الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الأصيل
الأنباء السعودية
الأولى
البطولة
البلاد
التميز
الجزيرة
الحياة
الخرج اليوم
الداير
الرأي
الرياض
الشرق
الطائف
المدينة
المواطن
الندوة
الوطن
الوكاد
الوئام
اليوم
إخبارية عفيف
أزد
أملج
أنباؤكم
تواصل
جازان نيوز
ذات الخبر
سبق
سبورت السعودية
سعودي عاجل
شبرقة
شرق
شمس
صوت حائل
عاجل
عكاظ
عناوين
عناية
مسارات
مكة الآن
نجران نيوز
وكالة الأنباء السعودية
موضوع
كاتب
منطقة
Sauress
ارتفاع أسعار الذهب
مطار ميونيخ يوقف الرحلات الجوية
الجدعان يرأس وفد المملكة في اجتماع لجنة التعاون المالي ل"دول الخليج"
المملكة والمكسيك توقعان مذكرة تفاهم
الأخضر السعودي في مجموعة قوية بكأس آسيا تحت 23 عامًا 2026
الرخص الرياضية استثمار منظم يفتح أبواب الاقتصاد الجديد
"الهجن السعودية" تتصدر قوائم كأس الاتحاد السعودي ب 4 كؤوس و45 شوطاً
ديشان يدعم قاعدة (البطاقة الخضراء) ويدعو لاستغلالها بشكل إيجابي
هيئة المساحة الجيولوجية: رصد زلزال بقوة 5.1 درجات في وسط إيران
"جيل Z".. ناشئة يبحرون في عوالم كتب الكبار
الهويدي: "الشريك الأدبي" أدخل الأدب في حياتنا وكسر احتكار الثقافة
ترامب: أميركا تخوض «نزاعاً مسلحاً» مع كارتلات المخدرات
انطلاق معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025
قراءة في مجد الطبيعة وصغارة الإنسان
التطور التكنولوجي في بيئة الحروب
معهد العاصمة النموذجي.. شواهد على التعليم
العلا.. مرحلة جديدة
الإعلاميان الكبيران : محمد عابس وعبدالعزيز خزام في مهرجان القصيدة الوطنية
نحترق لتنضج الطبخة
الشيخ والغوغاء 2/2
نادي الاتحاد يتوصل لاتفاق مع المدرب البرتغالي كونسيساو
انطلاق معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025
ضبط مواطن في جازان لتهريبه ونقله مواد مخدرة وإيواء مخالفين
الأهلي يعلنها: روي بيدرو المدير الرياضي الجديد
في اليوم الأول ل"كتاب الرياض".. مهرجان ثقافي حي للمعرفة
خالد الغامدي رئيساً تنفيذياً للشركة السعودية للكهرباء
تركيب لوحات شارع الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في العاصمة الرياض
التعليم معركة الوعي وبناء المستقبل
رفقًا بالمعلمين والمعلمات أيها المتنمرون
أمير منطقة جازان يطلق جائزة "الأمير محمد بن عبدالعزيز لمزرعة البن النموذجية" بنسختها المطورة
"هيئة العناية بالحرمين": 115 دقيقة مدة زمن العمرة خلال شهر ربيع الأول
التكيُّف مع الواقع ليس ضعفًا بل وعي وذكاء وقوة
"التخصصي" في المدينة ينجح في إجراء زراعة رائدة للخلايا الجذعية
تابع سير العمل ب«الجزائية».. الصمعاني: الالتزام بمعايير جودة الأحكام يرسخ العدالة
حققت مع 387 موظفاً في 8 وزارات.. «نزاهة» توقف 134 متهماً بقضايا فساد
الصورة الذهنية الوطنية
إرث متوارث.. من قائد (موحد) إلى قائد (ملهم)
شذرات.. لعيون الوطن في يوم عرسه
تصاعد العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.. اقتحام الأقصى وتصاعد حصيلة الشهداء في غزة
هجوم حوثي صاروخي يستهدف سفينة هولندية في خليج عدن
زلزال الفلبين: بحث يائس ومخاطر متصاعدة
في كأس آسيا 2.. النصر يعبر الزوراء ويتصدر.. وتعادل الشباب والنهضة العماني
اغتيال مرشح برلماني يهز طرطوس.. أردوغان يحذر من المساس بسلامة الأراضي السورية
قمة أوروبية لمواجهة تهديدات موسكو.. مفاوضات روسية – أمريكية مرتقبة
«ريف» تعزز إنتاج السعودية من البن
ائتلاف القلوب
شذرات لعيون الوطن في يوم عرسه
