منذ عام 2019 والإدارات المتعاقبة على نادي النصر لم تُحسن اختيار المدربين، وكأن هذا الملف أصبح نقطة ضعف مزمنة تعيد نفس الأخطاء في كل موسم، تتكرر تجارب الأسماء غير المناسبة أو التعاقدات المتسرعة دون رؤية أو مشروع واضح، فتنعكس النتائج سلبًا على أداء الفريق، وتُهدر المواهب والإمكانات!. ولك أن تتخيل حجم التخبط الإداري حين تنظر إلى فترة إدارة مسلي، حيث تعاقدت الإدارة مع مدربين من مختلف المدارس والجنسيات، في محاولات عشوائية تفتقد للثبات والرؤية الواضحة، كان أفضلهم الفرنسي رودي جارسيا، الذي استطاع أن يتصدر الدوري ويحقق استقرارًا فنيًا ملحوظًا، لكن المفاجأة كانت في إقالته بطريقة غريبة وفي توقيت حساس، وهو على قمة الترتيب، لتخسر بعدها الصدارة والدوري معًا!. هذه القرارات العشوائية تعكس غياب الفكر الحقيقي، وبدلاً من البناء على ما تحقق مع جارسيا -في تلك الفترة- دخل الفريق في دوامة جديدة من التغييرات والنتائج السلبية. مثل هذه التصرفات تبرهن أن الإشكال ليس في أسماء المدربين فقط، بل في غياب الرؤية الإدارية والتخطيط وهو ما جعل النادي يدفع الثمن موسمًا بعد آخر!. وقس على ذلك من جاء بعد إدارة مسلي، بل وحتى من سبقوه كالسويكت والحلافي حين تسلموا فريقا بطلا ومنظما إداريًا وماليًا وتم تفكيكه، إذا استمر نفس النهج في سوء اختيار المدربين وغياب المشروع الفني الواضح. الإدارات تتغير، لكن الأخطاء ذاتها تتكرر!. كل إدارة تأتي بوعودها، لكنها في النهاية تقع في ذات الفخ: تغييرات متكررة، فلسفات متضاربة، وسوء تقدير لاحتياجات الفريق!. والنتيجة عدم استقرار فني، غياب للهوية داخل الملعب، وكثرة الأعذار بعد كل إخفاق، وحتى الآن لم تظهر إدارة تملك رؤية فنية واضحة في اختيار المدرب القادر على القيادة الفنية بكل اقتدار ووضوح في متطلبات المرحلة!. اللاعب بين مطرقة الإدارات وسندان التخبط الفني! لو أردنا تقريب الصورة أكثر، يمكنني ضرب مثال عملي يوضح حجم المشكلة الناتجة عن عدم الاستقرار في اختيار المدربين: لو افترضنا أنك تعمل في شركة أو مدرسة أو وزارة، وكلما تم تعيين مدير جديد وشرح لك خطته وبدأت تفهم منهجه وطريقة عمله، لم تمضِ فترة قصيرة حتى يتم تغييره فجأة ويأتي مدير آخر بأفكار جديدة ومدرسة مختلفة، فتبدأ من جديد في محاولة التأقلم معه وفهم ما يريد، وبعد شهرين أو ثلاثة، يتكرر السيناريو ويتم جلب مدير ثالث، وتدخل في نفس الدوامة!. في مثل هذه البيئة، حتى وإن كنت من أكفأ الموظفين وأكثرهم التزامًا، ستجد نفسك مشتت الذهن، غير قادر على تحقيق نتائج حقيقية أو التطور في عملك، لأنك طوال الوقت تعيد البناء من الصفر مع كل تغيير إداري!. هذا بالضبط ما يحدث مع اللاعبين عندما تتغير الإدارات والمدربين بشكل متكرر؛ يفقد الفريق هويته الفنية، ويضيع الاستقرار، وتتبخر فرص النجاح، مهما كانت جودة العناصر المتوفرة. الاستمرارية والوضوح في الرؤية هما أساس النجاح، وأي إخلال بهما يعني الدوران في حلقة مفرغة من الإخفاقات. ما وصل له النصر اليوم هو نتيجة تراكمات لسنوات من العمل المرتبك، من إدارات لم تستطع بناء منظومة احترافية تدير ملف المدرب باحترافية وهدوء. كل إدارة جاءت بوعد الإصلاح، لكنها سرعان ما تكررت أخطاؤها، فظل الفريق يدفع ثمن غياب التخطيط وعدم الصبر على (مشروع تدريبي متكامل)!. ها هو الواقع يُعرّي الجميع وتتوه الخطى بين اجتهادات أبناء النصر وتجارب الإدارات المتعاقبة، واليوم تقف العيون معلّقة بذلك الحضور البرتغالي الذي جلبه الدون لعل في روحه الاحترافية ما يجدي نفعًا وكأنما هو آخر خيط في قصة لا تزال تنتظر من يكتب لها نهاية تليق بعشاق الشمس!.