فيما مضى ومنذ عقود قليلة من الزمن كانت تربية الدواجن والحمام منتشرة وبكثرة في معظم البيوت، وخصوصاً الطينية، ومن ثم الشعبية بعد أن ودّع أصحاب البيوت الطينية منازلهم فرحين بلا رجعة، حيث كان سكان البيت يستفيد من البيض الذي ينتجه الدجاج إضافة إلى لحومها وكذلك لحوم الحمام الذي كان يملأ البيت بهديله، حيث كانت تربية الحمام في عشة في سطوح المنازل تستهوي الشباب، فما أجمل منظر (الحمامة) وهي تقع على شرفة المنزل، تهدل وتدور حول نفسها ومن ثم تغادر وتطير في الهواء الطلق، في حركة دائرية تعود بعدها إلى عشتها في سطوح المباني الطينية الجميلة، وكأنها تعبر عن حبها لمسكنها في هذا المنزل، وتبادل ساكنيه المودة والمحبة، فقد كانت تربية الحمام بمثابة هواية محببة للكثير منهم، وبعد تقدم الزمن وهجر الناس لمنازلهم الطينية ومن ثم المنازل الشعبية واستبدالها بالفلل الحديثة والواسعة في الأحياء الحديثة لم يعد هناك مكاناً لتربية الدواجن والطيور واقتصر تربيتها على المزارع التي بات بها أحواش للدجاج والحمام من أجل أكل إنتاجها من البيض واللحوم، وإن كان تراجع تربية الدواجن بعد انتشار مشاريع إنتاج الدواجن التي تنتج الدجاج اللاحم والدجاج البياض، وفي حياتنا المعاصرة اليوم ظهر الاهتمام بتربية الطيور في المنازل، ولكن ليست كطيور الأمس القريب التي تربى من أجل إنتاج البيض كالدجاج أو أكل لحومها كالحمام بل هي طيور للزينة فقط، حيث تجد طيور الزينة إقبالاً شديداً من أجل اقتنائها في المنازل وذلك من أجل الاستئناس بها والتلذذ بسماع تغريداتها، وتتنوع أنواع الطيور التي تربى في المنازل ومن أهمها الببغاوات، والكناري، وطيور الحُبّ، وغيرها من الطيور الأليفة، التي تقدّم مزايا فريدة قد تؤثر إيجاباً في الصحّة النّفسية، ما يجعلها خياراً جذاباً، حيث يمكن لتربية الطيور في المنزل أن تعزّز الصحة النّفسية وتضيف لمسة سعادةٍ إلى الحياة اليوميّة، كما يُسهم التفاعل مع الطيور واللعب معها في تخفيف التوتر والقلق على نحو ملحوظ، وكذلك الاستماع إلى أصواتها اللطيفة وتغريداتها، فهي تُنشئ أنماطاً إيقاعيةً وألحاناً تُسهم في تهدئة العقل، وهذا التأثير يُعزّز شعور الرّاحة ويخفّف ضغوط الحياة اليومية، ما يساعد على الاسترخاء والرّاحة النفسية، ومع ازدياد إقبال الكثيرين على اقتناء طيور الزينة فقد عمد الكثيرين من محبي هذه الهواية إلى التوسع في تربية الطيور والحصول على العديد من الأنواع النادرة وعمل محميات كبيرة تضم مئات الطيور، وصارت هذه المحميات مصدر جذب للكثير من محبيها الذين بدأوا يتوافدون على هذه المحميات للاستمتاع بمشاهدة هذه الطيور نظير دفع مقابل مادي للدخول الى هذه المحميات، فأصبحت تربية طيور الزينة تجمع بين الهواية والاستمتاع والتجارة، بالحصول على دخل مادي يساهم في العناية بهذه الطيور وتقديم الرعاية لها. طيور زمان كانت الطيور التي تربى في البيوت سابقاً تقتصر على نوعين فقط هما الدجاج والحمام فقط، وقد كان الحمام يتقاسم مع الدجاج سكنى حوش المنزل، إلاّ أن الدجاج يعيش في أرض الحوش التي يرهقها حفراً ونبشاً في سبيل الحصول على رزقه، بينما يوضع للحمام صناديق في جدران الحوش مرتفعة عن متناول الأطفال أو هجمات القطط، فتراه يأكل مما يُقدم له من الأكل مع دجاج المنزل، وإن لم يجد تراه يطير حراً طليقاً باحثاً عن رزقه، ولكنه في النهاية يعود أدراجه إلى عشه فينام فيه، ومن المعروف بأن الدجاج كان يؤمن البيض لمائدة الإفطار وكذلك اللحم في بعض الأحيان وذلك حينما تتكاثر ويزيد عدد الذكور فتؤكل حيث لا يستفاد منها في إنتاج البيض، أما الحمام فقد كانت تربيته في الأساس من أجل الاستمتاع بتربيته ورؤيته وهو يطير في الهواء ومن ثم يعود ويملأ البيت بهديله، وهو ملازم للبيت الذي يربى فيه حيث ارتبط به المثل الذي يقول (فلان من حمام الدار) أي كأنه من أهل البيت من شدة ارتباطه بهم، وهو مثل دارج على الألسنة بين الناس، فقد شبهوا هذا الارتباط بارتباط الحمام بالبيت الذي يسكنه فلا يفارقه مطلقاً، وقد يجد من يربي الحمام وغالباً ما يكونون من صغار السن فيما يبيع مما يزيد عن حاجته عندما يتكاثر وتضيق به (العشة) مصروفاً يومياً يغنيه عن سؤال والده أن يعطيه مصروفاً، فتراه يبيع على أبناء الجيران والحارة، لذا كان من يربي الحمام يعد من ميسوري الحال بين الشباب ومحل غبطة كثير منهم. هواية