جمهورك سوف يقبل الهزيمة لو لعبتَ لعبًا لم يحالفك فيه الحظ للفوز، ولا يُلام المرء بعد اجتهاده، أي يعني بعد ما يقدّم كل شيء. وقد يوعز هذا الأمر لعامل عدم التوفيق، ولكن إن تحققت الخسارة مع انعدام الروح وانخفاض حاد للمستوى، لن يكون هذا الشيئا مقبولًا ولا مرضيًا بكل تأكيد. الاتحاد، حامل لقب الدوري مع كأس الملك الموسم المنصرم، خرج من كأس السوبر في هونغ كونغ الصينية بطريقة مريرة بعد خسارته من أمام النصر بهدفين مقابل هدف. والمخجل في الأمر أن لاعبي الاتحاد لم يستغلوا خروج لاعب النصر، ساديو مانيه، بالبطاقة الحمراء في الدقيقة خمس وعشرين. والعكس في ذلك، ظهر النصر وكأنه هو مكتمل العناصر، بينما الاتحاد هو الناقص كليًا! وطوال التسعين دقيقة، تشعر أنهم حضروا للصين أجسادًا فقط، بينما روحهم نسوها هناك في جدة! حتى المدرب، لوران بلان، الذي أشدنا به العام الماضي، لكنه عجز عن صنع الحلول واكتفى بالفرجة على لاعبيه السيئين داخل أرض الميدان دون أي تغيير في الأسماء والتكتيك. وبعد ما "طارت الطيور بأرزاقها" في الدقيقة ثمانين، بدأ يغيّر، ولكن بعد ما تمكّن الخصم وفات الأوان! ولا لاعب في الاتحاد قدّم مستوى يستحق الاستثناء عن بقية زملائه، وهذا ينذر بالخطر على موسم ربما يكون صعبًا للغاية على جماهير نادي الاتحاد. والخوف، لو استمر الوضع على ما هو عليه، لا قدر الله، من غير حدوث إضافات في بعض المراكز، خاصة في المحور ليكون بديلًا لفابينيو، وصانع لعب لحسام عوار، قد يخسرون كافة البطولات مثلما خسروا كأس السوبر. ختامًا: أتذكر تصريحًا للمدير الرياضي بنادي الاتحاد، رامون بلانيس، مع ختام الموسم الماضي، كان يقول: «سنراقب سوق الانتقالات حتى آخر لحظة»، وأنا أقول: لا تكتفِ بالمراقبة يا رامون، بل سارع في العمل على إنهاء الصفقات المفيدة حتى لا تتحسر في نهاية الفترة.