تخطت مرحلة التعريف إلى الرسوخ كأهم المواقع السياحية في المملكة والأكثر جذباً بما تمتلكه من مقومات ارتقت بها الى مستوى التنافسية والتكامل لنصبح وجهةٌ تسهم بشكل كبير في تعزيز ثراء السياحة عالمياً، موقعها الجغرافي وما تتميز به من تنوع أفرد للزائر والسائح مجموعة واسعة من الخيارات لتجربة فريدة من نوعها حيث يمكن القيام برحلة في ربوعها المأنوس ليلمسا التفاصيل ويعيشان لحظات لا تنسى. والطائف بوصفها المصيف الأول بالمملكة وإحدى المناطق المؤثرة في محور صناعة السياحة بفضل الخصائص الجغرافية والعوامل المتعددة التي شكلت جمال الطبيعة، فضلاً عن المناخ المعتدل تواكب اتجاهات السياحة المتغيرة، وتزدهر بوتيرة متسارعة، بالتوازي مع التطور، إذ تكاملت فيها عناصر الجذب المتمثلة في المواقع التاريخية والمعالم الأثرية، فمنذ زمن بعيد وهي تتموضع في اطار سياحي وتحظى بمكانة عالية كوجهة يقصدها الباحثين عن الأصول الطبيعية في موطن الجمال، حيث التمازج الحي للطبيعة بين البيئة الجافة والخضراء والآثار والتاريخ والأجواء المعتدلة. وتعد الطائف نموذج للمصيف المثالي، فلا يرتهن قاصدو التجول في ربوعها لأوقات محددة كما هو الحاصل في بعض المدن التي من الصعب أن تجد سائحاً أو مصطافاً يتجول وقت النهار، لكن في عروس المصائف من الممكن أن يستمتع بالأجواء الخلابة في أي وقت شاء، نظراً لجوها المعتدل، كما أن أمامه خيارات متعددة عند القيام بجولة، فعلى سبيل المثال زيارة القصور، أو المساجد التاريخية، أو «سوق البلد» الواقع في المنطقة التاريخية، إضافةً إلى زيارة المعالم الحديثة ومركزي الهدا والشفا، إحدى أبرز الوجهات الطبيعية الجبلية، وغيرها من المواقع الفاتنة سواء بشكل منفرد أو بمعية مرشد سياحي. وتجمع الطائف بين التطور الحضاري والتاريخ العريق، وهذه السمات المتشابكة رسخت للمحافظة كوجهة سياحية ليس فقط في فصل الصيف بل على مدار العام، ولم تأتِ من فراغ بل كانت نتاج تخطيط مستمر وعمل تراكمي، إذ تحظى باهتمام كبير ومتابعة «قائد التغيير» محافظ الطائف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار بن سعود، الذي شكل وجوده نقطة تحول في تاريخها ورسم ملامح التطور بأبعاده المختلفة، بهدف الارتقاء بها إلى المستوى الذي تستحقه والمتوافق مع مستهدفات رؤية 2030، ومن هنا تخطت الطائف حدود الزمان، وشهدت نقلة نوعية في شتى المجالات، انعكست على المحافظة وازدهار الحياة في ربوعها، ولم يتوقف الاهتمام عند هذا الحد بل شمل الاهتمام بالجانب الذي يعكس ثراء المحافظة عبر العصور سواء المواقع التاريخية البارزة كالمساجد التي تعتبر زيارتها إثراء للتجربة الدينية والثقافية وتعميقها، أو تراثها العمراني المتمثل في القصور بنسيجها الخاص وبنيتها المتينة. ومن الناحية البيئية فالطائف نموذج يحتذى به في تعزيز الاستدامة، وفضلاً عن مكانتها السياحية تتمتع ببيئة صحية نالت على إثرها اعتماد منظمة الصحة العالمية للمرة الثانية كأول مدينة سعودية تعيد المنظمة اعتمادها بعد سلسلة من مراحل العمل على أساسيات البرنامج واستيفاء 80 معياراً فنياً من معاييرها، كل ذلك نتاج الدعم والمتابعة وتضافر الجهود التي أسهمت في تحقيق المستهدفات وتعزيز مكانتها التي تطورت وتقدمت على خارطة المدن الصحية العالمية، وبالتالي تعزز من حظوظها في السياحة من خلال توفير تجربة مميزة وآمنة. وبلمحة سريعة عن الاستعدادات لاستقبال السائحين والزوار لصيف 2025 أعلنت أمانة محافظة الطائف عن اكتمال كافة الاستعدادات وتهيئة المرافق البلدية الخدمية والمراكز السياحية كالهدا والشفا والضواحي المحيطة التي يزداد اقبال المصطافين والزوار عليها خلال الموسم السياحي. وبدورها قامت الأمانة بتهيئة وتجهيز الحدائق والمتنزهات العامة والساحات البلدية ومضامير المشي والمواقع السياحية، إضافةً الى ذلك تجهيز المسطحات الخضراء والنوافير والشلالات المائية وألعاب الأطفال والمظلات الواقية والميادين العامة وملاعب الساحات البلدية لممارسة الرياضات المختلفة على مدار الإجازة الصيفية، وعززت أعمال الصيانة معلنة عن رفع جاهزية سائر المرافق الخدمية والترفيهية للتسهيل على زوار المحافظة. تهيئة المرافق الخضراء