وشهرة واسعة تحظى تربية طيور الزينة والنادرة باهتمام كبير لدى العائلات باعتبارها هواية لإضفاء الجمال في محيط منزل الأسرة، حيث تعد من الهوايات التي تكتسب شهرة واسعة في المملكة، حيث تحرص بعض العائلات بتخصيص حدائق صغيرة في المنازل لتربية الطيور ذات الأصوات الجميلة والألوان الزاهية من مختلف دول العالم، وتتضمن أغلب حدائق طيور الزينة المنزلية مجموعة متنوعة من الطيور مثل الببغاء، والكناري، والعصافير، ما يسمح للمربين باختيار الأنواع التي تتناسب مع أذواقهم واحتياجاتهم، إضافة إلى ذلك توفر هذه الأنشطة فرصة للتفاعل مع الطبيعة وتعليم الأطفال حول مسؤولية رعاية الحيوانات، وتعتبر هواية تربية طيور الزينة وتجارتها من الأنشطة الشائعة التي تجمع بين شغف الطيور والجانب الاقتصادي، حيث توجد محميات متخصصة في إنتاج وبيع وتربية طيور الزينة ومستلزماتها، وتشهد حدائق طيور الزينة المنزلية إقبالًا كبيرًا في الآونة الأخيرة في كافة مناطق المملكة، حيث تعد تربية الطيور من الأنشطة التي تضفي جوًا من الحيوية والجمال، إضافة إلى ألوانها الزاهية وأصواتها العذبة في تحسين الأجواء المنزلية، ويُسهم التفاعل مع الطيور واللعب معها في تخفيف التوتر والقلق على نحو ملحوظ، وكذلك الاستماع إلى أصواتها اللطيفة وتغريداتها، فهي تُنشئ أنماطاً إيقاعيةً وألحاناً تُسهم في تهدئة العقل، وهذا التأثير يُعزّز شعور الرّاحة ويخفّف ضغوط الحياة اليومية، ما يساعد على الاسترخاء والرّاحة النفسية. أنواع وأصناف عالمية تتعدد أنواع الطيور التي تربى من أجل الزينة وهناك الأصناف العالمية أبرزها: حمام فكتوريا، وببغاء الأمازون، و(العندليب) والطاؤوس، وببغاء مكاو، وخلافها من الفئات، وتجلب من مختلف دول العالم كالبرازيل، وجنوب أفريقيا، وأستراليا، وغابات الأمازون مثل طائر (الكوكاتو)، و(القالا) ذا اللون الوردي، وطائر (مكاو سكارليت)، والحسون، والياسمين، والكناري، والزيبر، والقمري والقطا، والخياط، وطيور الجنة وغيرها، وتحضر هذه الطيور من عدة دول من العالم مثل اليابان والهند وهولندا وألمانيا وأستراليا وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى طيور البيئة المحلية مثل القطا والحمام والسمان. انتشار محلات بيع طيور الزينة مع ازدياد إقبال الكثيرين على اقتناء طيور الزينة فقد انتشرت في كافة مدن المملكة محلات بيع طيور الزينة ومستلزماتها من الأقفاص والأغذية والمقويات والعلاجات وكل ما تحتاجه تلك الطيور، وبات الإقبال عليها كبيراً، حيث زاد عدد المهتمين بتربية طيور الزينة في منازلهم، ونتيجة لذلك فقد عمد الكثيرون من محبي هذه الهواية إلى التوسع في تربية الطيور والحصول على العديد من الأنواع النادرة وعمل محميات كبيرة تضم مئات الطيور، ووجدت لها جمهوراً عريضاً من الشباب الراغبين في اقتناص أفضل وأغرب أنواع الطيور، بقصد زيادة إنتاجها والمنافسة بها، وأحياناً المتاجرة والاستفادة المادية، إذ أصبح سوق طيور الزينة تجارة مربحة لدى الكثيرين، وتشهد أسواق المدن في السنوات الأخيرة نشاطا ملحوظا في تجارة الطيور وتزايد الإقبال بصورة لافتة لاقتناء طيور الزينة بأحجامها المختلفة وبأسعار متفاوتة، وفي عالم اليوم صارت هذه المحميات مصدر جذب سياحي للكثير من محبيها الذين بدأوا يتوافدون على هذه المحميات للاستمتاع بمشاهدة هذه الطيور نظير دفع مقابل مادي للدخول الى هذه المحميات، فأصبحت تربية طيور الزينة تجمع بين الهواية والاستمتاع والتجارة، ومن أشهر هذه محميات الطيور في مملكتنا الغالية : محمية مهند العمر بأشيقر بمحافظة شقراء، ومحمية طيور الريان بحي العارض بالرياض، ومحمية الأوسية في عنيزة في جادة النخيل للطيور، وحديقة الطيور في الطائف، ومحمية المقحم بمركز المشاش بمحافظة شقراء، ومحمية الطيور بالخويلدية بالقطيف حي الزمرد، وغيرها ممن المحميات المنتشرة في كافة مناطق المملكة والتي يجد فيها الزائر المتعة والتعرف على أنواع الطيور من مختلف مناطق العالم والمشاركة في إطعامها والتقاط الصور التذكارية. ازدهار أسواق الطير بالإقبال الكبير عليها من الهواة تربية طيور الزينة متعة وهواية ازدادت محلات بيع طيور الزينة ومستلزماتها الاعتناء بطيور الزينة هواية محببة للصغار خصوصاً الطاووس من أهم الطيور الجميلة في محميات الطيور الإقبال زاد على اقتناء طيور الزينة بالمنازل إعداد: حمود الضويحي