من الطبيعي أن تصاحب كل تجربة جديدة في كرة القدم السعودية موجة من الجدل وتباين الآراء، خاصة حين تخرج عن المُتعارف عليه وتطرق أبوابًا لم يعتدها الجمهور والإعلام المحلي، تجربة إقامة بطولة السوبر السعودي في "هونغ كونغ" أثارت الكثير من النقاشات حول جدوى الفكرة وأهميتها، وتعرضت لبعض الانتقادات ولم تخلُ من بعض المبالغة في التشاؤم أو حتى الهجوم غير المبرر أحيانًا! والحقيقة أن خطوة كهذه ليست مجرد محاولة تسويقية أو استعراض خارجي، بل إنها تجربة قد تهدف لاستكشاف أسواق جديدة واختبار مدى جاذبية الكرة السعودية خارج حدودها، ومن الطبيعي أن تواجه انتقادات على صعيد الحضور الجماهيري أو تفاعل الشارع الرياضي في بلد لا تمثل فيه البطولة أولوية، لكن هذا لا يعني أن التجربة بلا فائدة، بل على العكس هي فرصة حقيقية لمعرفة نقاط القوة والضعف في المنتج الكروي السعودي ويساعد في جمع بيانات واقعية تساعد على تطوير مستقبل البطولات! وطبيعة كل تجربة جديدة، تحتمل النجاح كما تحتمل الإخفاق، لكن لا يمكن إنكار أنها نافذة مهمة لاختبار مدى جاذبية كرتنا خارجياً، فكل تطور وتجديد يبدأ من تجربة، وأحيانًا تصيب وأحيانًا تخطئ، لكن القيمة الحقيقية تكمن في القدرة على التعلم والاستفادة من كل خطوة، مع ضرورة التفكير بعقلية منفتحة ومرنة تقبل التغيير وتبحث عن الأفضل، من هنا يمكن أن نواكب العالم ونصنع الفرق في مستقبل رياضتنا. البقاء في دائرة المألوف والتقليدي لن يحقق لنا التقدم ولن يمكننا من مواكبة العالم إذا فعلًا لدينا (مشروع) فالتجديد يتطلب شجاعة وقبولاً للنتائج سواء كانت إيجابية أو سلبية وهذا دليل وعي وثقة، ومن المهم أن نبتعد عن العاطفة والتسرع في الأحكام، وأن ننظر لأي تجربة بانفتاح ونستفيد منها بغض النظر عن نتيجتها، النقد البنّاء يصنع الفارق، أما الهجوم غير المبرر فلا يخدم إلا من يريد البقاء في نفس المكان، دعوة لأن نمنح أنفسنا مساحة للمحاولة والخطأ، حتى نستطيع أن نصنع نجاحات وبناء تجارب لمشروعنا قد تُميزنا عن غيرنا! حمود فالح السبيعي