علاقة وطيدة بدوري المحترفين.. تخللتها عثرات طفيفة رسم حزم الصمود البسمة على شفاه محبيه بصعوده المستحق لدوري روشن للمحترفين الموسم المقبل، وتحقق هذا الحلم بفضل التكاتف الكبير لجميع أبنائه ووقفتهم خلف فريقهم سواء بتقديم الدعم المادي أو المعنوي، بعد أن كاد يتبدد الحلم في الأمتار الأخيرة من المسابقة، ليحجز مقعداً مع الكبار، بعد أن قضى موسماً اضطرارياً في دوري يلو للدرجة الأولى، باحتلاله المركز الأخير في الموسم قبل الماضي، ليرتب من خلاله أوراقه ويكون أول فريق يتأهل عبر نظام PLAY-OFF الذي طُبق لأول مرة هذا الموسم وجمع أندية الحزم، والعدالة، والبكيرية والطائي، إذ تغلب على الطائي، فيما تخطى العدالة نظيره البكيرية في نصف النهائي، قبل أن ينجح الحزم في الفوز على العدالة في نهائي الملحق. هذا الإنجاز يستحق الإشادة والثناء، ولعل أبرز ما لفت الأنظار في هذا المنجز هو التصميم الذي أبداه القائمون على شؤون هذا النادي، بعد سلسلة التراجع بداية الموسم ومنتصفه قبل التقاط الأنفاس بتعاون الجميع الذين أظهروا الكثير من العمل والتعاون الممزوج بالفكر العالي، من خلال جملة من التغييرات التي طالت بعض اللاعبين وتدعيم الصفوف خلال الفترة الشتوية وإبعاد بعض الإداريين، وهو ما انعكس على عطاء اللاعبين ليعود الفريق من جديد، ويحقق الصعود حتى لو جاء بالرمق الأخير من البطولة. ولم يكن الصعود السريع مجدداً إلى دوري المحترفين سوى تأكيد على العمل الكبير الذي جرى منذ إعلان الهبوط لدوري الأولى، إذ جهزت الإدارة برئاسة سلمان المالك بالصورة الأمثل من خلال التعاقد مع أفضل العناصر من اللاعبين المحليين والأجانب، وكذلك تطعيم صفوف الفريق بلاعبين من أصحاب الخبرة والتجربة في دوري الدرجة الأولى مثل القائد عبدالرحمن الدخيل والمهاجم البلجيكي جانو زينهو والمحور باسل السياني والحارس المميز إبراهيم زايد والمهاجم الفرنسي عبدالكريم يودا والمدافع عبدالله الشنقيطي. وبلغة الأرقام جمع الحزم 60 نقطة من 34 مباراة ليحتل المركز الثالث، وسجل لاعبوه 57 هدف كرابع أفضل الفرق تهديفيا، في المقابل اهتزت شباكه في 43 مرة وهو رقم كبير سبب حرجاً للفريق، وخلال مشواره بالدوري كسب 18 لقاء وتعادل بست مواجهات وخسر عشر مرات. *جملة من المكاسب من جملة المكاسب التي تحققت للحزم كانت هناك مكاسب شخصية للمدرب التونسي جلال قادري الذي جاء بالربع الأخير من الدوري بدلاً من المقال الوطني صالح المحمدي، والذي يعتبر تدخل إيجابي من المسؤولين عن الفريق وفي الوقت المناسب بعد تراجعه الكبير في الترتيب، قبل عودته القوية للمنافسة، لتحقيق تطلعات الصعود لدوري المحترفين بعد أن كان من أضعف الفرق بداية الدوري ومنافس مع فرق الهبوط، إلا أنه استعاد توازنه قبل نهاية الدور الأول، ليعود للتراجع بالدور الثاني وهو ما جعل الإدارة تلغي عقد الجهاز الوطني، وتعيد قادري بعد غياب والذي كان من أكثر الحزماويين سعادة بهذا الصعود الذي يعد من إنجازاته الكثيرة بالدوري خلال مسيرته التدريبية، بعد أن حقق خمس انتصارات وتعادل من أصل سبع مواجهات. وكان الفريق قد استعاد جزء من مستواه بداية الدور