لقد أثبتت الأحداث الدولية بأن صِناعة الأمن والسَّلام والاستقرار والازدهار وتحقيق التنمية الشاملة مسألة غاية في الصّعوبة حيث تتطلب الحكمة والعقلانية والصّبر والالتزام بالقيم السَّامية والمبادئ النبيلة والاهداف البناءة، وهذا الذي تميزت به توجهات وسياسات المملكة العربية السعودية حتى أصبحت بذلك رمزاً عالمياً في صِناعة السَّلام على جميع المستويات الدولية عِندما ابتدأت الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية في 13 يونيو 2025م، مباشرةً، بادرت المملكة العربية السعودية بإصدار بيان رسمي يدين تلك الاعتداءات الإسرائيلية المتنافية تماماً مع القانون الدولي، لتكون بذلك الدولة الرئيسية الأولى التي تدين السياسات الإسرائيلية العدوانية تجاه دولة كاملة السيادة. وقد جاءت لغة البيان، الذي بثته (واس) في 13 يونيو 2025م، معبراً تماماً عن سياسات وتوجهات المملكة العربية السعودية القائمة على قيم السَّلام والعدالة والقانون الدولي وتحمل المسؤولية الجماعية، والرافضة تماماً لجميع التوجهات الهدامة والتخريبية المُزعزعة لأمن وسلامة واستقرار المجتمعات والدول، وهذا الذي يمكن قراءته من البيان الذي جاء فيه، الآتي: "تعرب المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية السافرة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة التي تمس سيادتها وأمنها وتمثل انتهاكًا ومخالفةً صريحة للقوانين والأعراف الدولية. وإذ تدين المملكة هذه الاعتداءات الشنيعة؛ لتؤكد أن على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة تجاه وقف هذا العدوان بشكل فوري". وعندما استهدفت الولاياتالمتحدة الأميركية عدداً من المنشآت النووية الإيرانية في 22 يونيو 2025م، مباشرةً، طالبت المملكة العربية السعودية بأهمية وقفت حالة التصعيد العسكري والتوجه لحل الخلافات السياسية والأمنية والعسكرية بالحوار والمفاوضات والوسائل الدبلوماسية، لتكون بذلك الدولة الرئيسية الأولى التي تنادي بأهمية إحلال السَّلام بدلاً من حالة التصعيد والحرب. وقد جاء البيان، الذي بثته (واس) في 22 يونيو 2025م، مباشراً في لغته السَّامية ورسالته البنَّاءة، والتي تتمثل بالآتي: "تتابع المملكة العربية السعودية بقلق بالغ تطورات الأحداث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة المتمثلة في استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية. وإذ تؤكد المملكة على المضامين الواردة في بيانها الصادر بتاريخ 13 / 6 / 2025م التي أكدت فيه إدانتها واستنكارها لانتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لتعرب عن ضرورة بذل كافة الجهود لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد. كما تدعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حلٍ سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة". وبعد أن أثمرت هذه الجهود السياسية العظيمة، التي بذلتها القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية، وقفاً لحالة التصعيد العسكري الذي تقوم به إسرائيل والولاياتالمتحدة الأميركية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بادر رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالتواصل مع القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية في خطوة تعبر عن تقدير الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها الكريم للجهود العظيمة التي بذلتها وتبذلها المملكة العربية السعودية في سبيل وقف الاعتداءات على الأراضي الإيرانية وإحلال الأمن والسَّلام والاستقرار والازدهار بدلاً من الصراعات والنزاعات الهدامة. وهذا الذي يمكن قراءته من الخبر الذي بثته (واس) في 24 يونيو 2025م، وجاء فيه، الآتي: "تلقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اتصالًا هاتفيًا، من فخامة الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وفي بداية الاتصال رحب سمو ولي العهد -حفظه الله- باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم اليوم، معربًا عن أمل المملكة أن يسهم في إعادة الأمن والاستقرار وتجنب مخاطر التصعيد، مؤكدًا موقف المملكة في دعم الحوار بالوسائل الدبلوماسية كسبيل لتسوية الخلافات. من جهته أعرب فخامة الرئيس الإيراني عن شكره للمملكة على موقفها في إدانة العدوان الإسرائيلي، مجددًا تقديره للدور الذي يقوم به سمو ولي العهد من جهود ومساع لإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة". وإذا كان هذا الاتصال