استحوذت العاصمة المقدسة، على الحصة الأكبر من المعروض في سوق المعدات الثقيلة، وفقاً لمتعاملين، على مستوى المنطقة، فيما سجلت تقدماً واضحاً على مستوى المملكة، حيث أصبحت وجهة مقاولات واستثمارات شركات ومؤسسات قطاع المعدات الثقيلة، ورصدت "الرياض" تواجد مئات المعدات الثقيلة في مشاريع تطوير الأحياء العشوائية في أحياء المنصور، وجرهم، والخالدية، والزهور، فضلاً عن المنتشرة في المشاعر المقدسة. ووفقاً لتقديرات غير رسمية فإن حجم مساحات التطوير لتلك الأحياء تلامس خمسة ملايين متر2، منها فقط حي الزهور الذي يقع على مساحة 1.293 مليون متر مربع، على موقع مميز بين طرق محورية ومعالم حضارية وتاريخية بمكةالمكرمة. محمد عولقي "مشرف" أوضح ل"الرياض" أن انتعاش السوق حرك عدة روافد متصلة به مثل معارض بيع المعدات الثقيلة المستعملة والجديدة، ومجمعات تأجير المعدات، وورش الصيانة، ومحلات بيع قطع الغيار والكفرات، وسوق العمالة المشتغلة في السوق من سائقين وعمالة. صالح اليافعي " متعامل" بين ل"الرياض" أن أسعار التأجير للمعدات الثقيلة بأم القرى، لها معايير معروفة من أهمها، نوع وطراز وموديل المعدة، وحجمها، فيما جذبت مشاريع تطوير الأحياء العشوائية آلاف المعدات من مناطق المملكة خاصة القريبة من مكةالمكرمة مثل الطائف، وجدة للاستفادة من الطلب المتصاعد على المعدات الثقيلة، فيما تشهد أغلب المعدات طلباً واضحاً مثل القلابات، والشيولات، والونشات، والبوكلينات، والرصاصات، والبلدوزرات، والكرينات، والقريدرات. ووفقاً لتقارير اطلعت عليها "الرياض" فإن السوق السعودي للمعدات الثقيلة الذي يصل حجمه إلى أكثر من 4 مليارات دولار، وسوق مولدات الديزل الذي يبلغ حجمه 550 مليون دولار، مرشحان لنموٍ كبير حتى عام 2030، خاصة مع عدم وجود مُصنّعين محليين مرخصين للمعدات الثقيلة. كما أن الطلب على مجموعات توليد الديزل محليًا لا يتم تلبية سوى 46 % منه، مما يفتح آفاقاً واسعةً لفرص استثمارية عالية العائدات من خلال توطين تلك الصناعات في المملكة، وفرصة واعدة لإنشاء مصنع لمنتجات الآلات الثقيلة ومجموعات توليد الديزل. جولة "الرياض" كشفت أيضاً عن الغياب الواضح لتوطين قطاع المعدات الثقيلة من حيث قيادة المعدات أو الصيانة أو حتى التوزيع وقطع الغيار.