يمضي العام الهجري 1446ه والمملكة العربية السعودية تواصل مسيرة التحول الوطني بخطى راسخة نحو تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، محققةً قفزات نوعية في مساراتها التنموية، ومرسخةً حضورها العالمي في مختلف المحافل، وقد أولت الإنسان (مواطنًا، ومقيمًا، وزائرًا) مكانةً محورية ضمن خططها الإستراتيجية، من خلال مشاريع تعزز البنية التحتية، وترتقي بجودة الحياة. يستعرض هذا التقرير أبرز ملامح هذا العام بما حمله من أحداث بارزة ومحطات فارقة على المستويين المحلي والدولي. فعلى الصعيد الدولي، عززت المملكة من مكانتها بمواقف راسخة تجاه العديد من القضايا، حيث استضافت في 09 جمادى الأولى 1446 ه أعمال القمة العربية - الإسلامية غير العادية بالرياض، وحضرها قادة الدول العربية والإسلامية؛ للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية والدعم الراسخ للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف. وعقدت في 15 ذي القعدة 1446 بالرياض القمة السعودية - الأمريكية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وفخامة الرئيس دونالد جي ترمب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقعا خلالها على وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بين حكومتي البلدين. كما شهدت الرياض عقد القمة الخليجية - الأمريكية، وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رفع العقوبات عن الجمهورية العربية السورية، تحقيقًا لمساعي سمو ولي العهد؛ بما يسهم في التخفيف من معاناة الشعب السوري، ويمهد الطريق نحو بناء مستقبل آمن ومزدهر ودعم الاستقرار وإعادة الإعمار. مسيرة التحول الوطني.. خطى راسخة لتحقيق مستهدفات الرؤية وبدعوة كريمة من سمو ولي العهد، عُقد لقاء بين سموه وفخامة رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفخامة رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان (مشاركًا عبر اتصال هاتفي)، وفخامة رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع، تناولوا فيه مستقبل الأوضاع في سوريا. وفي إطار مساعي المملكة لتعزيز الأمن والسلام في العالم، وإيمانًا منها بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل جميع الأزمات الدولية، استضافت بتوجيه من سمو ولي العهد، المحادثات بين روسيا الاتحادية والولاياتالمتحدةالأمريكية. واضطلاعًا بدور المملكة في المحافظة على البيئة وتنميتها وحمايتها، نظمت القمة السنوية السابعة لرؤساء مجموعة العمل الدولية لصناديق الثروة السيادية "الكوكب الواحد"، بحضور فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية، كما استضافت أعمال الدورة ال 16 لمؤتمر أطراف الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر (COP16)، ومبادرة السعودية الخضراء، وقمة المياه التي عقدت برئاسة مشتركة بين (المملكة، وفرنسا، وكازاخستان، والبنك الدولي). واستكمالًا لمسيرة النهضة التنموية التي تشهدها المملكة في شتى المجالات، افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- في 25 جمادى الأولى 1446ه مشروع قطار الرياض؛ تيسيرًا لسبل التنقل لسكان العاصمة وزوّارها، ورفع مستوى جودة الحياة بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. وتعزيزًا لمكانة مدينة الرياض في التصنيف العالمي، لتصبح واحدة من أفضل المدن ملائمةً للعيش في العالم، أعلن مجلس إدارة مؤسسة المسار الرياضي برئاسة سمو ولي العهد -حفظه الله- افتتاح أولى مراحل مشروع المسار الرياضي التي تشتمل على خمس وجهات. ووفق رؤية المملكة 2030، والدور المحوري للاستثمار في تحقيق مستهدفات التنمية الشاملة، صدرت موافقة مجلس الوزراء على "نظام الاستثمار" الذي