قالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف): إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت 45 طفلًا فلسطينياً خلال اليومين الماضيين في قطاع غزة. وأكدت اليونيسيف، في بيان صحفي، أمس، أن هذا "تذكير آخر مدمر بأن الأطفال في غزة يعانون أولًا وقبل كل شيء، مضطرين للجوع يومًا بعد يوم ليكونوا ضحايا لهجمات عشوائية". وطالبت المنظمة الدولية، بوقف المعاناة اليومية وقتل الأطفال في قطاع غزة على الفور. وأكدت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لليونيسيف في منشورٍ لها عبر منصة "إكس" أنه "لا مكان آمناً للأطفال في غزة، وهذا الرعب يجب أن يتوقف". وأعادت اليونيسيف التحذير من أن خطر المجاعة يهدد أكثر من مليون طفل في قطاع غزة، في ظل حرمانهم من الطعام والمياه والأدوية. من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية: إن الهجمات التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة استمرت في التأثير على مرافق الرعاية الصحية، بما في ذلك مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس، الذي أصبح خارج الخدمة. وأشارت الصحة العالمية إلى أن إغلاق المستشفى الأوروبي، قَطَعَ الخدمات الحيوية، بما في ذلك جراحة الأعصاب والرعاية القلبية وعلاج السرطان، والتي لا تتوفر جميعها في أماكن أخرى في غزة. ومنذ الخميس الماضي استشهد أكثر 250 فلسطينياً، بفعل المجازر المستمرة، والتي يرتكبها جيش الاحتلال بوحشية عالية، وبشكلٍ هو الأعنف منذ وقف إطلاق النار واستئناف حرب الإبادة، وسط صمت دولي وتواطؤ يشرعن قتل الأبرياء بالقصف والتجويع، وتدمير البنية التحتية للقطاع المحاصر. وأكدت مصادر محلية، أن طائرات الاحتلال تستهدف بشكل ممنهج مباني سكنية مأهولة في شمال القطاع، فيما طال القصف مناطق في خان يونس، جباليا ودير البلح خلال ساعات الليلة الماضية. ويأتي تصاعد العدوان على غزة، بعد ساعات من انتهاء زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب للمنطقة، في ظل استمرار جمود المفاوضات حول محادثات وقف إطلاق النار. المماطلة بإدخال المساعدات حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة،أمس، من أن ما يجري في غزة من مماطلةٍ مقصودة وممنهجة في إدخال المساعدات الإنسانية وفتح المعابر، هو نتيجة مباشرة لتواطؤ مكشوف بين الاحتلال، وعدد من الدول، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال المكتب الإعلامي في بيان له: "نحمل الاحتلال الإسرائيلي في استمراره تجويع شعبنا الفلسطيني وحصار المعابر، والمماطلة في إدخال المواد الغذائية والإغاثية". وأفاد بأنه ومنذ 77 يوماً متواصلة، يُحكم الاحتلال "الإسرائيلي" إغلاق المعابر، ويمنع إدخال المساعدات الغذائية والمواد التموينية والبضائع الحيوية، في سياسة تجويع ممنهجة ترتقي إلى جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، وفقاً للقانون الدولي الإنساني ونظام روما الأساسي. وبين أن هذا الحصار الغذائي المتعمد أدى إلى تفشي المجاعة في جميع مناطق قطاع غزة، وارتفاع أعداد الضحايا بسبب الجوع وسوء التغذية إلى 57 حالة وفاة موثقة، معظمهم من الأطفال، فضلاً عن ازدياد معدلات الوفاة نتيجة الأمراض المرتبطة بانعدام الغذاء ونقص المواد الأساسية، واختفاء عشرات الأصناف من الطعام من الأسواق