أمير الرياض يطلع على الأعمال الميدانية والرقابية ل" الأمانة"    القيادة تعزي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان في وفاة حمد النعيمي    إصدار ضوابط تصنيف الخدمات الحكومية الرقمية الحساسة    حملة التحفيز للالتحاق ب"التدريب التقني" الأحد المقبل    راجحي رئيسا تنفيذيا    فلسطين تتهم إسرائيليين بإطلاق النار على وفد دبلوماسي    تحرك سعودي فاعل.. وضغط غربي على إسرائيل.. صرخات أطفال غزة توقظ العالم    تحقيق الاستقرار عبر سلطة شرعية موحدة.. توافق لبناني فلسطيني على إنهاء السلاح خارج الدولة    في ختام الجولة ال 33 من دوري روشن: الأهلي يواجه الاتفاق.. وضمك يستضيف الفتح    سجال محتدم بين رياضيين وإعلاميين.. رونالدو.. استمراره مع النصر ضرورة.. أم حان وقت الرحيل؟    الأندية السعودية تتصدر تصنيف الاتحاد الآسيوي    أفراح عشقي وشاولي بعقد قران ماهر    إغلاق مستودع لتكرير "الزيوت المستعملة" في جدة    السجن والغرامة ل12 مخالفًا نقلوا أشخاصًا بدون تصاريح حج    إبداعات" إثراء" تسطع في" داون تاون ديزاين الرياض"    تدشين إصدار أحمد فلمبان.. «الفن التشكيلي السعودي في ذكرى التسعين»    تزامنا مع العام الثقافي الصيني- السعودي الأول .. افتتاح الصالون الإعلامي «الزيارة الودية على خطى تشنغ خه»    ملابس للاستخدام المتكرر بنكهة البرتقال    حفاظ وحافظات جمعية خيركم يشكرون نائب أمير منقطة مكة وسمو محافظ جدة    أمير تبوك يرعى حفل جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز في عامها ال 38    أمير المدينة يشيد بدور مركز 911 في دعم الأمن وخدمة ضيوف الرحمن    «قبة ذهبية» لحماية أميركا بكلفة 175 مليار دولار    غارة إسرائيلية توقع قتيلاً في لبنان    يدٌ حانيةٌ ممدودةٌ لخدمة ضيوف الرحمن    رحّالة أردني يوثّق كرم مواطن    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    المكانة لمن يستحقّها    الضب لا ينام ولا يرعى صغاره!    غوميز: سنلعب أمام ضمك "مباراة الموسم"    "هيئة المتاحف" ومتحف طارق رجب يوقعان مذكرة المستقبل    «النفس والرواية».. المفهوم عبر الزمن    "آس" الإسبانية: الاتحاد يعرف كيف يفوز بدون بنزيما    المكافأة على المعروف    نائب أمير مكة يتفقد صالة مبادرة " طريق مكة" بمطار جدة    تيمبر يخضع للجراحة    نجاح عملية روبوت في جراحة الصدر بطبية مكة    ليلة دامية.. الاحتلال يدمر عشرات المنازل في غزة    تطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة يعزز فرص الاستثمار في القطاع    محمد بن عبدالعزيز يصل إلى جازان بعد تعيينه أميرًا للمنطقة    حطين يتوج بكأس دوري الدرجة الأولى لكرة القدم الشاطئية    الإيجارات ترفع التضخم إلى 2.3%    مفتي بولندا: ما تعلمته بالمملكة سبب لنشر قيم الوسطية في بلادي    45.8%من العاملين بقطاع السياحة إناث    المملكة أسهمت بنسبة 69 % من عائدات الاكتتابات العامة الخليجية    النصر يتغلب على الخليج بثنائية في دوري روشن للمحترفين    محافظ الطائف يتسلّم شهادة الامتثال الإسعافي من هيئة الهلال الأحمر السعودي    الصين عن قبة ترمب الذهبية: معارك الفضاء تهدد بدمار العالم    سلمان للإغاثة: +65 مليون شخص في الشرق الأوسط بحاجة لمساعدات    أمانة القصيم تنفّذ برنامجًا تدريبيًا في الإسعافات الأولية لمنسوبيها .    