أكد متطوعون تبرعوا بدمائهم في الحملة الوطنية للتبرع بالدم، أن مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- بالتبرع بدمه، كانت الدافع الأقوى لهم للمشاركة في هذه الحملة، مشيرين إلى أن ما قام به سموه شكّل رسالة إنسانية عميقة عززت ثقافة العطاء وروح التكافل داخل المجتمع السعودي. وأوضح المتبرعون أن حملات التبرع بالدم شهدت في الآونة الأخيرة إقبالًا واسعًا في مختلف مناطق المملكة، ورصدت "الرياض" ارتفاعاً بأعداد المتبرعين بشكل ملحوظ، ما ساهم في تعزيز مخزون وحدات الدم في المستشفيات وإنقاذ حياة العديد من المرضى بعموم المناطق. وفي محافظة القطيف شهد مستشفى الأمير محمد بن فهد العام وأمراض الدم الوراثية حضورًا لافتًا من الأهالي الذين بادروا للتبرع بالدم استجابة للحملة الوطنية، وسط تنظيم مميز من الكوادر الطبية والمتطوعين، فيما شدّد مختصون أن التفاعل الشعبي مع الحملة يعكس أثر القدوة الحسنة التي جسدها ولي العهد، وأن ما حدث يُعد نقلة نوعية في وعي المجتمع السعودي بأهمية التبرع بالدم باعتباره واجبًا إنسانيًا ووطنياً يسهم في إنقاذ الأرواح. وأبان مصطفى الأسود -مشرف منطقة التبرع بالدم ومنسق الحملات- ل"الرياض" أن حملة التبرع التي تم تنفيذها تأتي في إطار الحملة الوطنية للتبرع بالدم التي يشهدها مستشفى القطيف المركزي، التي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التبرع الطوعي وضمان توفير إمدادات آمنة ومستدامة من الدم ومكوناته، مضيفاً: "من أبرز الفوائد التي تعود على المتبرع هي تحفيز نخاع العظم على إنتاج خلايا يافعة قادرة على حمل الغذاء والأكسجين بكميه كافيه لتغذية أجزاء الجسم بها ما يؤدي إلى زيادة النشاط والحيوية". وعن الجانب الانساني قال: ما قام به ولي العهد الأمين انعكس في شكل ملفت جداً على الإقدام على التبرع، مضيفاً أن التبرع بالدم الكامل يفصل إلى ثلاثة أجزاء وهي كريات الدم الحمراء وتعطى لمن يحتاج نقل دم فقط، والمكون الثاني هو البلازما ويستخدم في الحروق والتعرض للنزيف، والمكون الثالث وهو الصفائح الدموية وتستخدم لإيقاف النزيف والأطفال الخدج، من هذا نستنتج أن المتبرع بإمكانه مساعدة ثلاثة مرضى بتبرعه بكيس دم واحد فقط. وأضاف أن أبرز الحالات الطبية المستفيدة بشكل مباشر من وحدات الدم المتبرع تعود لمرضى العمليات أو السرطان أو الحوادث، مبيناً أن احتياج الدم في المنطقة دائم ومستمر، لهذا لابد أن يكون العطاء بمثله لتستقيم الأمور من الفئات التي تحتاج للدم باستمرار كمرضى الثلاسيميا بالدرجة الأولى، حيث كل مريض بالغ من هذه الفئة يحتاج إلى وحدتين دم كل أسبوعين، أي ما يقارب أربعة وحدات شهرياً ليستطيع العيش، وثانياً مرضى السكلسل وهم الفئة المستهلكة للدم في المنطقة، وثالثاً مرضى الغسيل الكلوي، ورابعاً أمراض السرطان، وخامساً الحوادث، وسادساً العمليات بشتى أنواعها من ولادات وجراحة وغيرها. يُذكر أن مستشفى الأمير محمد بن فهد العام والأمراض الوراثية شهد حملات تبرع تم تنفيذها بالتعاون مع المستشفى ووحدة التبرع بالدم الأسبوعية بجمعية العوامية الخيرية، منها 728 وحدة دم خلال 2024، تمثل 89 % من المتقدمين الذين بلغ عددهم 825 متبرعاً، واستبعد منهم 97 متبرع خلال الفحوصات الأولية يمثلون ما نسبته 11 %، وشارك في تنظيم الفعالية 58 متطوعاً قدموا خلالها 1700 ساعة تطوعية، ما نتج عن استقبال الوحدة لأعلى عدد من وحدات التبرع بالدم خلال شهري مايو وديسمبر، إذ بلغت 122 وحدة دم لكل شهر، في حين جاءت باقي شهور العام بوحدات أقل تفاوتت بين 26 و84 وحدة خلال الشهر، نتيجة لتوقف الوحدة عن العمل في بعض الأسابيع.