في أول تعليق رسمي إيراني بعد الهجوم الأميركي على المنشآت النووية؛ أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده سترد على هذا "العدوان غير المبرر"، مشدداً على أن حق الدفاع عن النفس محفوظ لإيران بموجب الميثاق الأممي. وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم في مدينة إسطنبول، أوضح عراقجي أن "باب الدبلوماسية يجب أن يظل مفتوحاً، لكن عندما تتعرض دولة لهجوم على سيادتها، فإن الرد يصبح واجباً وطنياً، وسنفعل ذلك". وأشار في مؤتمر صحفي عقده في إسطنبول إلى أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل "تجاوزتا خطاً أحمر كبيراً" بمهاجمة منشآت نووية تخضع لرقابة دولية، مؤكداً أن ما حدث ليس مجرد تصعيد عسكري، بل "انتهاك صارخ للقانون الدولي"، يقوّض كل فرص التفاوض ويهدد بنسف ما تبقى من مسارات الحل السلمي. وفي تصعيد للموقف، حمّل عراقجي الإدارة الأميركية، وعلى رأسها الرئيس دونالد ترمب، المسؤولية الكاملة عن تداعيات الهجوم، وقال: "ترمب خان التفاوض، وخدع ناخبيه بادعائه أنه رجل سلام، بينما أدار ظهره للدبلوماسية واختار العدوان"، مضيفًا: "ما جرى يثبت أن واشنطن لم تكن يوماً شريكاً موثوقاً، بل أصبحت شريكة مباشرة لنظام الإبادة الجماعية في إسرائيل". وأكد الوزير الإيراني أن إيران لا تسعى إلى الحرب، لكن لا يمكن لأي دولة مستقلة أن تقف مكتوفة الأيدي أمام انتهاك سيادتها، مشيراً إلى أن طهران تحتفظ بكل الخيارات للدفاع عن أمنها ومصالحها الوطنية. كما أوضح أنه تواصل مع طهران فور الهجوم، إلا أن تقييم الأضرار لم يكتمل بعد، مضيفاً: "لا يتعلق الأمر بحجم الضرر، بل بخرق مبدأ أساسي في القانون الدولي، وهو عدم جواز استهداف المنشآت النووية السلمية". ودعا عراقجي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى القيام بواجباتها القانونية، واتخاذ موقف واضح حيال استهداف منشآت تخضع لإشرافها، كما طالب مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لإدانة الهجوم وتحميل إدارة ترمب وإسرائيل المسؤولية المباشرة. وحذر من أن "الصمت الدولي أمام هذه الأعمال العدائية سيقود العالم إلى مرحلة شديدة الخطورة"، لافتاً إلى أن ما جرى لم يكن استهدافاً لإيران فحسب، بل لقواعد القانون الدولي بأسرها، بما في ذلك معاهدة منع الانتشار النووي. وتابع: "لقد تجاوزوا كل الخطوط، وقصفوا ليس فقط منشآتنا، بل قصفوا أيضاً الشرعية الدولية برمتها". وفي ختام حديثه، شدد عراقجي على أن إيران "لن تساوم على سيادتها، ولن تخضع لسياسات الابتزاز"، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل قبل أن يجر العالم نحو فوضى لا يمكن السيطرة عليها.