"ديوانية المعرفة" تناقش دور الصناديق والبنوك التنموية في خلق اقتصاد متنوع ومستدام

نظّم مركز التواصل والمعرفة المالية (متمّم) بالتعاون مع صندوق التنمية الوطني، النسخة السابعة من "ديوانية المعرفة" تحت رعاية معالي نائب وزير المالية الأستاذ عبد المحسن بن سعد الخلف، وذلك يوم الثلاثاء 24 شوال 1446ه الموافق 22 أبريل 2025م بمدينة الرياض، تحت عنوان "دور الصناديق والبنوك التنموية في خلق اقتصاد متنوع ومستدام"، بحضور ومشاركة عدد من المسؤولين في القطاع الحكومي والصناديق والبنوك التنموية، إلى جانب نخبة من الاقتصاديين والمختصين والمهتمين في المجالات ذات العلاقة.
ونيابة عن معالي نائب وزير المالية، رحب وكيل وزارة المالية للشؤون المالية والحسابات الأستاذ حمد الكنهل في الكلمة الافتتاحية بضيوف الديوانية، مؤكداً أن "ديوانية المعرفة" أسهمت من خلال مواضيعها في بناء تصور مشترك بين القطاعين العام والخاص حول واقع الاقتصاد السعودي وتطوراته محليًا ودوليًا.
وأوضح الكنهل أنّ رؤية السعودية 2030 أنجزت بقيادة خادم الحرمين الشريفين والمتابعة الحثيثة من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – العديد من مستهدفاتها، لتسهم في تحقيق وطن طموح، واقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي. كما أشاد بالدور الكبير لصندوق التنمية الوطني والمنظومة التمويلية في تحقيق طموحات رؤية السعودية 2030 التي أصبحت واقعًا معاشًا.
وأوضح أن النجاح الذي حققته المملكة في تنويع الاقتصاد، وزيادة حصة الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وزيادة مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد، كان له ارتباطًا وثيقًا بكفاءة وفاعلية المنظومة التمويلية.
وتخللت الديوانية في نسختها السابعة، جلسة حوارية بعنوان "دور الصناديق التنموية في خلق اقتصاد متنوع ومستدام"، وشارك فيها الرئيس التنفيذي لبنك التصدير والاستيراد السعودي معالي المهندس سعد الخلب، ووكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط للسياسات والتخطيط الاقتصادي الأستاذ راكان آل الشيخ، والرئيس التنفيذي لبنك التنمية الاجتماعية المهندس سلطان الحميدي، والرئيس التنفيذي لصندوق البنية التحتية الوطني المهندس إسماعيل السلّوم.
وأوضح معالي الخلب خلال الجلسة أن بنك التصدير والاستيراد السعودي قدم تسهيلات ائتمانية خلال الخمس سنوات الماضية تصل إلى 70 مليار ريال، وعقد شراكات إستراتيجية مع أكثر من 65 مؤسسة تنموية وبيوت التجارة العالمية، ساهمت في نفاذ الصادرات السعودية غير النفطية لأكثر من 150 دولة، مشيراً إلى أن نسبة نمو الصادرات غير النفطية بين عامي 2020م و2024م، ارتفعت أكثر من 100%، وساهم البنك فيها بالتمكين المالي.
من جانبه، أشار آل الشيخ إلى أن الصناديق التمويلية تؤدي دوراً محورياً في تمويل المشروعات المستحدثة المرتبطة برؤية السعودية 2030، لافتاً إلى أن الصناديق التنموية لعبت دورًا كبيرًا في التنمية المستدامة، وفي تقدم ترتيب المملكة في مختلف المؤشرات العالمية.
فيما سلّط الحميدي الضوء على أن بنك التنمية الاجتماعي قدّم على مدار أكثر من 53 عاماً حلولًا تمويلية وتنموية، تتجاوز قيمتها 162 مليار ريال ل 10 ملايين مواطن ومواطنة، كما دعم 51 ألف منشأة صغيرة وناشئة بإجمالي تمويل 21 مليار ريال، مؤكداً أن المنتجات الادخارية التي يقدمها البنك لعملائه، تلقى نجاحاً بارزاً، "حيث وصلنا إلى أكثر من 250 ألف عميل، بإجمالي مدخرات تتجاوز 500 مليون ريال".
بدوره، أشار السلّوم إلى أن صندوق البنية التحتي الوطني يولي اهتماماً بالغاً بالبنية التحتية الاجتماعية، وأنه يجري العمل بالشراكة مع صندوق التنمية الوطني ووزارة الاقتصاد والتخطيط والجهات ذات العلاقة، على تطوير برامج تمويلية متخصصة تدعم هذا القطاع الحيوي، بما يسهم في تعزيز جودة الحياة للأفراد في المملكة.
وخلال جلسة عرض قصص نجاح بعض التجارب الاستثمارية المحلية، أكد المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "سدير فارما" الدكتور ياسر العبيداء، أنه من خلال التمويل استطاعت الشركة جلب التقنيات الخارجية الخاصة بالأدوية المتخصصة، بدوره، أشار نائب الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية لشركة "أسمنت اليمامة" المهندس محمد المالكي، بأن التمويل ساعد الشركة على التوسع في أسواق جديدة وزيادة الحصة السوقية في ظل بيئة صناعية تتسم بالتنافس الشديد.
وعن تجربة شركة "مورق التخصصية الزراعية"، قالت المدير العام للشركة دانة عناني، إن الصناديق التمويلية تدعم بلا تردد المشاريع النوعية في المجتمع، كما أكد مؤسس "محمصة بيكولو" الأستاذ عبد الله القيشي، بأن التمويل هو الممكِّن الفعلي لتحويل الأفكار والخطط والعمل إلى واقع.
وفي الجلسة الختامية التي جاءت تحت عنوان "صندوق التنمية الوطني –ذراع التمويل التنموي لرؤية السعودية 2030"، استعرض نائب محافظ صندوق التنمية الوطني الأستاذ خالد شريف، أكد أن إنشاء شركة الصندوق الصناعي للاستثمار هي لتقديم حلول تكاملية تدعم القطاع الصناعي من حيث الابتكار و توفير منتجات مختلفة، مسلطاً الضوء على مساهمة منظومة التمويل التنموي في استهداف توجيه منتجاتها التمويلية نحو القطاع الخاص،و هي إحدى اللبنات الرئيسية لرؤية السعودية 2030.
وأوضح أن دور الصندوق والمنظومة التمويلية بشكل عام يتلخص في ثلاثة محاور رئيسية، الأول استباقي يستشرف المستقبل، والثاني عبر الصناديق والبنوك التنموية كأذرع فعًالة لمواجهة التقلبات الاقتصادية المختلفة، أما المحور الثالث يركز على التطوير المستمر للسياسات وتحسين الممارسات.
يذكر أنّ "ديوانية المعرفة" تواصل دورها كمبادرة نوعية من مركز التواصل والمعرفة المالية (متمم)، وتسعى لتعزيز الحوار البنّاء، وتبادل الخبرات بين قادة الفكر والمتخصصين، بما يسهم في بناء منظومة مالية أكثر كفاءة، وتدعم تطلّعات المملكة نحو اقتصاد مستدام ومتنوع.