تبادلت السلطات السورية وقوات يقودها الأكراد أمس الاثنين أكثر من 400 سجين في إطار اتفاق تم التوصل إليه بين الجانبين في وقت سابق من العام الجاري، وتأتي عملية التبادل في مدينة حلب، شمال سورية، كخطوة في إطار إجراءات بناء الثقة بين الحكومة في دمشق وقوات سورية الديمقراطية (قسد)، المدعومة من أميركا، والتي يقودها الأكراد. وقد جرى تبادل مماثل في شهر أبريل الماضي. وقال ملهم عكيدي، نائب محافظ حلب، إنه تم الإفراج عن 470 سجينا من كلا الجانبين، مضيفا أن عملية التبادل "تهدف إلى تخفيف حدة التوتر في المحافظة". وأضاف أنه "إذا كان هناك المزيد من السجناء فسيتم إطلاق سراحهم في المستقبل القريب"، وقال ياسر محمد حكيم إنه اعتقل قبل ستة أشهر بعد أن قاد سيارته إلى منطقة تسيطر عليها قوات قسد عن طريق الخطأ. وأضاف الرجل أنه كان محتجزا في سجن يتم فيه احتجاز أعضاء من تنظيم "داعش" في سورية. كانت الحكومة المركزية السورية قد توصلت في مارس الماضي إلى اتفاق مع قوات قسد التي تنتشر في مدينة حلب، يشمل وقفا لإطلاق النار ودمج القوة الرئيسية المدعومة من الولاياتالمتحدة هناك في الجيش السوري، وتم التوقيع على الاتفاق من جانب الرئيس المؤقت أحمد الشرع ومظلوم عبدي، قائد قسد. إلى ذلك قال المبعوث الأميركي إلى سورية توم باراك إن الولاياتالمتحدة بدأت تقليص وجودها العسكري في سورية وتهدف إلى إغلاق كل قواعدها في هذا البلد باستثناء واحدة. وتحتفظ واشنطن بقوات في سورية منذ سنوات كجزء من الجهود الدولية لمحاربة تنظيم "داعش" الذي استولى على مساحات شاسعة من الأراضي في سورية والعراق المجاور قبل أكثر من عقد لكنه مني بهزائم بعد ذلك في البلدين. وأوضح المبعوث في مقابلة مع محطة "ان تي في" التلفزيونية التركية مساء الاثنين "هناك تقليص في حضورنا العسكري في عملية العزم الصلب". وأضاف "انتقلنا من ثماني قواعد إلى خمس فثلاث. وسنبقي على الأرجح على قاعدة واحدة". لكنه اعترف أن سورية لا تزال تواجه تحديات أمنية كبيرة تحت قيادة الرئيس أحمد الشرع. وأطيح حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل ستة أشهر، ما انهى الحرب الأهلية المستمرة منذ 14 عاما في سورية. لكن السلطات الجديدة واجهت صعوبة في احتواء أحداث عنف طائفي في الفترة الأخيرة. وفي ابريل، أعلن البنتاغون عزمه خفض عدد الجنود الأميركيين المنتشرين في سورية إلى أقل من ألف جندي تقريبا في الأشهر المقبلة. جرائم ضد الإنسانية أدانت محكمة ألمانية الثلاثاء سورية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة على خلفية جرائم ارتكبها خلال فترة قتاله دعما للرئيس السابق بشار الأسد. وأدانت محكمة مدينة شتوتغارت المقاتل السابق بارتكاب جرائم من بينها القتل والتعذيب بعد محاكمة أدلى خلالها 30 شخصا بشهاداتهم. وبعد وقت قصير على اندلاع الاحتجاجات المناهضة للأسد في 2011، انضم المدان إلى فصيل شيعي مؤيد للأسد في مدينة بصرى الشام بمحافظة درعا في جنوب سورية. وشارك في عدة جرائم استهدفت السكان السنة بهدف "ترهيبهم" ودفعهم للفرار من المدينة، بحسب النتائج التي خلصت إليها المحكمة. لاحقت السلطات الألمانية قضائيا عددا من المشتبه بارتكابهم جرائم خلال الحرب الأهلية السورية بناء على مبدأ الاختصاص القضائي العالمي، حتى بعد إطاحة الأسد في ديسمبر الماضي. وعام 2022، أدين الضابط السابق في الاستخبارات السورية أنور رسلان بتهمة الإشراف على قتل 27 شخصا وتعذيب 4000 آخرين في فرع الخطيب في دمشق عامي 2011 و2012. وكانت تلك أول محاكمة دولية مرتبطة بالتعذيب في السجون السورية ووصفها ناشطون مدافعون عن حقوق الإنسان بأنها "تاريخية".