والمراكز الإغاثية. كما قال: إن هذا الواقع الإنساني الخطير لم يعد يحتمل التوصيف أو التحليل، بل يستدعي تحركاً عاجلاً وجاداً من المجتمع الدولي، ومن المؤسسات الإنسانية والحقوقية، لوقفه هذه الجريمة المفتوحة، بحق أكثر من 2.4 مليون إنسان مدني في قطاع غزة بينهم 1.1 مليون طفل. كما شدد على أن الاحتلال، يستخدم الغذاء سلاحاً مباشراً في حربه على المدنيين، في محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني من خلال التجويع الجماعي والإذلال الإنساني، بمباركة واضحة من بعض الأطراف الدولية، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية التي فشلت في مهمتها الإنسانية الأخيرة. تحذيرات من توقّف الخدمات الصّحيّة حذّر مدير عام جمعية العودة الصحية والمجتمعية رأفت المجدلاوي، من توقّف الخدمات في الجمعية خلال الأيام المقبلة بسبب عدم وصول أية إمدادات طبية منذ أكثر من سبعين يومًا. وقال المجدلاوي في تصريح صحفي، أمس: إنّ الجمعية لم تتوقف منذ بداية العدوان من خلال مستشفيات العودة في شمال ووسط قطاع غزة ومراكز الرعاية الصحية الأولية والحماية المجتمعية المنتشرة في كافة محافظاتغزة. وأوضح، أنّ هذه الخدمات مهددة بالتوقف التّام خلال الأيام المقبلة بسبب عدم وصول أية إمدادات طبية منذ أكثر من سبعين يومًا، بالإضافة إلى أن مستشفى العودة في شمال قطاع غزة لم تصلها أية إمدادات من السولار منذ 17 ابريل الماضي، ومستشفى العودة في وسط قطاع غزة منذ 17 فبراير الماضي. وأشار إلى أن نقص الإمدادات الطبية سيُؤثّر على الخدمات المُقدّمة والتي تُقدّم بالأساس بالحد الأدنى، لافتًا إلى أن الجمعية بدأت بإجراءات تقشفية لإدارة مخزون المحروقات المتوفر. وأضاف المجدلاوي، أنّ "هناك (7) سيارات إسعاف من أصل (9) سيارات تم إيقافها بسبب عدم توفر البنزين، بالإضافة إلى تقليل ساعات العمل في مراكز الرعاية الصحية الأولية والحماية المجتمعية من أجل توفير استهلاك السولار". وناشد المجدلاوي كافة الأطراف ذات العلاقة من أجل توفير الإمدادات الطبية وتوفير المحروقات اللازمة لاستمرار تقديم الخدمات في مرافقها ومراكزها الصحية والمجتمعية. وشدد على ضرورة الالتزام بمعايير العمل الإنساني في أوقات النزاعات والحروب، وتحييد المرافق الصحية باعتبارها أعياناً مدنية من أي شكل من أشكال الاستهداف أو الحرمان. معتقلو غزة قال مكتب إعلام الأسرى، أمس: إن ما يجري في قسم "ركيفت" تحت سجن الرملة لا يمكن وصفه إلا باعتباره انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وخرقاً فاضحاً لاتفاقيات جنيف التي تلزم الاحتلال بحماية الأسرى وعدم تعرضهم للتعذيب. وأضاف المكتب في بيان له، أن ما يتعرض له أسرى قطاع غزة هو تعذيب ممنهج، وحرمان متعمد من الحقوق الأساسية، بما فيها الحق في المحاكمة العادلة، والحق في التواصل مع الأهل، والرعاية الصحية، والكرامة الإنسانية. وأوضح بالقول: "تحت الأرض حيث تعتمد سياسات الإذلال وكسر الإرادة، لم يعد السجن مكاناً للعقاب القانوني وحسب، بل أداة للإبادة النفسية والجسدية، وما زيارة المحامين التي نظمت تحت رقابة صارمة سوى نافذة ضيقة أطل منها العالم على جحيم صامت". ووصف ما يجري في "ركيفت" بأنه حكم على المعتقلين بالحياة في ظلمة لا نهاية لها. ويوم الجمعة الماضي أفرجت سلطات الاحتلال، عن 10 أسرى من قطاع غزة