إن دروس وأحداث وتجارب التاريخ القريب تؤكد أن سياسات البناء والتطوير والتنمية الشاملة تحقق للدول المكانة الدولية والعالمية المتقدمة التي تسعى لها في جميع المجالات وعلى كل المستويات، بينما تبني الدول للسياسات غير الهادفة يقود للدمار والخراب والجهل، ومزيد من الآلام والمعاناة للشعوب.. بَعد 12 يوماً من الصِراع المُسلح الذي ابتدأته إسرائيل تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية في 13 يونيو 2025م، وبعد يومين من تدخل الولاياتالمتحدةالأمريكية سَاحة الصراع المُسلح باستهدافها المُباشر لعدد من المنشآت النووية الإيرانية في 22 يونيو 2025م، وبعد جهود سياسية عظيمة قامت بها المملكة العربية السعودية مع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي بهدف إحلال السَّلام والاستقرار بدلاً من الصراع والحرب، توقف الصِراع المُسلح وانتهت الحرب وأُعلن وقف إطلاق النار. وهذا الذي أشار إليه الخبر الذي أوردته CNN في 24 يونيو 2025م، وجاء فيه، الآتي: "أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما سماه "وقف إطلاق نار شامل وكامل" بين إسرائيل وإيران، وأمل أن يصبح وقفًا دائمًا، وقال إنه سيبدأ خلال 6 ساعات تقريبًا". وكتب ترمب على منصته تروث سوشيال: "تم الاتفاق بشكل كامل بين إسرائيل وإيران على وقف إطلاق نار شامل وكامل بعد حوالي 6 ساعات من الآن، عندما تُنهي إسرائيل وإيران عملياتهما الأخيرة الجارية، لمدة 12 ساعة، وعندها تُعتبر الحرب منتهية". ومُباشرةً بعد هذا البيان الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران نتيجة للجهود العظيمة التي قامت بها المملكة العربية السعودية بهدف إحلال السَّلام والاستقرار ووقف الحرب وإنهاء الصراع المسلح، بادر رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالتواصل مع القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية للتعبير عن تقدير الشعب الإيراني والدولة الإيرانية للمواقف البناءة والهادفة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في سبيل وقف الحرب، وإنهاء الصِراع المُسلح، والتوجه لحل الخلافات بالوسائل الدبلوماسية، بالإضافة لِغير ذلك من المسائل البنَّاءة، وهذا الذي أشار إليه الخبر الذي أعلنته (واس) في 24 يونيو 2025م، وجاء فيه، الآتي: "تلقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اتصالًا هاتفيًا، من فخامة الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وفي بداية الاتصال رحب سمو ولي العهد -حفظه الله- باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم اليوم، معربًا عن أمل المملكة أن يسهم في إعادة الأمن والاستقرار وتجنب مخاطر التصعيد، مؤكدًا موقف المملكة في دعم الحوار بالوسائل الدبلوماسية كسبيل لتسوية الخلافات. من جهته أعرب فخامة الرئيس الإيراني عن شكره للمملكة على موقفها في إدانة العدوان الإسرائيلي، مجددًا تقديره للدور الذي يقوم به سمو ولي العهد من جهود ومساع لإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة". وإذا كان هذا الخبر تضمن الإشارة لكثير من المسائل البناءة التي تؤشر للمكانة الكبيرة والمتميزة التي وصلت لها المملكة العربية السعودية على المستويات الدولية والعالمية، بالإضافة للتقدير الكبير الذي تحظى به المملكة العربية السعودية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن المساعي الإيرانية الهادفة للبناء والتوجه نحو مستقبل أكثر إشراقاً غاية رئيسية تتطلع لتحقيقها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك بحسب الخبر، الذي أوردته CNN في 24 يونيو 2025م، وجاء فيه، الآتي: "أفادت وكالة "مهر الإيرانية الرسمية للأنباء، بأن الرئيس الإيراني، شكر ولي العهد السعودي على مواقف السعودية الصريحة خلال "العدوان الإسرائيلي على إيران". وقال الرئيس الإيراني