحكومي أن سياسة إسرائيل تهدف إلى "هندسة التجويع" وضرب صمود السكان، محمّلًا إياها المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية، وداعيًا المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات بشكل آمن ومنتظم. وأثبتت عمليات إسقاط المساعدات جوًا إلى قطاع غزة فشلها، بل وُصفت من منظمات إنسانية ك"أطباء بلا حدود" بأنها غير آمنة وتُجبر الناس على المخاطرة بحياتهم للحصول على طرود متساقطة في مناطق مكتظة، وسط اتهامات بأن إسرائيل تلجأ إليها للحد من الضغوط الدولية. ولا توازي هذه العمليات ما يمكن أن تنقله قوافل برية، وتبقى خطوة رمزية أكثر من كونها حلًا حقيقيًا لمعالجة النقص الحاد في الغذاء والدواء. ويرى خبراء الإغاثة أن هذه الأساليب أشبه بعرض دعائي يهدف إلى التغطية الإعلامية أكثر من الاستجابة الفعلية لاحتياجات السكان. وبدل أن تُسهم عمليات الإسقاط هذه في التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية، أضافت خطرًا جديدًا على المدنيين؛ فيما تؤكد المنظمات الحقوقية أن فتح المعابر وإدخال المساعدات برًا يظل هو السبيل الوحيد الكفيل بتأمين إمدادات منتظمة وآمنة. غزة منطقة مجاعة أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن تسجيل 185 حالة وفاة بسبب سوء التغذية خلال شهر أغسطس الماضي ، وهو العدد الأكبر منذ أشهر، بينهم 70 حالة وفاة منها 12 طفلًا منذ إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) قطاع غزة منطقة مجاعة. وأوضحت الوزارة في بيان لها أمس، أن 43 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، إضافة إلى أكثر من 55 ألف سيدة حامل ومرضع، فيما تعاني 67 % من الحوامل من فقر الدم. وحذرت من خطورة المؤشرات الراهنة ومحدودية الاستجابة الطارئة مع نقص الإمدادات الغذائية والطبية. وقد نددت مفوضة إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي،بالتجويع الذي يطال سكان قطاع غزة. ودعت المفوضية الأوروبية، في تصريحات صحفية، السلطات الإسرائيلية لإدخال المساعدات إلى غزة. واقترحت المفوضية الأوروبية، تعليق برنامج الشراكة مع "إسرائيل"، لافتة إلى أن مواقف دول أوروبية عدة تتجه نحو فرض عقوبات على "إسرائيل". وشددت قائلة: "سنواصل الضغط من أجل العودة للمفاوضات، ووقف الحرب في غزة". اعتقال رئيس بلدية الخليل شنّت قوات الاحتلال فجر أمس، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في مدن وبلدات الضفة الغربية، طالت نحو عشرين فلسطينيًا، بينهم رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، إلى جانب عمليات تخريب واسعة في الممتلكات واعتداءات ميدانية طالت العديد من الأهالي. في مدينة الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال منزل رئيس بلدية المدينة تيسير أبو سنينة بعد أن كسرت أبوابه وعبثت بمحتوياته، قبل أن تعتقله. كما اعتقلت مواطنا من بلدة يطا جنوبالمدينة بعد مداهمة منزله وتخريبه. وواصلت قوات الاحتلال اقتحام مناطق غرب الخليل، حيث اقتحمت بلدتي حلحول وإذنا، واحتجزت عشرات الفلسطينيين وأخضعتهم لتحقيق ميداني داخل منازلهم. وفي بيان رسمي، أدان المجلس البلدي في الخليل اعتقال رئيس البلدية، معتبرًا أن هذا الاعتداء يشكّل استهدافًا لإرادة الفلسطينيين ومؤسساتهم المنتخبة، وانتهاكًا سافرًا للعملية الديمقراطية. وحمّل المجلس الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة الأستاذ أبو سنينة، داعيًا المؤسسات الحقوقية والدولية للتحرك الفوري من أجل الإفراج عنه ووقف الانتهاكات المتصاعدة بحق قيادات المدينة وأهلها. في محافظة نابلس، اعتدت قوات الاحتلال على أحد الفلسطينيين بالضرب خلال اقتحام قرية كفر قليل جنوبالمدينة، ما أسفر عن إصابته برضوض نقل على إثرها إلى المستشفى. كما نفّذت حملة اعتقالات طالت 13 فلسطينيًا خلال اقتحام قرى كفر قليل، وتل، وعصيرة الشمالية، وقصرة. وفي قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال مواطنين من قرية كفر ثلث، بعد تفتيش منزليهما وتخريب محتوياتهما. تزامن ذلك مع اندلاع مواجهات عنيفة في مدينة قلقيلية، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز بكثافة تجاه الفلسطينيين، وتمركزت في منطقة "الدواوين" وشارع الواد، قبل أن تنسحب دون تسجيل اعتقالات في تلك المواجهات. وفي قرية اللبن الغربي غرب رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال شابا بعد اقتحام منزله. كما سلّمت قوات الاحتلال خلال اقتحامها قرية المغير شمال شرق رام الله، إخطارات بهدم عدد من المنازل والمنشآت. 60 ألف جندي احتياط بدأ الجيش الإسرائيلي، صباح أمس، تنفيذ أوامر استدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط، في خطوة تهدف إلى دعم القتال الدائر للسيطرة على مدينة غزة، إلى جانب تعزيز الجبهات في الضفة الغربية والشمال عبر استبدال القوات النظامية، بحسب ما أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية. وبحسب الصحيفة، فإنه يطلب من هؤلاء الجنود البقاء في الخدمة لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتمديد، رغم أن معظمهم خدم مئات الأيام منذ اندلاع الحرب. وتوصف هذه الجولة من قبل جنود وضباط بالجيش الإسرائيلي بال"الأصعب"، وسط حالة من الإرهاق النفسي وتراجع الإيمان بأهداف الحكومة، خاصة في ظل المخاوف على حياة المختطفين. وأقر مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي بوجود أزمة ثقة بين النخبة الأمنية والقيادة السياسية انعكست على صفوف الجنود. لذلك طلب من الضباط الميدانيين إجراء محادثات مع الجنود وإتاحة المجال لهم للتعبير عن مشاعرهم قبل دخولهم القتال. رغم محاولات رئيس الأركان إيال زامير تجنّب تعبئة واسعة واقتراح خطط بديلة، تمسكت القيادة السياسية بالاستدعاء الجماهيري الواسع لقوات الاحتياط، ما يزيد من القلق داخل المؤسسة العسكرية من تراجع نسبة التجاوب مع أوامر الاحتياط. أحد الجنود، وبحسب ما نقلت عنه الصحيفة، عبر بمرارة قائلا: "بعد 280 يوما من القتال، لم يعد أحد يصدق أن احتلال غزة سيعيد المخطوفين. حتى قادتنا يعرفون أننا نخوض حربا لا يريدها الجيش". الوضع الميداني، بحسب شهادات من داخل الوحدات القتالية، يوصف بأنه فوضوي، حيث تعاني الألوية من صعوبات في إعادة التنظيم، ويصف مقاتلون زملاء جاؤوا كتعزيزات ب"المرتزقة". ومع دخول موجة التجنيد الجديدة لقوات الاحتياط، تقول الصحيفة: "يتعين على الجيش الإسرائيلي إعادة ترتيب صفوفه، واستعادة الانضباط الذي كان قائما قبل هجوم 7 أكتوبر". رئيس بلدية الخليل مساعدات تسقط بالبحر عنف المستوطنين والاحتلال بالضفة