أحدهما مبتور القدم. وافادت مصادر محلية أن 10 أسرى من قطاع غزة، وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بقطاع غزة، فيما وصل أسير أفرج عنه مبتور القدم من سجون الاحتلال عبر مركبة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطينيّ. ويوم الخميس الماضي، أعلنت مؤسسات الأسرى، عن استشهاد 3 أسرى من قطاع غزة في سجون الاحتلال، ليرتفع عدد "الشهداء" في السجون منذ بدء الإبادة إلى 69 بينهم 44 من غزة. جاء ذلك في بيان مشترك لنادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، قالت فيه إنها تلقت رداً من جيش الاحتلال بشأن 3 أسرى. وذكر البيان أنهم "الشهيد أيمن عبد الهادي قديح (56 عاماً)، والشهيد بلال طلال سلامة (24 عاماً)، والشهيد محمد إسماعيل الأسطل (46 عاماً)". اقتحام بروقين اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، عدداً من المواطنين، من بلدة بروقين غرب سلفيت شمال الضفة الغربية. وجاءت هذه الاعتقالات خلال عملية الاقتحام المتواصلة للبلدة، لليوم الثالث على التوالي، حيث نفذت قوات الاحتلال حملة تفتيش لكافة منازل المواطنين في البلدة، وتخريب ممتلكاتهم. كما اقتحمت قوات الاحتلال مبنى البلدية واستولت على جهاز تسجيل الكاميرات وعبثت بمحتويات البلدية. وفي سياق متصل، واصلت قوات الاحتلال اقتحام بلدة كفر الديك المجاورة، حيث قامت بتفتيش منازل المواطنين، وتهجير أصحابها، وإنذارهم بعدم العودة إليها قبل مرور ثلاثة أيام، وسط تنكيل بالشبان وفرض منع تجول في البلدة. العدوان على مدينة طولكرم تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم ال 111 على التوالي، فيما يستمر لليوم ال 98 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني وتشديد في الإجراءات. وقالت مصادر محلية: إن قوات الاحتلال تواصل الدفع بآليات عسكرية على مدار الساعة نحو المدينة ومخيميها، حيث تجوب الشوارع الرئيسية، وهي تطلق أبواق مركباتها بشكل استفزازي، ومرورها المتعمد بعكس اتجاه السير، وتعرقل حركة المواطنين والمركبات، وتقوم بنصب الحواجز العسكرية الطيارة في كثير من الأحيان خاصة وسط المدينة. كما تواصل قوات الاحتلال تشديد إجراءاتها على مدينة طولكرم خاصة من جهتها الجنوبية، حيث أفاد شهود عيان بأن قوة من المشاة انتشرت صباحاً أسفل جسر جبارة، واعترضت حركة المواطنين والمركبات، وأوقفت الشبان، ودققت في هوياتهم، وأخضعتهم للاستجواب. وتشهد المنطقة الجنوبية لطولكرم في الأيام الأخيرة إجراءات استفزازية لقوات الاحتلال، التي تقوم بين الحين والآخر بإغلاق بوابة جسر جبارة لعدة ساعات قبل إعادة فتحها مع نصب حاجز طيار، وسط تفتيش المركبات والتنكيل بركابها، وإعاقة حركة المرور، علماً أن هذه المنطقة تعتبر مدخلاً رئيسياً للقادمين من قرى الكفريات وبقية محافظات الضفة، خاصة بعد إغلاق المدخل الشرقي المحاذي لمخيم نور شمس. وفي السياق، يواصل الاحتلال حصاره الخانق على مخيمي "طولكرم ونور شمس" ومحيطهما، ومنع سكانهما من الدخول إليهما لتفقد منازلهم التي هجروا منها قسراً، وسط إطلاق الأعيرة النارية والقنابل الصوتية خاصة خلال ساعات الليل، إضافة إلى اعتداءات ممنهجة على منازل المواطنين والبنية التحتية فيهما، ما حولهما إلى ثكنات عسكرية وخالية من مظاهر الحياة. وشهد مخيم نور شمس خلال الأيام الماضية