أمراء ومسؤولون يقدمون التعازي والمواساة في وفاة الأميرة عبطا بنت عبدالعزيز
«التأمينات» اكتمال صرف معاشات أكتوبر للمتقاعدين
باحثون يطورون علاجاً يدعم فعالية «المضادات»
شيءٌ من الوعي خيرٌ من قنطار علاج
تقليص ساعات العزاء والضيافة عن نساء صامطة
ملتقى لإمام وقاضي المدينة المنورة بن صالح
معتمرة تعود من بلدها لاستلام طفلها الخديج
توقعات بتجاوز الذهب حاجز 4 آلاف دولار
نائب أمير تبوك يستقبل مدير عام الأحوال المدنية بالمنطقة
أمير جازان يستقبل وكيل وزارة الداخلية لشؤون الأفواج الأمنية
بطل من وطن الأبطال
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
من يستحق المعروف ؟
جازان نيوز
نشر في
جازان نيوز
يوم 16 - 09 - 2022
يَحُثُّ دِينُنا الإسلاميُّ على الإحسانِ والعطاءِ والمُؤازرةِ والمودَّةِ والأُلفةِ والمُؤاخاةِ ونشرِ الخيرِ ، فالمسلمُ أخو المسلمِ في كلِّ مكانٍ ، لا فرقَ بينَ عربيٍّ وأعجميٍّ ، أو أبيضٍ أو أسودٍ ، أو غنيٍّ أو فقيرٍ ، لا فضلَ ولا تفاوتَ بينَ مسلمٍ وآخَرٍ إلا بتقوى اللهِ عزَّ وجلَّ ، قالَ اللهُ تعالى : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) سورة الحجرات
المؤمنُ التقيُّ لا يتفرَّدُ في عملِ الخيرِ على فئةٍ مُحددةٍ ، بل عليهِ أنْ يُقَدِّمَ الخيرَ لِمَن يعرفُ ولِمَنْ لا يعرفُ ؛ وإلَّا فقد يُحرَم الثوابَ والخيرَ الكثيرَ .
فينبغي علينا أنْ نجعلَ جميعَ أعمالِنا الخيِّرةِ للهِ سبحانَهُ وتعالى لا لأحدٍ سِواهُ ، لا ننتظرُ الردَّ والجزاءَ إلَّا مِنَ اللهِ ، قالَ اللهُ تعالى : ( وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير (110) سورة البقرة
قَدِّمْ المعروفَ والجميلَ للغيرِ ، تعاونْ وساعِدْ وأسعفْ وأعِنْ وادعمْ وناصِرْ وأجِرْ وأغِثْ وأنقِذْ واشفعْ وَمُدَّ يَدَ العونِ لكلِّ مَنْ يحتاجُكَ على حَسبِ استطاعتِكَ .
قالَ اللهُ تعالى : ( وَيُسَٰرِعُونَ فِي 0لۡخَيۡرَ ٰتِ وَأُو۟لَٰۤئك مِنَ 0لصَّٰلِحِينَ (114 ) سورة آل عمران
وعَنْ أبي هُريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ ، عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قالَ : (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا ، نَفَّسَ اللهُ عنْهُ كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ ، وَمَنْ يَسَّرَ على مُعْسِرٍ ، يَسَّرَ اللهُ عليهِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا ، سَتَرَهُ اللهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، واللهُ في عونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عونِ أخيهِ) . متفق عليه
وعَنْ أبِي موسى الأشعريِّ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّهُ قالَ : ( كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذَا جَاءَهُ السَّائِلُ أوْ طُلِبَتْ إلَيْهِ حَاجَةٌ قَالَ : اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا ، ويَقْضِي اللهُ علَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما شَاءَ ) رواه البخاري في صحيحه
وقالَ الحكيمُ بزرجمهرُ : خيرُ أيامِ المرءِ ما أغاثَ فيهِ المضطرَّ ، واحتسبَ فيهِ الأجرَ ، وارتهنَ فيهِ الشُّكرَ ، واسترقَّ فيهِ الحرَّ .
وقد قرأنا الكثيرَ مِنَ القصصِ والحِكَمِ والأشعارِ التي تُعبِّرُ عَنْ صُنعِ المعروفِ في غيرِ الأهلِ ، ومِنها ما قد يُصيبُ ومنها وقد يُخطئ ، وما يهمُّنا في صُنعِ المعروفِ الذي نقدِّمهُ أن يكونً خالصًا لوجهِ الكريمِ ، حتَّى لَوْ قُوبِلَ بالجحودِ والنُّكرانِ .
