في صباح يوم أمس الأحد عاد طلاب وطالبات التعليم العام في 11 منطقة، ومحافظة الأحساء، إلى مقاعد الدراسة مع بداية العام الدراسي الجديد 1447ه. وانطلقت مدارس المملكة هذا العام بسلاسة تنظيمية واحترافية عالية، بحضور قوي من وزارة التعليم والإدارات التعليمية المحلية التي أكدت على الانطلاقة المنضبطة للجميع. وفق حوكمة متكاملة تهدف إلى رفع كفاءة العملية التعليمية وتعزيز مخرجات التعلّم. وسيلتحق طلاب وطالبات التعليم العام في مناطق مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ومحافظتي جدةوالطائف بمقاعد الدراسة الأسبوع الذي يليه وفق التقويم الدراسي. وقد افتتح وزير التعليم مسار العام الدراسي الجديد برسالة ترحيبية وداعمة، حيث قال في منشور رسمي: «أبنائي الطلاب والطالبات، زملائي المعلمين والمعلمات، أُرحّب بكم مع انطلاقة العام الدراسي الجديد، عام تُجدّد فيه منظومة التعليم التزامها بقيم الانتماء الوطني والالتزام والتعاون، نُجسّدها في تعليمنا قيم، ونتكامل فيه مع الأسرة والمجتمع لتفعيلها؛ لنجعل من هذا العام محطة إنجاز وتميّز. وعبّرت الرسالة عن الدفء والاستعداد، مع تركيز على الهوية الوطنية وقوة التجديد في منظومة التعليم. وهذا الأسلوب يؤكد حرص الوزارة على انضباط الطلاب وتهيئتهم لمكان تعليمي محفز منذ أول دقيقة في المدرسة. وتعكس هذه الخطوات الواقع في الميدان وتعزيز الثقة بالتحضيرات على أرض المدارس. وهنا مفصل في هذا التقرير الإحصائي انطلاقة العام الدراسي 1447ه في 11 منطقة تعليمية في المملكة. إحصائيات تعليمية «أبرز الأرقام والإحصائيات التي جمعناها في هذا التقرير كالآتي: أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة انتظموا في مدارس التعليم العام ضمن 11 منطقة تعليمية ومحافظة الأحساء، وما يزيد على 32 ألف مدرسة في مختلف مناطق المملكة استقبلت الطلبة بكامل جاهزيتها. ويشرف على العملية التعليمية نحو نصف مليون معلم ومعلمة، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف معلم ومعلمة بنظام التعاقد المكاني تم استقطابهم لإثراء العملية التعليمية. وسوف نتناول تفصيل الأعداد في بعض المناطق التعليمية والانطلاقة التعليمية المتميزة كانت في 11 منطقة بالمملكة لعام 1447ه ففي الرياض، استقبلت المدارس الطلاب في 6,873 مدرسة، بحضور يفوق 2,840,000 طالب وطالبة، بينما شهدت المنطقة الشرقية انتظام أكثر من 700 ألف طالب وطالبة في مدارسها المختلفة. وفي منطقة القصيم، التحق أكثر من 320 ألف طالب وطالبة في 2,103 مدارس، في حين بدأت مدارس عسير استقبال ما يزيد على 525,595 طالبًا وطالبة موزعين على 3,430 مدرسة. أما في منطقة تبوك، فقد التحق نحو 211,372 طالبًا وطالبة في 1,209 مدرسة، بينما انتظم أكثر من 100,500 طالب وطالبة في مدارس الحدود الشمالية البالغ عددها 426 مدرسة. كما استقبلت منطقة حائل ما يقارب 180,000 طالب وطالبة في أكثر من 1,300 مدرسة، وبلغ عدد الطلاب في منطقة الجوف 168,494 طالبًا وطالبة في 937 مدرسة. وفي منطقة جازان، انتظم أكثر من 351,535 طالبًا وطالبة في 2,556 مدرسة، فيما التحق ما يزيد على 183,302 طالب وطالبة في مدارس نجران البالغ عددها 980 مدرسة. أما منطقة الباحة فقد بدأت عامها الدراسي باستقبال أكثر من 80 ألف طالب وطالبة في 760 مدرسة