في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، حيث تتناغم الرمال مع السماء، والحداثة مع الأصالة، يُعيد السعوديون صياغة الجمال في تفاصيل الحياة اليومية ويتقدمون بثقة نحو ساحات كانت يوما حكرا على ثقافات بعيدة. ومن بين هذه الساحات تلمع صناعة المفروشات، كحقل إبداعي حي يُجمّل المساحات، ويمنحها روحًا، ويلبسها هوية. ويعد الذوق السعودي، بما يحمله من إرث عميق، واستلهام عصري، ذوقا يعبر عن الهوية، وقد أصبح اليوم يبتكر، ويُعلّم، ويأخذ مكانته في منصات التصميم العالمية، من قلب الرياض، إلى عواصم الأناقة في العالم. ففي كل ركن من المفروشات السعودية الحديثة، نجد بصمة احترافية تنمو بثبات، مدفوعة بعقول وطنية واعية، ومواهب شبابية تتقن لغة التصميم، كما تتقن لغة الجذور، وجيل جديد من المصممين والمصممات السعوديين يعيدون نكهة التراث برؤية مستقبلية، ويصوغون الجذور في قوالب عصرية، ويُبدعون من البيئات المحلية ما ينافس أشهر دور التصميم العالمية. على سبيل المثال في التفاصيل الصغيرة داخل المنازل، وفي المكاتب، وفي الفنادق تتجلى بصمات سعودية رفيعة، تُراهن على الأناقة دون صخب، وعلى الانتماء دون تصنّع، وعلى الإبداع المحلي دون انغلاق. وفي ظل هذا الوعي المتصاعد، يتقدم الذوق السعودي من المحلية إلى العالمية، مُجدداً تعريف مفردات الراحة، ومقدماً للعالم تجربة سكن تنبض بالدفء. لقد أصبحت صناعة المفروشات في بلادنا صناعة واعدة، تدعمها الدولة، وتحتضنها رؤية 2030، ضمن مشروع وطني متكامل، يهدف إلى تمكين الصناعات المحلية، وتحسين جودة الحياة، وتوطين الذوق، والهوية البصرية. كما تشهد السوق المحلية نُموّاً متزايداً في إنتاج المفروشات، بأيدٍ وطنية، تجمع بين الحرفة والحداثة، وتلبي متطلبات السكن العصري، وتعبّر عن الخصوصية الثقافية للمكان، أيضاً يشكّل هذا القطاع فرصة استثمارية كبرى، تسهم في تنويع الاقتصاد، وخلق الوظائف، وتحقيق الاستدامة، من خلال دعم المصممين، والمبادرات، وتطوير سلاسل التوريد والتصدير. وتبقى الصناعة السعودية، هي صناعة تجمع بين الجمال والفكرة، بين الوظيفة والانتماء، وتفتح آفاقا واسعة للتوظيف، والتصدير، والاستثمار، وهي اقتصاد ناعم، وهوية فخر، ومجال تنافسي، يعكس طموح المملكة في أن تكون مصدراً للجمال، ومركزا لصناعة الذوق الأصيل. كوثر الدليبي