خطوات غير مسبوقة بدأتها المملكة العربية السعودية رُسمت بأيدي قيادة حكيمة، وشعب متفانٍ في عمله لرؤية المملكة في مقدمة دول العالم. ومن أهم تلك الخطوات ما رأيناه متجسدًا أمامنا في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي 2025 والذي أقيم لمدة يومين في عاصمة المملكة الرياض، منتدى عكس لنا صورة مميزة وقوية عن اقتصاد السعودية والعلاقة الوثيقة بين البلدين؛ فقد انطلقت أعمال المنتدى تزامنًا مع الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وكذلك فتح آفاق جديدة للاستثمار في القطاعات الحيوية بمشاركة ما يزيد على 125 متحدثاً من المسؤولين بالدولتين بجانب صناع القرار والمستثمرين. خلال المنتدى ظفرت المملكة باستثمارات جديدة للأربعة أعوام المقبلة ومشتريات من القطاعين العام والخاص بقيمة 600 مليار دولار داخل أمريكا، كما أن آخر التقديرات أشارت إلى أن حجم الاستثمارات السعودية في أمريكا تجاوزت 770 مليار دولار، في إشارة قوية لدور المملكة الفعال في دول العالم وبالأخص أمريكا. شاهدنا انفراج أسارير ترمب وهو يشاهد ما حققته المملكة من تطور كبير في مختلف المجالات، وقدّم وزير الاستثمار خالد الفالح التقرير السنوي لرؤية المملكة 2030 ليرى الجميع التقدم الذي أحرزته السعودية في تنويع الاقتصاد وخلق فرص استثمارية جديدة في قطاعات مبتكرة وجديدة كقطاع الطاقة التقليدية والمتجددة والتكنولوجيا، والتصنيع المتقدم، والرعاية الصحية، وأيضًا الابتكار في أسواق رأس المال. كما ركز المنتدى على التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي كمحور رئيس، حيث دارت نقاشات تهدف إلى بناء تحالف رقمي قوي بين المملكة وأمريكا، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والبنية التحتية السحابية، وكذلك الحوسبة الكمومية بالإضافة إلى استعراض المشاريع الاستثمارية العملاقة لنرى الرؤية العظيمة حول المرحلة التالية من التحول الوطني للسعودية، كما بحثت الجلسات في اليوم الأول للمنتدى عن كيفية شكل مستقبل أسواق رأس المال بالتعاون السعودي الأمريكي بجانب تعزيز شراكات الاستثمار الاستراتيجية، وتطوير آليات جديدة للتمويل. ولم ينته اليوم الأول للمنتدى إلا وقد رأينا حدثًا عظيمًا سرّ قلوبنا ليقف الجمع بأكمله ليصفقوا بكل ما أوتوا من قوة بمن فيهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله ورعاه - للكلمات التي ألقاها دونالد ترمب عن رفع العقوبات عن الجمهورية السورية، والبدء في استكشاف العلاقات مع حكومة سوريا الجديدة. ولم تكتفِ المملكة بهذا؛ بل طمحنا جميعًا للموقف الفلسطيني لنرى تأكيد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان على الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالحاجة الملحة وضرورة وقف إطلاق النار في غزة وإقامة دولة فلسطينية. أما في اليوم الثاني للمنتدى فقد تم الإعلان عن صفقات ومشاريع مشتركة بين البلدين تجاوزت قيمتها 300 مليار دولار، حيث التزمت كبرى الشركات العالمية في التكنولوجيا بشكل جماعي مثل جوجل وأوراكل وأوبر وغيرهم باستثمار بلغ 80 مليار دولار في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بجانب الاتفاقيات المهمة في قطاع الدفاع والأمن ليتم الإعلان عن صفقة مميزة وصنفت من الصفقات الكبرى بسبب تجاوز قيمتها 142 مليار دولار في قطاع الأمن بهدف تعزيز القدرات المحلية للأمن السيبراني للمملكة العربية السعودية، وأيضًا الصفقات المميزة في قطاع الطيران بقيمة 4.8 مليارات دولار لدعم وتعزيز قطاع السياحة وغير ذلك من الاتفاقيات والإنجازات بتوفيق من الله عز وجل ثم توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان عراب الرؤية، فبفضل الله تعالى ثم هذه الرؤية وصلنا لهذه المكانة العالية في كل المجالات.