هدم ونسف وحرق أكثر من 20 مبنى سكنياً، إضافة الى مبانٍ أخرى محيطة بها، بما تضمه من شقق سكنية، تم تهجير سكانها قسراً منها خلال العدوان المتواصل. وتمثلت عمليات الهدم في حارات المنشية، والمسلخ، والجامع، والعيادة، والشهداء، ضمن خطة الاحتلال لهدم 106 منازل وبنايات سكنية في مخيمي طولكرم ونور شمس، وما زال التوتر يسود المخيم، وسط ترقب الأهالي لموجة جديدة من عمليات الهدم، بعد تهجيرهم من منازلهم قسراً، وفرض حصار خانق عليه. كما اقتحمت آليات الاحتلال ضاحية ذنابة شرق طولكرم، وجابت الشوارع الرئيسية بسرعة كبيرة وصدمت إحدى المركبات المتوقفة بمحاذاة أحد الأرصفة بشكل متعمد، وأحدثت أضراراً فادحة فيها. ويستمر الاحتلال في الاستيلاء على المنازل والمباني السكنية في شارع نابلس، والحي الشمالي المجاور، محولاً إياها إلى ثكنات عسكرية، بعد إجبار السكان على الإخلاء القسري، فيما تواصل الآليات العسكرية تمركزها في المنطقة، علماً أن بعض هذه المباني لا تزال خاضعة لسيطرة الاحتلال منذ أكثر من شهرين. هذا وأسفر العدوان الإسرائيلي وتصعيده المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطناً، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، وإلحاق دمار شامل في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة. كما تسبب العدوان في حركة نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم ما يزيد عن 25 ألف مواطن، وتدمير فاق 400 منزل بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية، ما حولهما إلى مناطق معزولة خالية من مظاهر الحياة. بيان الدول الأوروبية رحبت "فتح" ببيان الدول الأوروبية الخمس (إسبانيا والنرويج وأيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا وسلوفينيا)، الداعي لكسر الصمت أمام ما ترتكب إسرائيل في غزةوالضفة الغربية من جرائم. وقال عضو المجلس الوطني لمنظمة التحرير، المتحدث باسم حركة "فتح" جمال نزال: إن الإبادة الجماعية وسياسة التدمير الشامل التي تقوم بها إسرائيل تحتم على كل دولة لها علاقات مع إسرائيل أن تلغي أي دعم أو تعاون معها وهي تفعل ذلك، خاصة اتفاقية الشراكة الأوروبية مع إسرائيل التي ينص البند الثاني منها على ضرورة أن تحترم إسرائيل حقوق الإنسان، بينما تنتهك إلى أبعد الحدود حقوق الإنسان الفلسطيني والقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي واتفاق جنيف الرابعة، بما يحتم على الاتحاد الأوروبي دولاً واتحاداً إعادة النظر بشكل عاجل في تعاونها مع إسرائيل. وأضاف نزال: لا يختلف اثنان اليوم على أن إسرائيل تستخدم كل طاقتها لتدمير الشعب الفلسطيني في إطار سياسة الإبادة الجماعية والقتل العشوائي والعقاب الجماعي والتجويع والحصار. وحذرت "فتح" من أن إسرائيل واستناداً إلى سياساتها غير العاقلة وغير المسؤولة في غزة قد فارقت نطاق المقبول دولياً والمستساغ إنسانياً، وهي ترتكب في غزةوالضفة الغربية جرائم لا سابق لمثيلها في تاريخ الإنسانية ضد شعب محاصر يتم تجويعه وقتله في نفس الوقت، كذلك من خطورة أن يتعود العالم على ذلك فيصبح هذا الأمر ضمن ما يتقبله العالم في عصرنا الحالي والمستقبل. ودعا للاعتراف بدولة فلسطين واستخدام كل ورقة ممكنة لحمل إسرائيل على التوقف الفوري عما تفعل ضد شعب أعزل. أوضاع صعبة يعاني منها الأسرى الغزيون