وبلا شكٍّ فإنَّ عملَ الخيرِ أولى مِن زرعِ شجرةٍ ، ومعَ هذا فقد قالَ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( إن قامَتِ السَّاعةُ وَفِي يدِ أحدِكُم فسيلةً ، فإنِ استطاعَ أنْ لا تقومَ حتَّى يغرِسَها فليغرِسْها ) حديث صحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه .
انظُرْ إلى شدَّةِ الموقفِ ، ترى الشَّمسَ تُخالفُ المُعتادَ ، فتشرقُ مِن حيثُ تغربُ ! وأنتَ في يدِكَ فسيلةٌ ، فهلْ تستطيعُ أنْ تغرِسَها ؟
وإذا تفاجأتَ بِرؤيةِ دابّةٍ ضخمةٍ مُخيفةٍ ، لم ترَ لها مثيلًا في حياتِك تكلِّمُكَ ! وأنتَ في يدِك فسيلةٌ ، فهل تستطيعُ أنْ تغرٍسَها ؟
وإذا خرجتَ مِنْ منزلِكَ وشاهدتَ دُخانًا كثيفًا غيرَ مألوفٍ ، يملأُ ما بينَ السماءِ والأرضِ ، يٌصِيبكَ بالزُّكامِ ولا ترى مِنْ خلالهِ شيئًا ، وفي يدِك فسيلةٌ ، فهلْ تستطيعُ أنْ تغرِسَها ؟
بِلا شكِّ ، لَنْ تستطيعَ أنْ تعملَ شيئًا في تِلكَ المواقفِ الرَّهيبةِ المرعبةِ المخيفةِ ، لكن في ذلك حَثٌّ وترغيبٌ على فعلِ الخيرِ في أيِّ موقفٍ مهما كانَ .
فكما غَرَسَ وتعِبَ غيرُكَ ؛ لتكسبَ وتأكلَ وتنتفعَ ، اغرسْ أيضًا أنتَ لغيرِك ؛ ليكسبَ ويأكلَ وينتفعَ ؛ فأحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ .
عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي اللهُ عنهُما قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إلى اللهِ ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إلى اللهِ ؟ فَقَالَ : ( أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أنفعهُم للنَّاسِ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ ، تَكشِفُ عنهُ كُربةً ، أو تقضِي عنهُ دَيْنًا ، أو تَطرُدُ عنهُ جوعًا ، ولأَنْ أمشيَ معَ أخٍ في حاجةٍ ، أَحَبُّ إليَّ مِن أنْ اعتكِفَ في هذا المسجدِ شهرًا (يعني المسجد النبوي) ، ومَنْ كظمَ غيظَهُ ولو شاءَ أن يُمضِيَه أمضاهُ ؛ مَلأَ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رِضا ، ومَنْ مشى معَ أخيهِ في حاجةٍ حتَّى يَقضِيَها لَهُ ، ثبَّتَ اللهُ قدمَيْهِ يومَ تزولُ الأقدامُ ) حديث حسن لغيره
وأرَى - واللهُ أعلمُ - أنَّ عملَ المعروفِ شبيهٌ بإماطةِ الأذى عَنِ الطريقِ ، فإذا تكاسلَ كُلُّ مسلمٍ أو امتنعَ عَنِ القيامِ بإماطةِ الأذى عَنِ الطريقِ ، وقعتْ مشاكلُ وأضرارٌ لا تُحمَدُ عُقْباها .
فَإِذا أزحتَ حجرةً كبيرةً أو شجرةً ، أو أبعدتَ خشبةً بها مساميرُ ، أو أخذتَ زجاجًا مكسَّرًا من طريقٍ في أيِّ مكانٍ ، فقد فعلتَ الخيرَ وصنعتَ معروفًا .
