المساعدات الإغاثية أنقذت أرواحًا وأثبتت أن العمل الإنساني مؤسسي ومستدام في ذروة الأزمة التي يعيشها السودان، حيث تتقاطع نيران الحرب مع معاناة المدنيين، برزت المملكة العربية السعودية كصوت العقل ويد العون، حاضرة في الميدان الإنساني والسياسي معًا، انطلاقًا من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، بوقوف المملكة سندًا للشعب السوداني وحافظةً لما تبقى من مقومات حياته، ومفتوحةً أمامه نوافذ الأمل. وبهذا الدور المزدوج، الإنساني والسياسي، تكرّس المملكة حضورها الفاعل في الأزمات الإقليمية، مؤكدة أن رسالتها تتجاوز حدود المساعدات العاجلة لتؤسس لنهج استراتيجي يجمع بين إغاثة الإنسان وصناعة الحلول. وقد أجمع عدد من الكتاب والصحافيين السودانيين على أن الدور السعودي لم يكن مجرد مساهمة عابرة، بل موقف استراتيجي متكامل الأبعاد جمع بين الإغاثة الفورية والتحرك الدبلوماسي الفاعل. الكاتب والصحافي الصادق جاد المولى: وصف الموقف السعودي بأنه "موقف متكامل الأركان"، وعبر عن بالغ امتنانه للموقف السعودي، قائلًا: «إن القرارات التي صدرت بتمديد الزيارات للسودانيين واستثنائهم من بعض الإجراءات المعمول بها لم تكن مجرد تسهيلات إدارية وإنما كانت صمام أمان لآلاف الأسر التي وجدت في المملكة ملاذًا يحفظ كرامتها في وقت عصفت فيه الحرب بكل أشكال الاستقرار في الداخل السوداني». موضحًا أن المملكة «قدمت سلالًا غذائية وأدوية وخدمات صحية عاجلة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، وفي الوقت ذاته تحركت دبلوماسيًا لتخفيف التصعيد وتهيئة أرضية للحوار»، معتبرًا هذه المقاربة «نادرة في أوقات الأزمات، وتؤكد إدراك المملكة أن إطعام الجائع ومعالجة المريض يجب أن يسيرا جنبًا إلى جنب مع معالجة جذور الأزمة». من جانبه، أعرب الكاتب والصحافي، عامر آدم إسماعيل، عن امتنانه للموقف السعودي، مؤكدًا أن «ما قامت به الرياض في جمع الأطراف السودانية على طاولة الحوار وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية، خفف من وطأة المأساة وأعطى بارقة أمل بأن الحلول لا تزال ممكنة متى توافرت النيات». وفي السياق نفسه، أشادت الأديبة الدكتورة عبير زين ب«الموقف الإنساني النبيل» للمملكة، مؤكدة أن «استثناء الزائرين السودانيين من بعض القيود كان له أثر بالغ في استقرار أوضاع كثير من الأسر التي كانت مهددة بالتشتت»، مشيرة إلى أن المساعدات السعودية «وصلت إلى أكثر المناطق تضررًا حاملة الغذاء والدواء، مقدمةً دعمًا حقيقيًا للمنكوبين». أما الإعلامي تاج الأصفياء عبدالمنعم، فقد شدد على أن «المملكة تعاملت مع الأزمة السودانية باعتبارها قضية تمس أمن واستقرار الإقليم»، موضحًا أن «القرارات السعودية خففت الضغط عن آلاف العائلات وأعطتها فرصة لإعادة ترتيب حياتها»، مضيفًا أن الرياض «لم تكتف بالدعم الإنساني بل بادرت إلى رعاية مبادرات سياسية أسهمت في تيسير وصول المساعدات إلى الداخل». وفي شهادة مؤثرة، أعربت الصحافية مشاعر أحمد، عن انبهارها بالمشاهد التي رافقت وصول المساعدات السعودية، قائلة: «رأينا بأعيننا كيف تدخل الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء إلى مناطق كانت على حافة المجاعة، وهذا ليس دعمًا رمزيًا بل مساعدة حقيقية أنقذت أرواحًا وخففت معاناة آلاف الأسر»، مؤكدة أن ما تقوم به المملكة «يثبت أن عملها الإنساني مؤسسي ومستدام لا يرتبط بموسم ولا ظرف». المساعدات السعودية تصل إلى السودان تاج الأصفياء عبدالمنعم عبير زين عامر آدم إسماعيل الصادق جاد المولى مشاعر أحمد