أسف لبناني لوصف باراك الإعلاميين ب«الفوضويين» قالت نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان اورتاغوس من بيروت إن واشنطن تنتظر من السلطات اللبنانية ترجمة تعهداتها نزع سلاح "حزب الله" إلى أفعال، مع قرب انتهاء مهلة منحتها الحكومة للجيش لوضع خطة تطبيقية لذلك. وكلفت الحكومة اللبنانية في الخامس من أغسطس الجيش وضع خطة لتجريد الحزب من سلاحه قبل نهاية الشهر الحالي، على أن يتم تطبيقها بنهاية العام، في خطوة سارع الحزب إلى رفضها. وقالت أورتاغوس خلال مؤتمر صحافي عقب لقائها الرئيس اللبناني جوزيف عون، برفقة الموفد الأميركي توم باراك "لقد تشجعنا كلنا كثيرا بالقرار التاريخي الذي اتخذته الحكومة قبل بضعة أسابيع، لكن المرحلة الآن ليست لمجرد أقوال، بل لأفعال". وأضافت "نحن هنا لمساعدة الحكومة اللبنانية على المضي قدما في هذا القرار التاريخي، وللعمل مع شركائنا في إسرائيل خطوة بخطوة. لذا، مع كل خطوة ستتخذها الحكومة اللبنانية، سنشجع الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ الخطوة نفسها". وجاءت مواقف الموفدة الأميركية غداة وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قرار الحكومة اللبنانية بأنه "بالغ الأهمية". وقال بيان صادر عن مكتبه "في حال اتخذ الجيش اللبناني الخطوات اللازمة لتنفيذ عملية نزع سلاح حزب الله، ستبادر إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات موازية"، تشمل "خفضا تدريجيا لوجود الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع الآلية الأمنية التي تقودها الولاياتالمتحدة". وكان لبنان ينتظر من الوفد الأميركي أن يحمل ردّا إسرائيليا على ورقة أميركية حول جدول وآلية نزع ترسانة "حزب الله" تشمل أيضا ترتيبات أمنية عند الحدود وانسحاب إسرائيل من نقاط تتواجد فيها في جنوبلبنان. وقال باراك للصحافيين في القصر الرئاسي "سبب عدم تمكّنهم من الرد بشكل محدد هو أننا لم نزودهم التفاصيل بعد". وأوضح أن الحكومة اللبنانية مع انتهاء المهلة الممنوحة للجيش نهاية الشهر الحالي ستقول "هذا هو المقترح بشأن نيتنا نزع سلاح حزب الله"، موضحا أن الإسرائيليين "عندما سيرون ذلك، سيقدمون اقتراحا مضادا يوضح ما سيفعلونه بشأن الانسحابات والضمانات الأمنية عند حدودهم". واعتبر باراك أن ما أدلت به اسرائيل حتى اللحظة "تاريخي"، مع تأكيدها "نحن لا نريد احتلال لبنان، ونحن سعيدون بالانسحاب" من الجنوب، و"سنلبي توقعات الانسحاب هذه بخطتنا، بمجرد أن نرى الخطة الفعلية لنزع سلاح حزب الله". واستبق حزب الله وصول الوفد الأميركي الى بيروت بتجديد رفضه تسليم سلاحه. وقال أمينه العام نعيم قاسم الاثنين "فليكن معلوما لديكم، السلاح الذي أعزّنا لن نتخلى عنه"، مضيفا "من أراد أن ينزع هذا السلاح يعني أنه يريد أن ينزع الروح منا". وقال الموفد الأميركي توم باراك إن واشنطن ستوافق على تمديد مهمة قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان لمدة عام، رغم إعلان الولاياتالمتحدة وإسرائيل سابقا معارضتهما للخطوة. هذا وأعربت رئاسة الجمهورية اللبنانية عن أسفها لتصريح باراك الموجه إلى الصحافيين من القصر الجمهوري. واستهجن مجلس نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع في لبنان تصريحات باراك التي وصف فيها الإعلاميين اللبنانيين بالفوضويين. وأصدرت رئاسة الجمهورية بياناً قالت فيه " تأسف رئاسة الجمهورية للكلام الذي صدر عفواً عن منبرها من قبل أحد ضيوفها اليوم وهي إذ تشدد على احترامها المطلق لكرامة الشخص الإنساني بشكل عام، ويهمها أن تجدد تقديرها الكامل لجميع الصحفيين والمندوبين الإعلاميين المعتمدين لديها بشكل خاص، وتوجه إليهم كل التحية على جهودهم وتعبهم لأداء واجبهم المهني والوطني". واستهجن مجلس نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع في بيان، "تصريحات الموفد الأميركي توم باراك من أمام القصر الجمهوري، وأكدت النقابة "ضرورة تقديم الاعتذار العلني والفوري من المسؤول المعني، حفاظًا على الاحترام المتبادل وكرامة الإعلام الوطني وثقة المواطنين بمؤسسات الدولة". من جهة ثانية أصدر مكتب وزير الإعلام بول مرقص بياناً قال فيه "يأسف مكتب وزير الإعلام الدكتور بول مرقص، الموجود خارج لبنان، لما بلغه من تصريح صدر عن أحد الموفدين الأجانب تجاه مندوبي وسائل الإعلام في القصر الجمهوري". وأكّد أن الإعلام اللبناني والزميلات والزملاء الإعلاميين يقومون برسالة نبيلة في نقل الخبر والحقيقة، رغم كل الصعوبات والتحديات، ضمن إطار من المهنية والالتزام". وشدّد على أنّه "يحرص على كرامة كل فرد منهم ومكانتهم على نحو مطلق ويعتزّ بهم". من جهة أخرى توغّلت قوة إسرائيلية الثلاثاء، إلى الوادي الواقع في سفح تلة الحدب وإلى خلة وردة في أطراف بلدة عيتا الشعب في جنوبيلبنان، وقامت قبل ظهر أمس بتوسعة موقعها عند أطراف بلدة عيترون الجنوبية. وأعلنت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية أن الجيش الإسرائيلي "قام بأعمال توسعة لموقعه المستحدث في تلة جل الدير عند الاطراف الجنوبية لبلدة عيترون ، ورصدت جرافة كبيرة تعمل في فترة قبل ظهر الاربعاء على إزالة الصخور وأعمال جرف." كما قامت القوات الإسرائيلية بعملية تفجير فجر الأربعاء، في بلدة كفركلا الحدودية في جنوبلبنان.