يعد "مركز قرية الفقرة" الواقع غرب المدينةالمنورة من المراكز السياحية الجبلية الجميلة بالمنطقة والتي حباها الله بمناخ صيفي جميل، من خلال اعتدال درجات الحرارة بها؛ نظراً لوقوعها على قمم جبال عالية ترتفع عن سطح البحر الأحمر بأكثر من 1900 متر، مما جعلها مقصداً للمصطافين من أهالي منطقة المدينة، وكذلك المناطق الأخرى، بل وحتى أهالي دول مجلس التعاون الخليجي. وترتبط "قرية الفقرة" السياحية بالمدينةالمنورة بطريق مزدوج يبدأ من قرية "الفريش" بطريق المدينة /بدر/ جدة القديم، ويمر عبر مرتفعات جبلية بطول 80 كم حتى يصل إلى قمة جبل الفقرة. ومع افتتاح هذا الطريق شهدت "الفقرة" تطورات مهمة، حيث تم إيصال خدمات الكهرباء لها، وكذلك الاتصالات، وبعض الخدمات التي تشجع السياح على زيارتها مثل الاستراحات والشاليهات والمنتجعات، إلاّ أنها تحتاج أكثر للمزيد من الخدمات الضرورية، التي من أبرزها توفير المياه، سواء للشرب أو لري المزارع، ونظراً لافتقارها للمياه؛ فالسكان يعتمدون على الصهاريج، والتي تعد أسعارها مرتفعة، كما توجد آبار قليلة، وذات مياه شحيحة، كما تحتاج "الفقرة" إلى سفلتة الطرق الداخلية والترابية وعمل أرصفة وأعمدة إنارة ودورات مياه وخدمات بلدية أخرى، إلى جانب تحسين البنية التحتية، والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وأعمال النظافة. وتذكر كتب التاريخ أن "الفقرة" كانت تسمى قديماً ب"جبل الأشعر"، و"جبل الطور"، ونظراً لامتداد شكل قمم جبالها لمسافات طويلة على شكل فقرات الظهر أو العمود الفقري، فقد أطلق عليها السكان مسمى "الفقرة"، وأصبحت اليوم تعرف بهذا المسمى، ومنذ القدم وفي فصل الشتاء يغادر أهاليها إلى الأودية الأرضية المجاورة مثل المسيجيد والعنيق ورحقان وطاشا ووادي الصفراء والسديرة بحثاً عن الدفء؛ لشدة البرودة، وما أن يبدأ فصل الصيف إلاّ ويعودون لقريتهم ومزارعهم وأملاكهم التي تعود لأجدادهم الأوائل. ومن المميزات الفريدة ل"الفقرة" أن نوعها من النخل يعرف ب"الكعيك"، أو "الجبيلي"، والذي يتم ريه بمياه الأمطار عند سقوطها، وتكثر في سفوح وشعاب "الفقرة" أشجار العرعر والشث والبشام والقتاد والضبيان، وغيرها من النباتات العطرية ذات الروائح الزكية بما فيها نبات النعناع الجبلي. وخلال جولة "الرياض" في قرية "الفقرة" التقينا بمحمد سعيد بن ضويعن، الذي تحدث قائلاً: عملت مع والدي في مزرعتنا، وكان عمري 10 أعوام، ولازلت أعمل، واستطعت -بحمد الله- وتوفيقه أن أجلب لها بعض الفواكه لتجربة زراعتها، وكانت تجربة ناجحة، حيث أثمرت أشجار التفاح والبرتقال والزيتون والبرشومي وغيرها من الفواكه، وبدأت أحصد ثمارها بكميات كبيرة، مضيفاً: "كنا قديماً نقتصر على زراعة نخل الجبيلي أو الكعيك والحبوب بأنواع من حنطة وشعير وغيرها"، مبيناً أن من مميزات نخل "الفقرة" تجد في الواحدة رطب وبلح وأخضر، ذاكراً أنه جرّب زراعة الفواكه مؤخراً وكانت المفاجأة أن التفاح والكمثرى يثمر مرتين في العام، ومن العجائب أن ثمرات الشتاء أقل حجماً وطعماً وحلاوة من ثمرات الصيف، متأسفاً أن من معوقات الزراعة في الفقرة وجود عدد كبير من الإبل والحيوانات السائبة. من جهته أوضح د. فؤاد بن نائف أن من أبرز مطالب واحتياجات قرية "الفقرة" توفير المياه للحاجة الماسة لذلك، فكما تعلم أن الماء هو عصب الحياة، ولابد أن توصل الجهات المعنية أنبوب المياه للقرية، مع إنشاء شبكة مياه متكاملة، مؤكداً على أن الأهالي يعتمدون على صهاريج المياه التي وصل سعرها إلى 500 ريال للرد الواحد، مُشدداً على ضرورة وجود سفلتة للطرق الفرعية الضرورية، متمنياً إنشاء مركز صحي متنقل أو عربة متنقلة لخدمة الأهالي والزوار. الطريق المؤدي إلى قرية الفقرة تكثر في سفوحها وشعابها الكثير من النباتات نجاح زراعة بعض الفواكه على أرضها