الصورة الذهنية الإيجابية للمنظمة في المجتمع لا تأتي من فراغ سواء كانت منظمة من القطاع العام أو الخاص أو القطاع الثالث. هذه الصورة هي حصيلة تاريخ وانجازات ونجاح مستمر. هذا النجاح المستمر هو نتاج ثقافة تتضمن قيما مهنية وأخلاقية. نجاح يسير وفق رؤية واضحة ومعروفة لجميع منسوبي المنظمة، نجاح يلتزم بالجودة والتميز والحوكمة والشفافية والاهتمام ببيئة العمل المادية والمعنوية. مؤسسات وشركات وجمعيات وجامعات يرسخ لدى المجتمع صورة إيجابية عنها تتعزز أيضا بما تقوم به من مسؤوليات لخدمة المجتمع من خلال برامج تعليمية وإنسانية. تصبح هذه المنظمات من رموز الدول وأيقوناتها وثقافتها وأحد مفاخرها. الصورة الذهنية للمنظمات ليست نتيجة انطباعات عابرة، هي صورة قد تكون إيجابية أو سلبية، قد تبدأ كانطباعات لكنها ترسخ من واقع الخبرة والتواصل مع الجمهور عبر الخدمات أو المنتجات، تتعرض الصورة للاختبار من قبل الرأي العام لمدة طويلة، اختبار لا يعرف المجاملة، تقييم صارم بمعايير المجتمع، تقييم شامل يخضع المنظمات لجوانب مختلفة، الجودة، المصداقية، المسؤولية الاجتماعية، الشفافية، بيئة العمل، النزاهة، العدالة، التواصل الاجتماعي، الدور الإعلامي الموضوعي الذي يحقق التوافق بين الأقوال والأفعال، الأنظمة والسياسات، الالتزام الصارم بتحقيق الأهداف وتطبيق أنظمتها وقوانينها على المجتمع المحلي أو الدولي حسب طبيعة كل منظمة ومجال عملها ونطاق صلاحياتها. إذا تكونت صورة ذهنية سلبية للمنظمة فهي أيضا لا تأتي من فراغ ويحتاج تغييرها إلى جهد ووقت، ويتطلب أن تقف المنظمة أمام المرآة لإجراء التقييم الذاتي بشجاعة وتقبل النتائج والاعتراف بالمشكلات إن وجدت لأن ذلك يمثل الخطوة الأهم لحلها. الهروب من المشكلات أو اسقاط أسبابها على عوامل خارجية لا يحلها، تكرار التبرير الإنشائي أمام محكمة المجتمع هو قرار بإدمان الفشل. الأخطاء التي قد تحدث في موضوع الصورة الذهنية حين يروج البعض لصورة نمطية سلبية عن منظمة معينه استنادا إلى حالات فردية ممكن أن تحدث في أي منظمة. هذه الحالات الفردية إذا كانت إيجابية لا يمكن أيضا القياس عليها لإصدار حكم دقيق على صورتها الذهنية ولا يمكن كذلك الاعتماد على البيانات الإعلامية لوصف حالة المنظمة. قد تكون علاقة المنظمة مع المجتمع عاطفية لكن الصورة الذهنية تتحدث بلغة الأرقام والحقائق والإنجازات.