أجمع عدد من المواطنون بأن تنويع المرافق والخدمات السياحية وتطويرها خلال السنوات القليلة الماضية، ساهم في تشجيع المواطنين والمقيمين على قضاء الإجازات السنوية، أو جزء منها في المنطقة الشرقية، في ظل توافر الخيارات والفعاليات السياحية على مدى أشهر الصيف، وذلك بعد أن اعتادوا استغلال الإجازات السابقة للسفر إلى الخارج مع أسرهم وأصدقائهم، منوهين بوجود العديد من الفعاليات والأنشطة المحلية التي يمكن القيام بها والأماكن التي يمكن زيارتها أثناء الإجازة واصطحاب الأطفال إلى أماكن الترفيه والاستمتاع بأوقات ممتعة مع أفراد العائلة. في الوقت الذي تواصل أمانة المنطقة الشرقية جهودها المتواصلة للارتقاء بجودة الحياة وتحسين المشهد الحضري، حيث نفذت خلال الفترة الماضية حزمة من أعمال الصيانة والتأهيل شملت الحدائق والمسطحات الخضراء والمرافق الترفيهية، في إطار خطتها لتعزيز البنية التحتية للمتنفسات العامة ودعم نمط الحياة الصحي للمواطنين والمقيمين. وأشاروا ل"الرياض" إلى أن تطوير القطاع السياحي ساهم في تغيير سلوك الأسر والأفراد ودفع العديد منهم للبقاء مع الأهل والأصدقاء بالمنطقة، مستغلين ما تزخر به من فعاليات ترفيهية وعروض منوعة سواء كانت في الأسواق الشعبية والمجمعات التجارية أو في المرافق السياحية والأندية والمراكز الرياضية والشبابية، دون إغفال الأماكن السياحية الأخرى، مثل: المنتجعات والفنادق والنزل الريفية والمناطق التراثية التاريخية التي تقدم عروضها الخاصة، ما يوفر مناخاً مناسباً للاستمتاع بأوقات الإجازة وسط أجواء محلية مميزة. التخطيط المسبق للسفر وفي حين أكد محمد بن سعد، أهمية السفر خلال العطلات الرسمية بما فيها إجازة الصيف لتجديد النشاط والترويح عن النفس، لافتاً إلى الفرق الواضح بين ما كانت عليه الشرقية سابقاً وبين ما هي عليه الآن من حيث المرافق السياحية والخدمات والفعاليات، مشيراً مع ذلك إلى أهمية التخطيط المسبق لقضاء الإجازة وتحديد الأماكن وفقاً لقدرات الأسرة المالية واهتماماتهم الشخصية، مبيناً أنه استغنى عن السفر المتكرر إلى وجهات مختلفة مع تحديد احتياجاته ومتطلباته ما جعله يوجه مصاريفه إلى أنشطة ومرافق محلية تلبي رغباتهم. زيادة الأماكن ووجهات التسوق من جهته، أوضح حسن المعيبد، أن المنطقة تزخر بالأماكن والفعاليات والمرافق ووجهات التسوق خلال الإجازة، منوهاً بوجود العديد من البرامج والفعاليات الترفيهية التي تقام في مواقع مختلفة لتعزز من الأجواء الاحتفالية وتنشر السعادة والبهجة بين الجميع، مبيناً أن العديد من المجمعات التجارية ممتلئة بما فيها أغلب الكافيهات والمطاعم، ما يدلل على أن أغلب المواطنين والمقيمين لم يغادروا المنطقة، على عكس ما كان الوضع قبل سنوات، ما أن تبدأ عطلة الصيف حتى يسافر الجميع. تنويع المرافق والخدمات وتطويرها محلياً يغير سلوك الأسر والأفراد الاستثمار السياحي ويعتقد هاني المهيني، أن أفضل استثمار تم خلال السنوات الماضية يتمثل في هذه المرافق السياحية التي تم إنشاؤها، بما فيها المولات الضخمة، والشوارع التجارية، والشوارع التي تستخدم الرذاذ المائي لتلطيف الجو، والألعاب المائية، وعدد من المماشي الرياضية، فضلاً عن مناطق الألعاب الداخلية في المولات والمراكز التجارية والمطاعم والمقاهي، والتي ساهمت في جعل البقاء في المنطقة الشرقية خياراً مناسباً، حيث لم تعد تلك الدول تبهرنا، بل إن أغلب الخدمات متوفرة لدينا وهي الأفضل على الإطلاق، لذلك الاستثمار في هذه المرافق السياحية ودعم القطاع الخاص في ذلك له عوائد على المدى الطويل. ووافقه الرأي في هذا الإطار صالح الدعبل، مبيناً أن المجمعات التجارية بالخبر والدمام والقطيف والظهران والجبيل والأحساء.. وغيرها، ساهمت في دعم الحركة السياحية والتجارية خلال فترة الصيف، ولاقت استحسان المواطنين والمقيمين والسياح الأجانب، خاصة أنها ساهمت في التخفيف عن رواد هذه الأماكن في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الأيام، وهو ما ساهم إلى حد كبير في دعم الحركة التجارية والسياحية في المنطقة. فعاليات الصيف من جهته، أشاد بدر السويدان، المدير العام لإحدى شركات السفريات، بالفعاليات التي تنظمها المنطقة الشرقية خلال فترة الصيف، منوهاً بدورها في إحداث المزيد من التنشيط للسياحة الداخلية. وأكد أن