موزعة على محافظاتها. وتأتي هذه الأرقام ضمن خطة وطنية شاملة لتهيئة بيئة تعليمية محفزة من اليوم الأول، من خلال توفير جميع الكتب الدراسية، واستكمال الصيانة والتجهيزات، ودعم المدارس بكوادر تعليمية بلغت نحو نصف مليون معلم ومعلمة، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف معلم ومعلمة بنظام التعاقد المكاني «رسائل ترحيبية» وبدأت الوزارة العام انطلاقة اليوم الدراسي الجديد برسالة ترحيبية تحمل بعدًا إنسانيًا ووطنيًا، مؤكدّة على المُثُل والقيم التي تحكم منظومة التعليم. ووضعت أهمية تنظيم بداية اليوم الدراسي في مقدمة أولوياتها، بما يسهم في انضباط الطلاب وتحفيزهم نفسيًا منذ الدقيقة الأولى. ويعكس هذا التنسيق بين الترحيب والانضباط الفعلي في الميدان، مدى الالتزام المؤسسي بنجاح الانطلاقة التعليمية لهذا العام. وانتظم الطلبة في مدارسهم بعد أن أكملت وزارة التعليم استعداداتها لبداية العام الدراسي، والانتهاء من جاهزية 32 ألف مدرسة للتعليم العام في المناطق والمحافظات، وفق الخطة الإستراتيجية للوزارة بتمكين المدارس وهيئاتها التعليمية ورفع كفاءاتها التشغيلية وتعزيز حوكمتها، من خلال إسناد جميع أعمال التشغيل والصيانة وإدارة جودة البيئة المدرسية وتجهيزها بنسبة 100 % لشركة تطوير التعليم القابضة. وتكاملت الجهود في قطاعات الوزارة لبدء عام دراسي جديد، مع اكتمال الأعمال المنوطة باللجان المشكّلة والإدارات المختصة، وذلك على مستوى إدارات ومكاتب التعليم والمدارس، والفرق الميدانية التي تقوم بالزيارات الميدانية والمتابعة المستمرة للأعمال المنفذة داخل المدارس، ضمن منظومة تشمل الطواقم التعليمية والإشرافية والإدارية. وبذلت وزارة التعليم جهوداً كبيرة في توفير بيئة تعليمية متكاملة تسهم في بناء جيل واعٍ ومبدع، حيث أنهت الاستعدادات لاستقبال الطلبة في مدارسهم منذ وقت مبكر، مع عودة أكثر من نصف مليون معلم ومعلمة إلى مدارسهم في بداية الأسبوع الماضي، وانضمام أكثر من 10 آلاف معلم ومعلمة بنظام التعاقد المكاني في جميع الإدارات العامة للتعليم للعام الدراسي الجديد، وكذلك تجهيز المباني والقاعات الدراسية، وتوصيل الكتب لتوزيعها في المدارس، إضافة إلى تنظيم برامج استقبال إرشادية وتوعوية لتهيئة الطلاب والطالبات للانتظام في الدراسة منذ اليوم الأول. ومع انطلاق العام الدراسي ركزت الوزارة على تعزيز القيم لدى الطلاب والطالبات والمجتمع التعليمي، من خلال تأصيل الانتماء للوطن، والأمانة في العمل، والتعاون والتسامح، والعزيمة والالتزام ضمن بيئة تعليمية محفزة. «فرحة وترحيب» وهذه باقة من اقتباسات مباشرة من حساب وزارة التعليم وإدارة تعليم الرياض والمنطقة الشرقيةوالقصيم على منصة إكس حول سلاسة انطلاقة العام الدراسي 1447ه، وكيف كان الاستقبال والترحيب، ففي تغريدة لمدير التعليم في الحساب الرسمي لإدارة تعليم الرياض جاء فيها: «أبنائي الطلاب والطالبات، زملائي المعلمين والمعلمات، أُرحّب بكم مع انطلاقة العام الدراسي الجديد، عام تُجدّد فيه منظومة التعليم التزامها بقيم الانتماء الوطني». والتغريدة تشير إلى توحيد رسائل الوزارة والإدارات العامة للتعليم بالمنطق في تفعيل الترحيب والالتزام الوطني في بداية العام الدراسي. والتغريدات تشير إلى ترحيب وجاهزية الإدارات التعليمية، فتعليم