الثاني، إلا أنه عاد لمؤشر التراجع من جديد بدون سبب وبخسائر من فرق المؤخرة بالمسابقة، لتشهد الجولات الأخيرة قفزه كبيرة بنتائجه وأثبتت من خلاله أنه عند مستوى تطلعات محبيه ليعود لحصد النقاط ويدخل نفسه في الحسابات حتى الجولات الأخيرة. *إرث كبير ويحمل الحزم إرثاً كبيراً في دوري المحترفين، وحقق في فترة سابقة نتائج قوية مع فرق جماهيرية. هذه التجربة الأصعب للفريق هذا الموسم يجب على الإدارة الاستفادة من السلبيات التي حصلت في الفترة الماضية من أجل أن يبقى الفريق في المكان الذي يناسبه بين الكبار، والعمل على كسب المباريات للفرق التي تحمل نفس المستويات والإمكانيات والطموح على اعتبار أن المقياس في الدوري هو الحصاد النقطي. تحقيق الهدف لأبناء حزم الصمود كان وراءه عمل كبير حيث لم تتوانَ الإدارة عن العمل منذ الأسبوع الأول للهبوط المرير لدوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي، إذ تم بحث كل احتياجات الفريق والاحتفاظ بالأسماء التي كان الحزم بحاجتها وتدعيم الصفوف بأسماء من اللاعبين من ذوي الخبرة والقدرات الفنية العالية. أكثر الفرق صعوداً يعد الحزم أكثر فرق الأولى صعودا لدوري المحترفين من خلال 11 في تاريخه مع الكبار في الدوري الممتاز منها الصعود في آخر ستة مواسم. وسبق وأن شارك الحزم في دوري المحترفين موسم 2006 للمرة الأولى، وبقي من خلاله ستة مواسم متتالية، قبل أن يعود مجددًا للتواجد في دوري الأضواء مواسم 2018-2019، و2019-2020 و2021-2022. وبعد الهبوط عاد للمشاركة في دوري المحترفين موسم 2023-2024، قبل العودة في الموسم المقبل 2025-2026. أفضل إنجاز ويعد المركز السابع في دوري المحترفين، هو أفضل إنجاز للحزم على مدار مشاركاته. وبات الحزم، ثالث الصاعدين لدوري روشن للمحترفين، بعد نيوم والنجمة إذ احتلا المركزين الأول والثاني على الترتيب في دوري يلو. وسيكون الموسم المقبل هو الثامن لفريق الحزم في دوري المحترفين السعودي منذ انطلاقه في موسم 2009. *ديربي الرس لأول مرة وبذلك سيلعب الحزم ديربي الرس في الموسم المقبل أمام الخلود، الذي تزامن صعوده قبل بداية الموسم الحالي مع هبوط الحزم، لكنهما سيلتقيان مجددًا في الموسم المقبل، لذا فإن مسألة إثبات الحضور بين الكبار مهمة جدًا ويجب أن يكون هو هدف الإدارة الرئيس بالفترة المقبلة من خلال التركيز على عدة احتياجات أساسية لتحقيق الاستقرار والنجاح في الموسم الجديد. ويجب على الفريق تمهيداً للاستمرار في دوري المحترفين تحليل أدائه في الموسم السابق وتحديد نقاط القوة التي يجب تعزيزها ونقاط الضعف التي يجب معالجتها، وتوفير دعم إداري قوي سواء من خلال توفير الميزانية الكافية أو من خلال توفير بيئة عمل مواتية، والبحث عن لاعبين جدد خصوصاً وأن وضع البطولة تغيير بشكل جذري من خلال قوة المنافسة ونوعية الأجانب القوية إذ يحتاج الفريق إلى إحلال الفريق من خلال التعاقد مع مجموعه من اللاعبين الجدد الأجانب والمحليين، إذا كان يهدف إلى تحقيق نتائج أفضل في الدوري الجديد. اللاعبون يحتفلون مع جماهيرهم قادري أعاد الحزم للواجهة فرحة الفوز على العدالة احتفال الحزماويين بالصعود