قرار جميل صادر من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالشراكة مع وزارة السياحة تمثل في التوجه نحو توطين 41 مهنة في القطاع السياحي في منشآت القطاع الخاص. هذا قرار يتزامن مع المنظومة السياحية في المملكة وهي منظومة واسعة آخذة في النمو بشكل سريع أوصل المملكة إلى المركز الثالث عالميا في أعلى نسبة نمو لأعداد السياح الدوليين عام 2024. هذا قرار كان منتظرا وسوف يوفر الكثير من فرص العمل في مجال السياحة وما يرتبط بها بشكل مباشر أو غير مباشر في كافة مناطق المملكة. قرار كان منتظرا كي يواكب نمو المنظومة السياحية ويتفق مع أهداف التنمية البشرية نحو تزويد سوق العمل بالكفاءات الوطنية، وتوفير فرص عمل جديدة في القطاعات المختلفة. وهو قرار بالتأكيد لم يأتِ من فراغ وإنما بناء على دراسة للوضع الراهن. تفعيل هذا القرار ونقله إلى مرحلة التطبيق جعل الوزارة تضع خطة على ثلاث مراحل لتحقيق المستهدف، كما أصدرت دليلا إجرائيا يوضح تفاصيل القرار والمهن والنسب المطلوبة ويتضمن العقوبات بحق المخالفين. ستخضع هذه الخطة ومنتجاتها للتقييم بعد انتهاء المراحل الثلاث.. نتفاءل بنتائج ايجابية بعد التنفيذ. من إيجابيات هذا القرار أن المهن المستهدفة بالتوطين متنوعة ونوعية وارتقت إلى مستوى المهن القيادية والتخصصية: مدير فندق، مدير عمليات فندق، مدير رقابة فنادق، مدير وكالة سفر، مدير تخطيط وتطوير، اختصاصي تطوير سياحي، اختصاصي إرشاد سياحي، منظم سياحي، اختصاصي فندقة، مرشد موقع، اختصاصي مشتريات، اختصاصي مبيعات، موظف استقبال فندق. لا شك أن قطاع السياحة في المملكة يعتمد على روافد كثيرة أبرزها مكانة المملكة البارزة دوليا، وتاريخها وآثارها ومتاحفها وثقافتها وفعالياتها المختلفة، والبنية التحتية المتطورة، ووسائل النقل المتنوعة، وموقعها الجغرافي المتميز، والتنوع الطبيعي، والمؤتمرات والمعارض المواكبة للتطورات العالمية. وقبل كل ذلك كونها مهد الإسلام وقبلة المسلمين. كانت عبارة (تنويع مصادر الدخل) عبارة ثابتة في خطط المملكة، أصبحت الآن واقعا ملموسا، ويعتبر قطاع السياحة أحد مصادر هذا التنوع، وهي ركن من أركان رؤية 2030م. هذه الأهمية الوطنية لقطاع السياحة وفر الحيثيات المنطقية الضرورية لقرار توطين المهن السياحية خاصة مع وجود المؤسسات التعليمية والتدريبية المتخصصة في هذا المجال في المملكة مما يسهم في تزويد هذا القطاع بالكفاءات الوطنية المطلوبة.. وفي ظني أن السائح سيتعرف أكثر على ثقافة البلد ولغة البلد عندما يتعامل مع أبناء البلد بما في ذلك سائقو سيارات الأجرة.