وفي إماطةِ الأذى عنِ الطَّريقِ أجرٌ كبيرٌ وفوائدُ نافعةٌ مِنها :
- أنَّها سببٌ لدخولِ الجَّنةِ ، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ ) رواه مسلم
- أنَّها سببٌ لمغفرةِ الذُّنوبِ ، فعنْ أبي هُريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ : قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( بينَما رجُلٌ يمشِي بطريقٍ وجَدَ غُصْنَ شوكٍ على الطَّريقِ فأخَذَهُ - وفي رواية فأخَّرَهُ - فشكَر اللهُ لَهُ فغفَرَ لَهُ ) حديث صحيح رواه البخاري وابن حبان
- أنَّها بابٌ في زيادةِ الحسناتِ ، كَانَ مُعَاذٌ بن جبلٍ رضيَ اللهُ عنهُ يَمْشِي وَرَجُلٌ مَعَهُ ، فَرَفَعَ حَجَرًا مِنَ الطَّرِيقِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ رَفَعَ حَجَرًا مِنَ الطَّرِيقِ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَةٌ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) أخرجه الطبراني والبيهقي وحسنه الألباني
- أنَّها نوعٌ مِن أنواعِ الصَّدقاتِ ، فعنْ أبي ذرٍّ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ : قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( تبسُّمُكَ في وَجْهِ أخيكَ لَكَ صدقةٌ ، وأمرُكَ بالمعروفِ ونَهيُكَ عنِ المنْكرِ صدقةٌ ، وإرشادُكَ الرَّجلَ في أرضِ الضَّلالِ ، وإماطتُكَ الحجرَ والشَّوْكَ والعظمَ عنِ الطَّريقِ لَكَ صدقةٌ ، وإفراغُكَ مِن دلوِكَ في دلوِ أخيكَ لَكَ صدقةٌ ) أخرجه الترمذي وابن حبان وصححه الألباني
وعَن أبي هُريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ : قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ ، كل يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ ، قَالَ : تَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ ، قَالَ : وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ ، وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ ) متفق عليه
فصِناعةُ المعروفِ مِن أجَلِّ الأعمالِ الَّتي حَثَّ عليها دِينُنا الحنيفُ ورغَّبَ فيها ؛ وذلك لأنَّ المسلمَ أخو المسلمِ ؛ ولأنَّ المُسلمِينَ كالبنيانِ الواحدِ يَشدُّ بعضُهُ بعضًا ؛ ولتسودَ المحبَّةُ بينَ أفرادِ المجتمعِ ؛ ولِكَيْ ننالَ رِضا اللهِ ومحبَّتِهِ وتوفيقِهِ ؛ ونكسبَ الأجرَ والثَّوابَ الجزيلَ ، فالحسنةُ بعشرِ أمثالِها وزيادةٌ .
وقد تبيَّنَ لنا أنَّ الصدقةَ تكونُ في غيرِ المالِ ، وفي هذا فضلٌ مِنَ اللهِ على عبادِهِ في تنوّعِ الصدقاتِ ؛ ليستفيدَ منها جميعُ طبقاتِ المجتمعِ الإسلاميِّ ، فيكسبَ الكلُّ تجارةً رابحةً لن تبورَ .
فتلكَ الأعمالُ هِيَ مِنَ السُّنَنِ المستحبةِ ، وقد ترتفعُ إلى درجةِ الواجبِ في بعضِ الأحوالِ ، فمثلًا لو وجدتَ أخًا لكَ في الإسلامِ يكادُ أنْ يموتَ مِنَ العطشِ ، فإنَّهُ في هذا الموقفِ يجبٌ عليكَ أن تُسقيَهُ ؛ لتنقذَهُ من الهلاكِ ، ولكَ في فعلِكَ هذا الثوابُ العظيمُ .
فإذا عَمِلَ المسلمُ الخيرَ في كلِّ مكانٍ ؛ فهذا يدلُّ على قوَّتهِ ، فالمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وفي كُلٍّ خَيْرٍ ، فاحرِصْ أخي علَى ما يَنْفَعُكَ ، وَاسْتَعِنْ باللهِ وَلَا تَعجزْ .
فَمَنْ يعملْ الخيرَ حتمًا سيجدْ الرضى والقبولَ ، ومن ينلْ الرضى والقبولَ ؛ فإنَّه سيكونُ من أسعدِ البشرِ ، سيتذوقُ السعادةَ الحقيقيةَ الَّتي ليسَ لها مثيلٌ .
قالَ الحطيئةُ :
مَنْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لا يَعدَمْ جَوَازِيَهُ
لا يَذهَبُ العُرفُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ
ومِنْ وُجْهَةِ نَظرِي أنَّ مَنْ قالَ : لا تصنعْ المعروفَ في غيرِ أهلِكَ فقدْ أخطأَ ! وأنَّ مَنْ قالَ : اصنعِ المعروفَ في أهلِكَ وفي غيرِ أهلِكَ فقدْ أصابَ ! لماذا ؟
بغضِّ النظرِ عنِ التَّجاربِ الَّتي حدثتْ وكانَ مردودَها الجحودَ والنُّكران ، أو كانَ الردُّ عكسيًا .
أنا أنظرُ في الجزاءِ والثِّمارِ التي ستجدُ جَدَاءَها وأثرَها في الدُّنيا وفي الآخرةِ ، في يومٍ لا ينفعُ مالٌ ولا بنونَ ، في يومٍ تتمنَّى أن تعودَ إلى الدُّنيا فتعملَ الخيرَ الكثيرَ .