المرافق السياحية والفعاليات التي تنظمها عدد من الجهات سواء سياحية أو ترفيهية تثري رزنامة الأنشطة داخل المملكة من حيث تحقيق الترفيه للعائلات والأفراد الذين يقضون الإجازة داخل مدننا. وأشار إلى أن العديد من المواطنين اعتادوا مع ذلك على قضاء إجازة الصيف في الخارج واختيار الوجهات المفضلة في هذه الأوقات بما فيها الوجهات الأوروبية الأكثر شيوعاً. خدمات لكل الأعمار من جانبه، قال عبدالله اليامي، إن العديد من المواطنين والمقيمين يفضلون البقاء في المنطقة وعدم السفر وذلك لأن الخدمات الترفيهية المقدمة مناسبة لكل الأعمار والجنسيات، وهي تسمح للعائلات بقضاء أوقاتهم في متنفس حقيقي يدخل السرور على أطفالهم، منوهاً بتنوع المعالم والفعاليات السياحية والتي تسمح لكل عائلة باختيار ما يناسبها. وأكد أن مستويات المطاعم والفنادق والمرافق السياحية والنزل الريفية في الشرقية تعد من أفضل المستويات، مشدداً على أهمية أن تولي المنتجعات اهتماماً خاصاً بالنزلاء من المواطنين والمقيمين، من خلال منحهم أسعاراً تشجيعية على اعتبار أن أكثر النزلاء من هذه الفئة يذهبون إلى المنتجعات مع عائلاتهم ويمكنهم تكرار زيارتهم أكثر من مرة خلال السنة، مبيناً أن ذلك يساهم في تشجيع السياحة الداخلية والتي شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة بفضل العديد من البرامج التي تولتها ونفذتها العديد من الجهات. شباب سعودي وقال الإعلامي عيسى المزمومي: "الشرقية لديها أكبر مناطق تستحق الزيارة والسكن سواء فنادق أو منتجعات أو نزل ريفية، منوهاً بما تبذله الجهات المعنية من جهود في هذا المجال، مع توافر جميع البنية التحتية الملائمة من فنادق وأنشطة ومشاريع في جميع المجالات من مقاه ومطاعم يقوم عليها شباب سعودي". تنمية القطاع السياحي وأكد محمد برمان، مستثمر، أهمية ما شهده القطاع السياحي في المنطقة من تطور خلال السنوات الأخيرة سواء على مستوى عدد الزائرين أو على مستوى تطوير البنية التحتية السياحية، منوهاً بأستثمار ما تزخر به المنطقة الشرقية من مقومات السياحة الترفيهية والعائلية، فضلاً عن سياحة الفعاليات والبطولات والمعارض، ومنحها اهتماماً أكبر لتنويع الخيارات السياحية أمام الشباب والأسر وزيادة الجذب السياحي بين المواطنين والمقيمين على اختلاف أذواقهم. ودعا إلى تعزيز دور القطاع الخاص بالاستثمار الحر في القطاع السياحي بوصفه شريكاً في التنمية من خلال منح التسهيلات والمزايا لرجال الأعمال لتعزيز استثماراتهم في المجال السياحي مع ضرورة وضع مخطط شامل لكل منطقة على حدة من مناطق الدولة كافة. وأعرب عن أمله في إعادة تأهيل المزيد من القرى والمناطق الأثرية والتراثية، كونها تمثل حقبة تاريخية ومرحلة ومسيرة مهمة لما شهدته بلادنا من تطور ونماء، مؤكداً أن تأهيلها يمثل امتداداً وربطاً للماضي بالحاضر، وسرداً تاريخياً يروي مسيرة الوطن من البساطة إلى الحداثة، مشيراً إلى أن الترميم يضفي عليها لمسة جمالية خاصة، مع الحفاظ على طابعها الأصلي المميز وعمقها التراثي المحلي، الذي يعكس هوية المكان وثقافته وماضيه. حجم التدفقات المالية فيما يكشف حجم التدفق المتزايد للاستثمارات الدولية في المنطقة الشرقية عن تحوّل نوعي في المشهد الاقتصادي والاستثماري والسياحي، ويعزز ذلك من موقعها كمركز جذب عالمي وواجهة حضرية متكاملة تدعم مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويرفع من وتيرة التوجه للسياحة الداخلية بالمنطقة التي تضم مناطق سياحية وتراثية وتاريخية تستحق المشاهدة. حيث أوضح المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية، فيصل الزهراني، أن المنطقة شهدت تدفقات استثمارية أجنبية تجاوزت قيمتها 1.7 مليار ريال خلال السنوات الأخيرة، في مؤشّر يعكس الثقة الدولية بالمنطقة كمركز اقتصادي واعد وبيئة جاذبة على مستوى المنطقة. وبيّن الزهراني، أن جاذبية المنطقة الشرقية تعود إلى عدة عوامل استراتيجية، أبرزها موقعها الحيوي على الخليج العربي، وبنيتها التحتية المتطورة، إلى جانب بيئة تنظيمية مرنة تتيح تسهيلات كبيرة للمستثمرين، تشمل تبسيط الإجراءات، وتوفير أراضٍ مهيأة لإقامة المشاريع النوعية. المنطقة مقصد سياحي للأسر حسن المعيبد صالح الدعبل عيسى المزمومي فيصل الزهراني محمد برمان محمد بن سعد هاني المهيني بدر السويدان