الذي بادرت به ومن خلاله القيادة السياسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتعبير عن تقديرها للمملكة العربية السعودية ولمواقفها السياسية البنَّاءة والهادفة التي ساهمت من خلالها في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، فإنها بادرت كذلك بإرسال وزير خارجيتها للمملكة العربية السعودية للتعبير مُجدداً عن تقدير الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمملكة العربية السعودية التي تعمل لإحلال الأمن والسَّلام والاستقرار والازدهار على جميع المستويات الدولية. وهذا الذي يمكن قراءته من الخبر الذي بثته (واس) في 08 يوليو 2025م، وجاء فيه، الآتي: "التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مكتبه بقصر السلام في جدة معالي وزير الخارجية الإيراني الدكتور عباس عراقجي والوفد المرافق له. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وبحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة تجاهها. وأعرب سمو ولي العهد عن تطلع المملكة لأن يسهم اتفاق وقف إطلاق النار في تهيئة الظروف لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا موقف المملكة في دعم الحوار بالوسائل الدبلوماسية كسبيل لتسوية الخلافات. من جهته أعرب معالي وزير الخارجية الإيراني عن شكره للمملكة على موقفها في إدانة العدوان الإسرائيلي، وتقديره لجهود سمو ولي العهد ومساعيه لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة". وإذا كانت هذه المواقف السياسية العظيمة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في سبيل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية تعبر بوضوح عن القيم والمبادئ السَّامية والنبيلة والبنَّاءة التي تُميز توجهات وسياسات المملكة العربية السعودية مما مكَّنها من المساهمة المُباشرة في وقف حالة التصعيد والعدوان تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن هذه المواقف السياسية العظيمة للمملكة العربية السعودية مُتأصلة ومُتجذرة في سياسات المملكة العربية السعودية مُنذُ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه-، ويتجدد التأكيد عليها والعمل بها تجاه جميع القضايا الدولية في عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله-. نعم، إن القيم السَّامية والمبادئ الجليلة التي تميزت بها توجهات وسياسات المملكة العربية السعودية خلال تاريخها العريق وحتى يومنا هذا جعلها رمزاً دولياً في صِناعة السَّلام، ورائدةً على جميع المستويات الدولية بالدعوة لحل جميع الخلافات والنزاعات بالحوار والمفاوضات والوسائل الدبلوماسية. وإذا كانت المواقف والسياسات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في سبيل تعزيز الأمن والسَّلام والاستقرار الدولي كثيرة ومتعددة ومتنوعة بحيث لا يمكن حصرها، إلا أن جهودها العظيمة في سبيل خدمة القضية الفلسطينية، ودعوتها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، ومناداتها المستمرة بوجوب رفع الظلم والعدوان والاحتلال عن الشعب الفلسطيني، ومطالباتها الدائمة بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وفقاً لقواعد القانون الدولي، ووقوفها المُطلق مع جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بغض النَّظر عن المواقف الدولية، ودعواتها المتصلة لوجوب إحلال الأمن والسَّلام والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم بدلاً من الصراع والنزاع والحرب، تشهد بسمو القيم والمبادئ البنَّاءة التي تُميز توجهات وسياسات المملكة العربية السعودية حتى جعلتها رمزاً دولياً في صِناعة السَّلام المُحقق للأمن والاستقرار والازدهار. وفي الختام من الأهمية القول بأن التوجهات والسياسات البنَّاءة والهادفة التي تميزت بها المملكة العربية السعودية خلال المئة عام الماضية، وما زالت، هي التي مكَّنتها في وقتنا الحاضر من المساهمات العظيمة في وقف حالات التصعيد الأمني والعسكري حتى أصبحت رمزاً عالمياً في صِناعة السَّلام والاستقرار الازدهار على جميع المستويات الدولية. نعم، لقد أثبتت الأحداث الدولية بأن صِناعة الأمن والسَّلام والاستقرار والازدهار وتحقيق التنمية الشاملة مسألة غاية في الصّعوبة حيث تتطلب الحكمة والعقلانية والصّبر والالتزام بالقيم السَّامية والمبادئ النبيلة والاهداف البناءة، وهذا الذي تميزت به توجهات وسياسات المملكة العربية السعودية حتى أصبحت بذلك رمزاً عالمياً في صِناعة السَّلام على جميع المستويات الدولية.