فصنائعُ المعروفِ تقِي مصارعَ السُّوءِ و الآفاتِ والهلكاتِ ، فما اصْطَنَعتَهُ من خَيرٍ وأسْدَيتَهُ لِغَيرِكَ ، سيدفعُ اللهُ بهِ عنكَ مَصارِعَ السُّوءِ أي : سيُجازيكَ اللهُ تَعالى على مَعروفِكَ ، ويُنجِّيكَ مِنَ السُّقوطِ في الهَلَكاتِ ومَواطِنِ الزَّلَلِ ، فعنْ أنسِ بن مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ : قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( صنائعُ المعروفِ تَقِي مصارعَ السُّوءِ و الآفاتِ والهلكاتِ ، و أهلُ المعروفِ في الدُّنيا هُمْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ ) حديث صحيح أخرجه الطبراني والحاكم في مستدركه
كُنْ مِنْ أهلِ المعروفِ في الدُّنيا ، فأهلُ المعروفِ في الدُّنيا هُمْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ ، يجازيهِمُ اللهُ سبحانَهُ وتعالى على كلِّ ما قدَّمُوهُ ابتغاءَ مرضاتهِ .
وفعلُ الخيرِ مِن أسبابِ وعلاماتِ النَّجاحِ والفلاحِ والتوفيقِ والسَّعادةِ في الدُّنيا والآخرةِ ، قالَ اللهُ تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) سورة الحج
وقِيلَ : مَنْ يزرعِ الخيرَ يجنهِ ، ولو كانَ في غيرِ أهلهِ .
وقبلَ الختامِ ، لا تنسَ أيُّها المُقدَّمُ لك المعروفُ أنْ تُجازي أو تردَّ الجميلَ إلى مَنْ أسدى إليكَ ، ولا تكن لئيمًا ناكرًا جاحدًا ، فإنَّ مَنْ أحسنَ إليكَ مرةً ، فإنَّهُ يستحقُّ أن تردَّ إليهِ جميلَهُ عدةَ
مراتٍ
، وكذلكَ لا تنسَ أنْ تقولَ لَهٌ على الأقلِّ : جزاكَ اللهُ خيرًا ، فعن أسامةَ بن زيدٍ رضيَ اللهُ عنهُما قالَ : قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( مَنْ صُنِعَ إليهِ معروفٌ فقالَ لفاعلهِ : جزاكَ اللهُ خيرًا ، فقدْ أبلغَ في الثَّناءِ ) أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان
وفي الختامِ ، صلُّوا على نبيِّ الرحمةِ خيرِ الأنامِ ، صلاةً دائمةً في جميعِ الأيَّامِ ، واقتدوا بهِ تغنمُوا وتسعدُوا وتدخلٌوا الجنَّة بسلامٍ .
اللهمَّ إنِّي أسألُكَ خيرَ المسألةِ ، وخيرَ الدعاءِ ، وخيرَ النَّجاحِ ، وخيرَ العملِ ، وخيرَ الثوابِ ، وخيرَ الحياةِ ، وخيرَ المماتِ ، وثبِّتْنا بالقولِ الثَّابتِ في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخرةِ ، وثقِّلْ موازينَنا ، وارفعْ درجاتَنا ، وتقبَّلْ عملَنا ودعاءَنا ، واهدنا لأحسنِ الأخلاقِ فإنَّه لا يهدي لأحسنِها إلَّا أنتَ ، واصرفْ عنِّا سيِّئَها ، فإنُّه لا يصرفْ عنِّا سيِّئها إلَّا أنتَ ، سُبحانكَ ربُّ العِزَّةِ عمَّا يَصِفُون ، وسلامٌ على المُرسَلِين ، وَالۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين .
* المراجع :
- موقع الدرر السنية للموسوعة الحديثية والفقهية لمجموعة من الباحثين .
- بهجة المجالس وأنس المجالس لابن عبد البر القرطبي .
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
«الثبيتي» في خطبة الجمعة من المسجد النبوي: السعي لقضاء حاجات الخلق ثوابها عظيم (فيديو)
أكاديميون وباحثون متخصصون ل(الجزيرة):
قضاء حوائج الناس يكون لوجه الله لا لجاه أو مال أو «بروز إعلامي»
الفن الجميل .. إسعاد الآخرين
أبواب الخير في رمضان
خطيب المسجد الحرام: تلمَّسوا الخيرَ والبركة مع كبار السن
أبلغ عن إشهار غير لائق