خلال الاتصال: إن بلاده مستعدة "لحل المشاكل" بين إيرانوالولاياتالمتحدة، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية. وبحسب التلفزيون الإيراني، قال بزشكيان: إنه يرحب "بأي مساعدة" من الدول الصديقة للمساعدة في هذا الشأن". نعم، إن الجهود العظيمة التي بذلتها المملكة العربية السعودية في سبيل وقف الحرب والصراع المسلح، والسعي لإنهاء حالة التصعيد المستمرة التي قد تؤدي لصراع إقليمي يدمر المجتمعات، أثمرت نتائج عظيمة على جميع المستويات الإقليمية والدولية حتى أصبحت أهداف البناء والتنمية والتطوير والازدهار مُشتركات لجميع دول المنطقة، والمحافظة على الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي غايات رئيسية لجميع دول المنطقة. نعم، هذا هو المُستقبل البناء والهادف الذي تسعى وتبحث عن تحقيقه جميع دول المنطقة إيماناً منها جميعاً بأن الأمن والتنمية الشاملة مشتركات يجب العمل عليها وتعزيزها وتطويرها حتى تنعم جميع شعوب المنطقة بالأمن والرخاء، ومجتمعاتها بالسَّلام والاستقرار، ودولها بالعلاقات الدولية المتميزة والمتقدمة والهادفة. وهذا الذي عبَّر عنه الخبر الذي أوردته (واس) في 29 يونيو 2025م، وجاءَ فيه، الآتي: "تلقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، اتصالًا هاتفيًا، من رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية اللواء عبدالرحيم موسوي. وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين في المجال الدفاعي، وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة للحفاظ على الأمن والاستقرار". وفي الوقت الذي يعبر فيه هذا الخبر بصدق عن المُستقبل البناء والإيجابي الذي ينتظر العلاقات الدولية في منطقة الخليج، ويدفع جميع شعوب المنطقة للتعبير عن تفاؤلهم وتطلعهم بإيجابية كبيرة نحو ازدهار مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتهم ودولهم، فقد تعززت هذه الإيجابيات وتصاعدت مستويات التفاؤل لدرجات متقدمة بحديث رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي أوردته CNN في 30 يونيو 2025م، وجاء فيه، الآتي: "أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، على استعداد إيران ل "التعاون الشامل مع مجلس التعاون الخليجي"، وأن تفتح عبر هذا المسار، صفحة جديدة على صعيد علاقاتها في المنطقة"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا). وشدد بزشكيان على استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لترسيخ علاقات شاملة مع مجلس تعاون الخليجي، وإضافة صفحة جديدة على صعيد الأواصر مع دول الجوار في هذه المنطقة. وأوضح الرئيس الإيراني أن ذلك يأتي في ظل الحاجة الملحة إلى تعزيز الأواصر وتطوير التعاون بين الدول الإسلامية، طبقاً لوكالة (إرنا)". وفي الختام، من الأهمية القول إن العمل الإقليمي المُشترك الهادف لتحقيق الأمن الشَّامل لجميع دول منطقة الخليج يُساهم مُساهمة مُباشرة في تحقيق السَّلام والاستقرار الذي يؤدي للتنمية الشاملة التي ترتقي بمكانة دول المنطقة لمستويات الدول المُتقدمة اقتصادياً وصناعياً وتكنولوجياً. نعم، إن بناء العلاقات الدولية على أُسس الاحترام المتبادل، والعمل وفقاً لقواعد القانون الدولي، والسعي لتحقيق التنمية الشاملة بهدف خدمة الشعوب واستقرار المجتمعات والدول، تؤدي بدورها لتقدم الدول اقتصادياً وصناعياً وتقنياً، وتحقيق مكانة سياسية وصناعية متقدمة على جميع المستويات الدولية والعالمية. وإن دروس وأحداث وتجارب التاريخ القريب تؤكد أن سياسات البناء والتطوير والتنمية الشاملة تحقق للدول المكانة الدولية والعالمية المتقدمة التي تسعى لها في جميع المجالات وعلى كل المستويات، بينما تبني الدول للسياسات غير الهادفة يقود للدمار والخراب والجهل، ومزيد من الآلام والمعاناة للشعوب، وزعزعة لأمن واستقرار المُجتمعات والدول.