تعيش بلادنا اليوم نهضة تعليمية شاملة، لم يشهدها تاريخها من قبل، وذلك بفضل رؤية السعودية 2030 التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، ومضى قدماً في تنفيذها عراّبها سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان – حفظه الله – والتي وضعت الإنسان في قلب التنمية، معتبرةً التعليم حجر الزاوية لبناء المستقبل المشرق لهذا الوطن. ومن خلال التقرير السنوي التاسع لرؤية 2030، تتجلى الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة في تطوير التعليم بمختلف مراحله. حيث ركزت وزارة التعليم على تحسين جودة التعليم العام والجامعي، وتعزيز المهارات المستقبلية، وإدماج التقنيات الحديثة في العملية التعليمية. وقد تم تحقيق تقدم ملموس في العديد من المؤشرات الرئيسية؛ إذ تضاعف التركيز على المهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي، وتهيئة البيئة التعليمية لتواكب احتياجات سوق العمل الوطني والعالمي. كما أن برامج الرؤية، وبالأخص برنامج تنمية القدرات البشرية، عملت على ربط التعليم بسوق العمل، وتحفيز التعليم مدى الحياة، وتنمية المهارات الأساسية واللغات الأجنبية لدى الطلاب، مما أدى إلى رفع جاهزية الخريجين ومهاراتهم التنافسية عالميًا. ولا ننسى أن إطلاق مبادرة "القدرات البشرية" ومؤتمرها السنوي ما هو إلا شاهد على حرص القيادة على بناء الإنسان السعودي، باعتباره أساس التحول الوطني الشامل. وأبرز التقرير السنوي التاسع لرؤية 2030 أن 85% من مبادرات برامج الرؤية تسير في الاتجاه الصحيح أو اكتملت قبل أوانها، كما أظهرت مؤشرات التنمية أن الاستثمار والتطوير في القطاعات المتعددة، بدأ يثمر عبر انخفاض نسبة البطالة إلى 7%، وزيادة عدد السعوديين العاملين بالقطاع الخاص، ونمو مساهمة المرأة السعودية في سوق العمل إلى 36%. وهذه النجاحات لا يمكن فصلها عن الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة التعليم بقيادة معالي الوزير الأستاذ يوسف البنيان ، الذي قاد مسيرة تطوير التعليم برؤية واضحة، وجهود حثيثة تواكب تطلعات القيادة. فقد وضعت وزارة التعليم ، استراتيجية طموحة لإحداث نقلة نوعية في التعليم، انعكست نتائجها بشكل واضح في التقرير السنوي التاسع لرؤية 2030. حيث بلغت نسبة الإنجاز في مبادرات وزارة التعليم أكثر من 87%، مما يدل على التزام عالٍ بتحقيق الأهداف الوطنية. *عميدة كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة حائل وأستاذ الفيزياء المشارك