حين أعلن بن هاربورغ، رجل الأعمال الأمريكي ورئيس مجموعة "هاربورغ غروب"، عن استحواذه الكامل على نادي الخلود السعودي، بدا واضحًا أنه لم يأتِ لينفق الأموال على صفقات شراء نجوم عالميين، ترهق خزينة النادي، بل جاء لبناء فريق قوي من الداخل، عبر استراتيجية الاستثمار في المواهب السعودية الشابة، وهي استراتيجية صعبة وتحتاج وقتاً طويلاً، لكنها تحقق الاستدامة والربحية. الجميل أن هاربورغ، الذي وصف الدوري السعودي بأنه "فرصة استثنائية للنمو"، يؤمن أن كرة القدم الحديثة لا تُقاس بحجم الأموال التي تُنفق، بل بذكاء التخطيط وقدرة النادي على إنتاج جيل جديد من المواهب التي تحقق المجد لسنوات طويلة. من هنا، جاءت استراتيجيته التي تهدف لإنشاء منظومة تطوير مواهب متكاملة، تبدأ من الفئات السنية، مرورًا بالتأهيل البدني والنفسي، انتهاءً بصقل المهارات التكتيكية عبر استخدام أحدث تقنيات التحليل الرياضي. ويرى بن هاربورغ، أن الاستثمار في النشء هو الاستثمار الحقيقي، وأن الرهان الأكبر لكرة القدم السعودية، هو رؤية هؤلاء الشباب يقودون المنتخب السعودي في كأس العالم 2034، الذي ستستضيفها المملكة العربية السعودية، وهذه الرؤية هي التي سيعمل على تحقيقها نادي الخلود، لتضعه في موقع فريد بين أندية الدوري، بحيث يكون النادي مصنعًا للمواهب، لا مجرد محطة عبور لأسماء لامعة تبحث عن عقود ضخمة قبل نهاية مسيرتها الرياضية. أختم بأن أكثر شيء أعجبني في تصاريح (المستثمر) بن هاربورغ، هو أن لديه هدفا محددا واستراتيجية واضحة، والأجمل أنه أعلن عنها بوضوح أمام الملأ كي يكون لدى جماهير النادي علم وتصور عن مستقبل ناديهم والاستراتيجية التي سيسير عليها. والتي قد لا تتحقق نتائجها في موسم أو موسمين، لكنه واثق من أن نادي الخلود بتنفيذ هذه الرؤية، سيصبح اسمه مرتبطاً ببناء كرة قدم سعودية، تحاكي العالمية من خلال مخرجات الفئات السنية، لا بشراء النجوم.