الرياض كانت تغريدته ترحيباً بعودة الكوادر التعليمية والإدارية وتأكيد مضاعفة الجهود مع بداية العام؛ استقبال المدارس لطلبتها صباح اليوم. أما تعليم الشرقية فأعلنت عن استعدادها لاستقبال أكثر من 700 ألف طالب وطالبة مع خطط تشغيلية شاملة تشمل السلامة والتوجيه الطلابي. وتعليم القصيم أعلن عن استقبال أكثر من 320 ألف طالب وطالبة في 2103 مدارس لكافة المراحل. وتكمن ملامح الانطلاقة هذا العام إطلاقها وفق حوكمة تشغيلية لرفع كفاءة العملية التعليمية وتعزيز المخرجات. وصاحب ذلك ارتياح وترحيب مجتمعي بقرار العودة إلى نظام الفصلين لما يعزّز التركيز والتنظيم. والانطلاقة التي تمت الأحد 24 أغسطس 2025 (1 ربيع الأول 1447ه) في 11 إدارة تعليمية، مع تأجيل أسبوع لأربع إدارات كبرى (مكة، المدينة، جدة، الطائف). كشف مشهدها العام عن الاتسام بجاهزية عالية وترحيب واسع من الإدارات، مع أرقام ضخمة، وهي 6 ملايين طالب/ة و32 ألف مدرسة، وكوادر تعليمية كبيرة تدير العملية في أول أيام تطبيق نظام الفصلين. «استنتاجات مهمة» أعلنت وزارة التعليم، إثر موافقة مجلس الوزراء على اعتماد نظام الفصلين الدراسيين للعام القادم 1447/1448ه، أن القرار جاء بعد دراسة شاملة شارك فيها المعلمون والطلبة وأولياء الأمور لتقييم النظام الثلاثي السابق. والدراسة أكدت أن جودة التعليم لا تُقاس بعدد الفصول، بل تعتمد على مؤثرات أساسية مثل تطوير المعلمين والمناهج وتعزيز الحوكمة وتمكين المدارس، مع الحفاظ على الحد الأدنى من أيام الدراسة (180 يومًا) بما يتماشى مع معايير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومجموعة العشرين. وحول تفاعل المجتمع وأولياء الأمور حتى الآن، لم تُنشر ردود فعل واسعة من أولياء الأمور أو الطلاب على وسائل الإعلام التقليدية. لكن ثمة نقاشات سابقة عبر بعض المنصات تُظهر أن بعض الطلاب وآباءهم كانوا يفضلون النظام الثلاثي لقصر الفصول والفرص المتكررة للاستراحة فولي أمر عبر في تغريدة عن رأيه بقوله: صراحة جداً مبسوط بالثلاثة أترام لأن شهرين مدة جميلة للعمل على مهاراتي واكتساب خبرات" بينما عبر آخرون عن التحديات التي واجهها الطلاب في النظام الثلاثي، مثل ضيق الوقت وانتهاء المناهج قبل نهاية الفصل. وهناك آراء مجتمعية غير رسمية فبالرغم أن هذه الآراء ليست ممثلة لغاية الآن في الإعلام الرسمي، فإنها تكشف عن انقسام بين أولياء الأمور والطلاب: البعض يشعر براحة أكبر مع فصول أقصر (ثلاثة فصول)، فيما يرى آخرون أن التحول إلى فصلين يمكن أن يدعم استمرارية التعلم والتركيز. وهو ما يتوافق مع تقييم الوزارة بأن جودة التعليم لا تعزز بالنظام، بل بتطوير المنظومة التعليمية بشكل كامل. والقرار بنظام الفصلين الدراسيين أصبح معتمدًا للعام الدراسي المقبل (1447/1448ه، استنادًا إلى دراسات شاملة شارك فيها مختلف المعنيين في النظام التعليمي. والردود الأولية لا تزال محدودة على المستوى الإعلامي الرسمي. كما أن التفاعل الطلابي الملموس عبر بعض منصات يعكس مزايا النظام الثلاثي للمذاكرة المتقطعة، كما يسلّط الضوء على ضغوطه كذلك. والتفسير أن الوزارة ترى أن إعادة النظام لا ترتكز على عدد الفصول، بل على الاستثمار الفعلي في جودة التعليم، وهي تسعى لتحقيق ذلك من خلال أدوات شاملة ومحسنة ضمن رؤى تطويرية مستدامة.