يُعدُّ إحدى ركائز الإستراتيجية الوطنية للاستثمار، وأسهمت تلك الجهود في ارتفاع عدد الشركات التي اتخذت المملكة مقرًا إقليميًّا لها إلى ما يقارب 600 شركة، وتضاعف إجمالي الاستثمار ليصل إلى 1.2 تريليون ريال، مشكلًا ما نسبته 30 % من حجم الاقتصاد السعودي. واستمرارًا لتطوير المنظومة التشريعية المعززة لممارسة الأعمال التجارية، ومواكبةً للتطورات الاقتصادية والتقنية والتحول الذي تشهده المملكة في رؤية 2030، أُعلن عن نفاذ نظاميّ السجل التجاري والأسماء التجارية ولائحتيهما التنفيذيتين. وحرصًا على تحقيق التوازن في القطاع العقاري، وجّه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، برفع الإيقاف عن أراضي شمال مدينة الرياض، وتنظيم ارتفاعات السوق العقاري، ورصد ومراقبة الأسعار، واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة لإصدار التعديلات المقترحة على نظام رسوم الأراضي البيضاء، وتوفير أراضٍ سنوية وفق عدد من الاشتراطات. وفي خطوة تاريخية اعتمد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- رمز عملة الريال السعودي؛ إسهامًا في تعزيز هوية المملكة المالية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. وانعكاسًا للحس الإنساني النبيل الذي تتسم به المملكة حكومة وشعبًا، تواصلت مسيرة الخير والعطاء وتجددت المواقف الإنسانية؛ نجدة للشعوب والدول المحتاجة حول العالم لمواجهة الظروف والمحن التي تمر بها، ومن تلك الجهود تسيير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية جسورًا جوية وبرية وبحرية، تحمل مساعدات (غذائية وطبية وإيوائية...) لعدد من الشعوب المتضررة والمنكوبة في الدول التي تعرضت لأزمات وحروب في مختلف دول العالم، ومن بينهم الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري واليمني لمساندتهم في مواجهة الظروف الحرجة. ودأبًا على نهج المملكة في مواقفها الإنسانية، ونظرًا للظروف التي تمر بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وزارة الحج والعمرة بتسهيل كافة احتياجات الحجاج الإيرانيين، وتوفير جميع الخدمات لهم حتى تتهيأ الظروف لعودتهم إلى وطنهم وأهاليهم سالمين. وحققت المنتخبات السعودية في مسابقات الأولمبياد الدولية في (الأحياء والفيزياء والرياضيات والعلوم النووية وعلم الفلك والمعلوماتية والذكاء الاصطناعي) ميداليات وجوائز عالمية، كما حقق طلاب المملكة وطالباتها (6) ميداليات ذهبية، وفضية واحدة في معرض "أنوفا للاختراعات" 2024م، وحققت المملكة الجائزة الكبرى في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2025، (6) جوائز دولية و(124) ميدالية عالمية. وحصل طلاب المملكة وطالباتها المشاركون في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 2025" على (23) جائزة عالمية، وتوجت المملكة بالمركز الأول في مسابقة الذكاء الاصطناعي العالمية للشباب (WAICY) 2024. وفي ظل ما تشهده المملكة من تقدم وتطور كبير في القطاع الرياضي على الأصعدة كافة، وفي ظل الدعم غير المسبوق من القيادة الرشيدة بما يتماشى مع المستهدفات الرياضية في رؤية المملكة 2030، فازت المملكة باستضافة كأس العالم FIFATM 2034، وستكون أول دولة في التاريخ تستضيف بمفردها النسخة الأكبر من البطولة، التي ستشهد مشاركة (48) منتخبًا وطنيًا في خمس مدن لاستضافة مباريات البطولة. وعقب إعلان الفوز، أعلن سمو ولي العهد -حفظه الله- تأسيس "الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034"؛ تأكيدًا على عزم المملكة على تقديم نسخة استثنائية من المحفل الأهم في عالم كرة القدم. التقرير بالتسلسل الزمني لأبرز أحداث المملكة العربية السعودية للعام الهجري 1446ه: «الرياض الإلكتروني»