غادر أرض الحرمين الشريفين، أرض المقدسات، أرض الأمن والأمان، المملكة العربية السعودية حجاج بيت الله الحرام بأمن وسلام فرحين مستبشرين بعد أداء فريضة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام.. لمن استطاع إليه سبيلا، فالحج فرصة عظيمة لجميع المسلمين. والحج يجمع الأمّة الإسلامية في أطهر بقاع الأرض من كل فج عميق، لأداء شعائرهم بكل صدق وإخلاص إلى الله -عز وجل- عازمين على أداء مناسكهم في الأيام المعلومات، وألسنتهم رطبة بذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن الكريم، ويقفون على صعيد واحد يدعون ربهم في خشوع وخضوع من أجل التقرّب إلى الله -عز وجل-. وقد شرفت المملكة العربية السعودية بخدمة ضيوف الرحمن، ورعايتهم أمنياً وصحياً، وتقديم كافة الإمكانيات، والخدمات، وشعارها: "أمن الحج خطٌّ أحمر"، فالمملكة في كل موسم من مواسم الحج تحرص كل الحرص أن توفر الأمن والرعاية لقاصديها، وتهيئة جميع سبل الراحة لهم أثناء أدائهم مناسكهم منذُ وصولهم للديار المقدسة، وحتى مغادرتهم. كما تحرص على عكس الصورة المشرِّفة، والحضارية للمملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين، وضيوف الرحمن في جوّ يسوده الخشوع والطمأنينة والمحبّة والاحترام. ونحن أبناء المملكة العربية السعودية نسعد بخدمة ضيوف الرحمن، الذين أبحروا وقطعوا الفيافي وتعلوا السحاب، وتكبدوا المصاعب، وتحملوا الشدائد حتى وصلوا للديار المقدسة. وبمناسبة نجاح موسم الحج الذي أبهر العالم، وما يجده هؤلاء الحجاج لبيت الله الحرام من تعامل طيّب وحسن، فقد عكس الشِّعر تلك المواقف المشرفة حيث أنشد العديد من الشعراء والشاعرات قصائد رائعة حُبّاً وتقديراً لهم، وفي هذا الاتجاه تقول الشاعرة د. مناير الناصر: لضيوف بيت الله معزّه وتقدير في مهبط الدين الحنيف وكتابه أرضٍ حباها الله ولي المقادير في قبلة المسلم على أطهر ترابه للي لفاها من بعيد المشاوير حجاج بيت الله.. هلا مرحبا به ينعم بخدمة قائد العزّ.. والخير خادم بيوت الله قوي المهابه لارض المشاعر ماحسب للمخاسير وقته وجهده فوق ماله سخى به ختاماً.. هنيئاً لمن وفقهم الله لأداء هذه الفريضة التي تعجز الكلمات والأشعار عن وصفها، وندعو المولى -عز وجل- أن يغفر ذنوب حجاج بيت الله الحرام، ويجمع بين قلوبهم.