إثراء يشارك في افتتاح داون تاون ديزاين    أمير تبوك يستقبل مدير عام الجوازات    جمعية «صواب» بجازان تستعرض انجازاتها في معرض «LENA_EXPO»    مركز الأمير سلطان بالقصيم ينقذ حياة 9 مواليد بعمليات قلب دقيقة    بحضور محافظ الطائف ..العدواني يحتفل بتخرج نجله    أمام خادم الحرمين الشريفين.. أمراء يؤدون القسم عقب صدور الأوامر الملكية بتعيينهم في مناصبهم الجديدة    دراسة: ساعات العمل الطويلة قد تُغير بنية الدماغ    "الغذاء": تأكدوا من شهادة ترخيص المستلزمات الطبية    أمام خادم الحرمين الشريفين.. أمير جازان ونائبه يؤدون القسم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المكافأة على المعروف
نشر في الرياض يوم 22 - 05 - 2025

تعني شكره، وإظهار أن المعروف قد لامس نفساً طيبةً تعترف بالفضل لأهله، وفعل ما يمكن أن يُترجِم عن ذلك، فإذا أمكن أن يقابَلَ بمثله أو بأحسنَ فذلك هو الوفاءُ، لكن من المعروف ما لا يُطيق المستفيد منه أن يقابله بمثله أصلاً، وأعظمُ أنواع المعروف من هذا الجنس فضلُ نبينا صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة..
مكافأة الفضل بنظيره -حسب الطَّاقة والميسور- من التصرُّفات النَّبيلة، والخصال الحميدة، ولا يسعى لتحصيله إلا أهل النفوس الطيبةِ، فالفضل بذرةٌ ومغارسه نفوس المستقبلين له، فهي بمثابة البقع التي إن كانت طيبةً أنبتَت ثمرةً طيبةً، وإن كانت قاحلةً لم تُنبتْ شيئاً، وإن كانت خبيثة التُّربة أنبتت خبيثاً، كما قال تعالى: (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً)، وليس من السَّهل أن يتمتع الإنسانُ بنقاء النّفس الذي ينبثق منه هذا الخلق الحسن بصورةٍ تلقائيّةٍ؛ فالنفس أمّارةٌ بالسُّوء إلا نفوس المرحومين، لكن على المرء أن يروض نفسَه على ذلك حتى تنقاد لما يأمر به الشرع من ذلك، ثمَّ يُصبِّرها على استدامة ذلك والاستجابة لدواعيه، ولي مع المكافأة على المعروف وقفات:
الأولى: ما من لفتةٍ حسنةٍ يتوجَّه بها الإنسان إلى أخيه إلا وهي إحسانٌ، يستحقُّ باذله أن يكافأ عليه، فأوّلُ خطوةٍ من خطى الإحسانِ ملاقاةُ الإنسان أخاه بوجهٍ طلقٍ، وتبسُّمه في وجهه؛ فلهذا وقعٌ حسنٌ في النفوس وأثرٌ طيبٌ، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبدِاللهِ رضي الله تعالى عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم: (كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ مِنَ المَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وَأَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ أَخِيكَ)، أخرجه الترمذيُّ، وقال: "هذا حديثٌ حسنٌ صَحِيحٌ"، وإذا ترجمت تلك البشاشة بكلمةٍ طيبةٍ يُفصحُ بها اللسانُ كانت برداً وسلاماً على القلب، وربّما أحدثت لمتلقِّيها انشراحاً وطمأنينةً يعزُّ أن تُشتَرى بثمنٍ آخر، فلا ينبغي أن لا تقابل بمكافأة امتنانٍ وعرفانٍ من جنسها، وأهمُّ الكلماتِ الطيبة التي لا يسوغُ للمسلم أن يضنَّ بها على إخوانه إفشاءُ السلام، وهو من الإحسان الذي يجب مقابلته بمثله، فقد قال تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)، ثم تتفاوت الأفضال التي يُسديها الإنسانُ إلى غيره تفاوتاً متصاعداً، وتتنوَّع إلى أشكالٍ متعدِّدةٍ، فمنها الماديُّ ومنها المعنويُّ ومنها الجامع بين الأمرين، وكلُّها من الله تعالى، لكنه يكتب لبعض خلقه الخيرَ على يد بعضٍ، وقد أمرَ تعالى بشكر من أجرى الخيرَ على يدِه، وقرنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم شكرَ المحسن بشكر الله تعالى، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم: (مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ لاَ يَشْكُرُ اللهَ)، أخرجه الترمذي، وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وقال تعالى عن شكر الوالدين: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
الثانية: المكافأة على المعروف تعني شكره، وإظهار أن المعروف قد لامس نفساً طيبةً تعترف بالفضل لأهله، وفعل ما يمكن أن يُترجِم عن ذلك، فإذا أمكن أن يقابَلَ بمثله أو بأحسنَ فذلك هو الوفاءُ، لكن من المعروف ما لا يُطيق المستفيد منه أن يقابله بمثله أصلاً، وأعظمُ أنواع المعروف من هذا الجنس فضلُ نبينا صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة، فليس بأيدينا ما نقابل به جميلَه إلا بذل الوسع فيما يجب له من الحقوق كالمحبّة والسمع والطاعة والصّلاةِ والسلام عليه، ومنها حقُّ الوالدين، فلا يمكن الولدَ أن يصنع بهما مثل ما صنعا به من المعروف، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدًا، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ»، أخرجه مسلم، فما على الولد إلا أن يجتهد في برِّ الوالدين والإحسانِ إليهما وطاعتهما، والدعاء لهما حيَّيْن أو ميتين، وهو في هذا موقنٌ أن لا مماثلة بين ما تَلقّاه منهما وبين ما بذل لهما، وأن كفة إحسانِه تبقى مرجوحةً، وفائدة هذا أن لا يستكثرَ خيراً صنعه بهما، ومن هذا الجنس فضلُ الدولة وولي الأمر على المواطن، فهو عظيمٌ، لا يُطيق أيٌّ منا أن يكافئه بنظيره، فما علينا إلا الاجتهاد في بذل حقوق الوطن وولاته من السمع والطاعة والمحبّة بكل إخلاصٍ وتفانٍ، وكلٌّ منا مدركٌ أن ما بذله لا يكاد يُقاربُ ما بذله له الوطن وقادته ورجاله.
الثالثة: قد يكون البذل غيرَ متمحضٍ للمعروف، وهو ما يُسَميه الفقهاء بهبةِ الثوابِ، وهي ما قصد بها أخذ عوضها، وهي نوعٌ من أنواع البيع ولها أحكامه، وقد ذكر العلماء أن لا ثواب لباذلها ولا إثمَ عليه، وعليه فالذي بُذِلتْ له إذا أدرك أن غرض الباذل الثواب، فإما أن يثيب المعطي، وإما أن يعتذر عن قبولها، والإخلال بالإثابة عليها هدرٌ للحقوق، والإثابة عليها من مكارم الأخلاق ومحاسن الشّيم، ومن قيم العرب الراسخة في تعاملهم، ويرون الإخلال بها من خوارم المروءة، ثم جاء الإسلام، فقرر ذلك، والأولى بأهل المروءة أن لا يُغفلوا الثواب على الهديةِ مهما كانت؛ تحسُّباً لأن يكون غرض المهدي الثوابَ، وتفادياً للمنّةِ، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا»، أخرجه البخاري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.